الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

واشنطن بوست: أيام صعبة تنتظر البعثة الدبلوماسية الأمريكية بأفغانستان بعد الانسحاب العسكري

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية في أفغانستان

قالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية واسعة الانتشار تحت عنوان "يوم الانسحاب ويوم الشقاء" إن يوم سحب آخر جندي أمريكي من أفغانستان فى الحادى والثلاثين من اغسطس القادم سيكون هو ذاته يوم بداية المتاعب والشقاء للبعثة الدبلوماسية الامريكية التى ستبقى فى كابول عاصمة افغانستان، مهما كانت قدرة قوة الحراسة التى ستعزز بها واشنطن مقارها ومكاتبها فى عاصمة بلد تعجز قواته الأمنية عن تحقيق الأمن فيها، فى مواجهة مسلحين متربصين بها من كل اتجاه فى مقدمتهم مقاتلى طالبان. 
واعتبرت الواشنطن بوست ان تقليص حجم العاملين فى البعثة الامريكية فى كابل من 4000 الى 1400 موظف دبلوماسى، لن يقدم حلا ناجحا لضمان أمنهم وسلامتهم مستقبلا بعد استكمال الانسحاب العسكرى الامريكي، وفى هذا الصدد اكدت الصحيفة ان الخارجية الامريكية هى الاكثر جرأة وامتلاكا لعناصر بشرية الفت العمل والعيش فى احلك الظروف مثل ليبيا والصومال، وفى هذا الصدد سيكون موظفوها العائدون من افغانستان رصيدا اضافيا يعزز قدرة الدبلوماسية الامريكية على العمل "بلا خوف" فى مناطق العالم الساخنة والاشد خطورة، وربما سيكون هذا هو مكسب الولايات المتحدة الوحيد من تواجد صعب لمدة عشرين عاما على الاراضى الافغانية. 


واضافت الواشنطن بوست  ان اعلان الرئيس الامريكى جو بايدن عزمه اتمام سحب القوات الامريكية قد وظفته طالبان عمليا فى صورة هجمات استعادة بها الاراضى والمناطق الافغانية التى سبق وان اخرجتها منها القوات الامريكية، واعتبرت طالبان – وفقا للصحيفة الامريكية - ان الوقت قد حان لها لاسترداد تلك المناطق واخضاعها وهو ما نجحت فيه الى حد كبير حتى قبل اتمام الانسحاب الامريكى. 
وقالت الواشنطن بوست ان "نوبة الجرأة" التى تنتاب طالبان حاليا وتعزز تمددها فى اراضى افغانستان لن تنتهى الا بقيام طالبان باسقاط الحكومة الافغانية وانهاء الدولة الافغانية بصورة كاملة لتحل محلها "دولة طالبان" وهو الامر الذى رصدته دول كفرنسا وروسيا والصين بعين القلق. 
وتساءلت الصحيفة الامريكية: هل ستتغلب شهوة الحكم لدى قيادات طالبان على شهوة الانتقام من ضربات جوية موجعة سددتها اليهم مقاتلات سلاح الجو الامريكى على مدى عشرين عاما مضت ؟  وما الذى سيعنيه ذلك بالنسبة للدبلوماسيين الامريكيين المتواجدين على الاراضى الافغانية مستقبلا. 
وقال دبلوماسيون غربيون فى كابول للواشنطن بوست – رفضوا التعريف بهم خوفا على سلامتهم الشخصية – ان انسحاب الولايات المتحدة من افغانستان عسكريا سيبدد 134 مليار دولار امريكى انفقتها الادارات الامريكية المتعاقبة من اموال دافعى الضرائب الامريكيين على تعزيز القدرات الأمنية لافغانستان وتطوير بنيتها التحتية، التى تدمرها كل يوم هجمات طالبان وابقت غالبيتها اثرا من بعد عين، وبرغم ذلك رصدت وكالة التنمية الدولية الامريكية 500 مليون دولار امريكى لاستكمال منشآت صحية فى افغانستان حتى نهاية العام الجارى. 
ووفق البيانات الصادرة عن وكالة التنمية الدولية الامريكية USAID فقد كانت افغانستان هى اكبر مستفيد على مستوى العالم من حزم التمويل الانمائى المقدمة من الوكالة خلال العام 2019 لا سيما فى المجال الصحى وهو ما ساعد على رفع متسوى عمر الافغان من 47 الى 63 عاما.