الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لا مثلجات في المستوطنات.. خلاف نادر بين إسرائيل وشركة أمريكية شهيرة

أزمة بين إسرائيل
أزمة بين إسرائيل وشركة بن أند جيري الأمريكية للمثلجات

أزمة نادرة بين إسرائيل وشركة "بن أند جيري" الأمريكية للمثلجات، دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت للتحذير من "تداعيات خطيرة قانونية"، إثر إعلان الشركة وقف بيع منتجاتها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة في المستوطنات أو القدس الشرقية.

ففي اتصال هاتفي مع رئيس شركة "يونيليفر" للسلع الاستهلاكية ومقرها لندن، التي تصنع الآيس كريم لعلامة (Ben & Jerry) الأمريكية الشهيرة، قال بينيت إن الشركة اتخذت "خطوة سافرة مناهضة لإسرائيل" وإن حكومته سترد بقوة على أي مقاطعة تستهدف مواطنيها.

وترى شركة "بن أند جيري" أن بيع منتجاتها في الضفة الغربية والقدس الشرقية لم يكن "متسقا مع قيمنا"، موضحة أنها لن تجدد اتفاق رخصة مع شريكها الإسرائيلي عندما ينتهي بنهاية العام القادم.

لكن الشركة المالكة قالت إنها ستواصل نشاطها في إسرائيل وفق ترتيبات مختلفة، دون مبيعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ووفقا لصحيفة "فاينانشال تايمز"، يسلط الخلاف الضوء على المخاطر التي تواجهها العلامات التجارية التي تحاول إرضاء أي من الآراء السياسية، حيث تعرضت "بن أند جيري" لضغوط من جماعات مؤيدة للفلسطينيين بسبب أنشطتها في إسرائيل والمستوطنات المحتلة بالضفة.

ويتماشى قرار الشركة الأمريكية مع القانون الدولي الذي يعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير شرعية.

غضب وتحذير إسرائيلي

يعيش آلاف اليهود في أكثر من 140 مستوطنة تم إنشائها بعد الاحتلال الإسرائيلي لمزيد من الأراضي الفلسطينية عام 1967، بما في ذلك مستوطنات الضفة الغربية والقدس الشرقية.

وتسبب قرار شركة "بن أند جيري" في غضب رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يؤيد حزبه المستوطنات اليهودية في الضفة، قائلا إن الشركة الأمريكية تتخذ قرارا "خاطئا أخلاقيا".

من جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد إنه سيطلب من الولايات المتحدة التي أصدرت تشريعات ضد حملات المقاطعة لإسرائيل باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة "بن أند جيري"، بسبب استسلامها المخزي لمعاداة السامية، على حد قوله.

كما طالب سفير إسرائيل في واشنطن جلعاد أردان حكام 35 ولاية أمريكية باتخاذ إجراءات قانونية ضد شركة "بن أند جيري".

وقال السفير أردان في رسالة  لحكام الولايات التي توجد فيها قوانين ضد حركة مقاطعة إسرائيل "أناشدكم بمعارضة قرار الشركة واتخاذ إجراءات ضدها، بما في ذلك الإجراءات القانونية والتجارية"، مؤكدا ضرورة أن تكون تلك الإجراءات "سريعة وحاسمة".

وأضاف السفير الإسرائيلي "في الوقت الذي ترفع فيه الدول العربية مقاطعة إسرائيل وتوقع اتفاقيات السلام معها، ويتزايد التعاون في منطقتنا، فمن غير المعقول أن تعمل الشركات الأمريكية ضد التطبيع والسلام".

تأسست شركة "بن أند جيري" في ولاية فيرمونت عام 1978، ولديها تاريخ طويل في تبني القضايا الاجتماعية، لكن مجموعة السلع الاستهلاكية الشهيرة "يونيليفر " استحوذت على شركة المثلجات الأمريكية في عام 2000.

وأثار قرار الشركة الأمريكية غضب القادة السياسيين في إسرائيل، وموجة غضب شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي والإعلام العبري.

وكانت شركة "بن أند بيري" تبيع منتجاتها في متاجر المستوطنات الإسرائيلية، قبل أن تستجيب لحملات مقاطعة إسرائيل، خاصة أن الشركة معروفة بمواقفها الداعمة للقضايا الاجتماعية مثل حقوق السود، كما أعلنت في وقت سابق مقاطعة إعلانات "فيسبوك" احتجاجا على المتحوى العنصري والكراهية.

من جانبها، تقول شركة يونيليفر، إن القرار اتخذه مجلس إدارة "بن أند جيري" وأنها ستبقى ملتزمة بأعمالها وبيع المنتجات في إسرائيل.

وقالت يونيليفر البريطانية في بيان منفصل إنها "ملتزمة تماما بالتواجد في إسرائيل، حيث استثمرنا في موظفينا وعلاماتنا التجارية وأعمالنا لعدة عقود".

ويمتلك مجلس إدارة شركة "بن أند جيري" المستقل، بصلاحية الاعتراض على الإجراءات التي قد تؤثر على مهمته الاجتماعية أو سمعة العلامة التجارية الشهيرة.

ودائما ما تدعم حركات حقوقية فلسطينية وأمريكية ونشطاء مستقلون مقاطعة وسحب استثمارات وفرض عقوبات على الشركات المملوكة لإسرائيل، لكن معظم الحملات لم تنجح في التأثير على الاقتصاد الإسرائيلي.