معديات الموت صداع فى قلب النيل

جدد حادث لنش السباعية بمركز أدفو في أسوان، الذى تسبب في مصرع 10 مواطنين مازال البحث جاري عن جثثهم، الحديث عن تهالك المعديات النيلية وغياب الرقابة عليها، خاصة أنها الوسيلة الوحيدة لإنتقال المواطنين بين ضفتي النيل، وتبقي المعديات واللنشات النيلية صداع دائم فى قلب النيل، لما تسببه من حوادث كثيرة تزهق بسببها أرواح الأبرياء.
ففي محافظة المنيا يبلغ طول نهر النيل بها 150 كيلو متر، ولا يوجد بها إلا كوبرى وحيد على النيل، يربط بين الشرق والغرب بينما تخلو المدن السبع المتبقية والمطلة على النيل من أي كبارى، فلا يوجد أمام المواطنين وسيلة للتنقل بين ضفتي النيل غير المعديات واللنشات النهرية والتى اغلبها غير مرخص ومتهالك الحالة.
يقول شعراوى على من أبناء قرية قرارة بمغاغة، أن المشكلة الرئيسة هى تهالك معظم المعديات، وعدم مطابقتها للمواضفات القانونية الى جانب القيادة المتهورة من جانب بعض الشباب حديثي السن.
واشار ابراهيم محروس من ابناء قرية الحاج قنديل بدير مواس أن المنيا شهدت خلال الفترة الماضية العديد من الحوادث التى راح ضحيتها مواطنون أبرياء ونتيجة لهذة الحوادث تم اتخاذ قرار بإنشاء مكتب خاص لمنح التراخيص النهرية بالمنيا بدلا من الذهاب الى المركز الرئيسى بالقاهرة الا ان هذا الحلم لم يتحقق واصحاب المعديات يأخذون اوراق المعديات واللنشات النهرية ويذهبون الى القاهرة لتجديد الرخصة دون ابحار المعدية فى النيل الى القاهرة فتعتبر التصاريح ورقية ولا يتم معاينتها على الطبيعة.
ويرى حمادة طهير من أبناء سمالوط أن المعديات ليست المشكلة الأساسية وأنما المشكلة في سلوك المواطنين حيث يقوم بعض السائقين بالصعود على ظهر المعدية بسيارتهم المحمله بالركاب ويتركونها بدون تأمين جيد وعدم شد فرامل اليد فتسقط السيارة فى النيل بركابها.
وفي محافظة المنيا يقول فاروق صلاح من أبناء مركز بنى مزار، أن طول نهر النيل 150 كيلو متر في المحافظة، ويوجد بها كوبرى وحيد بمدينة المنيا، وحاليا يتم إنشاء كوبرى ببنى مزار وآخر بملوى إذا تم الإنتهاء منهما ستودع المنيا مشاكل المعديات مطالبا المسؤلين بسرعة الإنتهاء من إنشاء كوبرى بنى مزار وملوى.
وفي كفر الشيخ يقول أحمد عبده من أبناء برج مغيزل أن المسئولية تائهة للرقابة على تلك المعديات التى يقودها صبية صغار، بين مجلس مدينة رشيد والوحدة المحلية بمطوبس، كما أنها تحمل أكثر من 30 راكبا فى حين أن حمولتها من المفترض ألا تزيد عن 8 ركاب، وقد وعد اللواء محمد شعراوى محافظ البحيرة السابق بتشغيل أتوبيسين نقل نهرى لنقل المواطنين لربط ضفتى النيل ببعضهما البعض ولم يحدث شيئا حتى الآن.
وفي أسيوط تقع 4 مراكز شرق النيل، هي الفتح وأبنوب وساحل سليم والبداري ويسكنها نحو 1,5 مليون نسمة بالإضافة إلي أن باقي المراكز السبعة ما عدا الغنايم يقسمها النيل إلي شرق وغرب، مما أدي إلي انتشار المعديات والعبارات والقوارب الصغيرة للانتقال بها بين الجانبين، وتفتقد هذه الوسائل إلي عوامل الآمان وتسببت في العديد من الحوادث النيلية.
في حين يشير علام صابر فلاح من قرية مجريس مركز صدفا، أن المعدية – والتي هي وسيلة النقل الوحيدة في القرية لا تعمل بعد الساعة السابعة مساءً، لذا يضطر الأهالي إلي استخدام القوارب الشراعية والتي تسبب خطورة أكبر من المعديات .
وقال أحمد عمار أن مركز ابوتيج يوجد بها عبارتين أبو العيون والفرغل يخدمون أكثر من 60 قرية وهما متهالكتين، حمولة العبارة 50 راكب و4 سيارات و10 طن من المواشي ولكن للعجز الشديد في عدد العبارات تقوم العبارات بتحميل 150 مواطن و9 سيارات و10 طن من المواشي، مما يسبب خطر دائم على الركاب، خاصة وان العبارات غير مؤمن عليها لأنها غير مرخصة ولا يوجد بها قوارب إنقاذ رغم دخل العبارات الذي يتعدى 180 ألاف جنية شهريا.
وفي محافظة بني سويف توجد 5 معديات رئيسية في المراكز التي تقع علي النيل، و يقوم الأهالي باستئجار تلك المعديات من الوحدات المحلية من خلال مزاد علني ويحصلون من خلاله علي التراخيص من هيئة الملاحة النهرية بالقاهرة.
وأشار احد مسئولي الوحدات المحلية إلي أن مهمتم تقتصر علي إخطار المسطحات المائية بسريان التراخيص أو انتهاءها لوجود صورة من الترخيص بالوحدات، فضلا عن وجود بعض المعديات و القوارب الصغيرة في تلك المراكز وتقوم بنقل المواطنين بين ضفتي ترعة الإبراهيمية وهذه المعديات ليست تابعة للوحدات المحلية بل يمتلكها الأهالي والصيادون، مؤكدا مسئولية إدارة المسطحات المائية في المتابعة والتفتيش علي وسائل واشتراطات الأمن والسلامة والتزام المعديات بتطبيقها، ولكن المستأجرون لا يلتزمون باشتراطات الأمن والسلامة المهنية.
وفي أسوان أكد محافظ أسوان مصطفى السيد علي أنه تم خلال الثلاث سنوات الأخيرة تجديد وتحديث 6 معديات وعبارات نيلية بتكلفة 20 مليون جنية لتأمين أرواح وممتلكات المواطنين المقيمين بقري الغرب وفي الجزر النيلية.
ووجه المحافظ أجهزة المحليات بعدم تحميل المواطن البسيط أي أعباء إضافية والإبقاء علي رسوم ركوب العبارة كما هي عند 10 قروش ومجانية للطلاب والأطفال وأكد بأنه جار إنشاء عدد «2 عبارة» بالترسانة البحرية بالإسكندرية إلي جانب تطوير وتجديد «2 عبارة» أخري بتكلفة إجمالية 8 ملايين جنيه.