الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر للطيران وثورة يوليو.. سنوات الأمل وطفرة الانفتاح نحو أجواء الغرب

مضيفات مصر للطيران
مضيفات مصر للطيران فترة الخميسينات

عام ثورة يوليو 1952، هو التاريخ الذي يحكي الكثير أيضاً عن مرحلة من المراحل التي عاصرتها الناقل الوطني مصر للطيران، بل إنه بمثابة عام الإنطلاقه للشركة الوطنية، الذي وسعت خلاله خطوطها شبكتها الجوية وزادت من أسطول طيرانها الخاص.

 

فبعد قيام ثورة يوليو عام 1922، شهدت مصر حركة زيارات واسعة من ملوك ورؤساء ومشاركات لفرق فنية ورياضية من مسابقات عالمية، جميعها ساهمت فيها مصر للطيران بدورها ناقل وطني للدولة، إلا أنه كانت من أهم الرحلات التي قامت بها مصر للطيران، في ذلك العام، ولأول مرة هو نقل الفريق المصري في الدورة الأولمبية إلى هلسنكي بفلندا، وقاد الطائرة حينها فريق مصري بالكامل.

 

كان ذلك النشاط التشغيلي للشركة الوطنية في عام الثورة، كافياً لجعلها تدعم أسطولها الجوي، بضم ثلاث طائرات فايكونت البريطانية الصنع ذات المحركات الأربع والمقاعد الاثنين والخميس، فضلاً عن أن الشركة استقدمت أيضاً أول جهاز محاكي لتدريب طياريها عليه، لتصبح الأولى والوحيدة في هذا المجال، في ذلك الوقت، وصار حينها معهد مصر للطيران قبلة المتدربين والدارسين.حينها قام النظام الحاكم الجديد آنذاك برفع رأس المال من300 ألف جنيه إلى مليون جنيه.

 

ويحسب لعام 1952 أيضاً، الحدث الرحلة التاريخية في دفتر سجلات مصر للطيران، حيث قامت إحدى طائرات الناقل الوطني طراز لانجدوك ذات الأربع محركات، بنقل الدكتور محمد مصدق رئيس وزراء إيران الأسبق – حينها – إلى طهران في رحلة مباشرة من القاهرة وبدون توقف، وقطعت مسافة لنحو سبع ساعات، حينها اعتبرت مصر للطيران، أن هذه الرحلة حدثاً تاريخياً لدرجة أنها قامت بتجهيز نافذة عرض في مكتبها الجديد بميدان الأوبرا، ووضعت فيه خريطة تفصيلية للمنطقة بين مصر وإيران وأظهرت عليها خط سير رحلتها التاريخية، ليقف الناس في الميدان يتابعون كل لحظة وأر ما وصلت إليه الطائرة المصرية إلى أن هبطت في مطار طهران.

 

حتى جاء عام 1954، في أعقاب ثورة يوليو، الذي بحلوله كانت طائرات مصر للطيران تمتد شرقاً إلى جدة وبغداد والكويت. وغرباً إلى بني غازي وطرابلس وتونس وشمالاً إلى أثينا وميلانو وجنيف وباريس وجنوباً إلى الخرطوم وأسمرة وأديس أبابا.

 

ومع حلول عام 1956، افتتحت الشركة خطها الأوروبي الجديد إلى روما، وحققت زيادة في نسبة الامتلاء بمقدار 25%، إلا أن العدوان الثلاثي الذي اشتركت فيه بريطانيا وفرنسا مع إسرائيل أتي على جزء من تلك المكاسب، وفقدت ثلاث طائرات، اثنين من طراز فايكنج والثالثة من فايكاونت.