الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأولاد.. بنين وبنات!


في القرآن الكريم يأتي عادة الخطاب للناس من رجال ونساء بالمذكر: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ، واحِدَةٍ، وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا ونِسَاءً) النساء 1، وبنداء مثل يا بني آدم: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)الاعراف31، وبنداء مثل يا أيها الإنسان والذي يشمل الرجال والنساء: (يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ) الانفطار 6، ومثله الخطاب للذين آمنوا هو خطاب عام للذكر والأنثى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ) النساء135. 
وفى الحديث عن تكريم بنى آدم ذكوراً وإناثاً: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الاسراء 70.
ومثله في الحديث عن الانسان ذكرا وأنثى: (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً) المعارج 19 
خطاب عام للناس ذكوراً وإناثاً: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ) النساء 1، ويأتي المؤمنون خطاباً عاماً للذكر والأنثى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) المؤمنون 1، المؤمنون تشمل الرجال والنساء، 
ولذلك فإن كل الصفات التي تأتي في القرآن وصفاً للناس فهى تشمل الرجال والنساء، ومنها الصفات الإيجابية مثل المتقين، والصالحين، والمحسنين، ومثل الصفات السلبية مثل الكافرين، والمشركين، والمنافقين، والمجرمين، والمسرفين.
وكلمة الوالدان وتعني الأب والأم، وأيضاً الرجال والنساء من الأقارب والجيران والأصحاب وابن السبيل واليتامى والمساكين: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ  وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) النساء36. 
وكلمة الأولاد في القرآن لا تعني البنين أو الذكور فقط، وانما تعني البنين والبنات أو الذكور والإناث، وقد يأتي التشريع عاماً بين الذكور والإناث ويعبر عنهما تعالى بالأولاد، مثل التشريع الخاص بالرضاعة: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ) البقرة 233، (أَوْلادَهُنَّ) تشمل الذكور والاناث.
وقد يأتي التشريع  خاصاً بتحديد الذكر أو الأنثى، مثل تشريع الميراث: (يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ) النساء 11، هنا الأولاد يعنى البنين والبنات، وشرحه في نفس الآية: (لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ).  
وتأتي كلمة البنين بمعنى الذكور والإناث، وزينة الدنيا هى في الثروة وفي السلطة وفي الشهرة، أو في الأموال والأولاد: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا) الكهف 46، من هنا يأتي الارتباط بين الأموال والأولاد أو البنين ذكوراً وإناثاً. 
ولذلك جاء قول النبي نوح عليه السلام لقومه: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) نوح 12، والنبي هود عليه السلام لقومه عاد: (وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ. أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ. وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) الشعراء 132-134، المال هنا مرتبط بالبنين ذكوراً وإناثاً.
قال تعالى عن بعض أصحاب الثروة والسلطة من كفار قريش: (أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ) القلم 14، وقال تعالى: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ. نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لا يَشْعُرُونَ) المؤمنون 55-56، المال هنا مرتبط بالبنين ذكوراً وإناثاً.
ويحذر تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) الكهف 46. 
وقد يأتي مفهوماً من السياق أن كلمة البنين تعني الذكور والإناث: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً) النحل 72، والأزواج والبنون والأحفاد تشمل الذكور والإناث، قال تعالى: (وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) الأعراف 28، والآباء تشمل الرجال والنساء، والفاحشة لا يفعلها الرجال وحدهم أو النساء وحدهن بل يتشاركان فيها.
وقد تأتي كلمة البنون بمعنى الذكور فقط في مقابل البنات، فالعرب قبل الإسلام زعموا أن الملائكة بنات الله، وجاء رده تعالى عليهم: (أَمْ لَهُ الْبَنَاتُ وَلَكُمْ الْبَنُونَ) الطور 39، وكما نسبوا لله تعالى بنات، نسب له آخرون بنين، وجاء رده تعالى عليهم: (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ) الانعام 100. 
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط