الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علي جمعة: ينبغى أن ندرك معنى لا حول ولا قوة إلا بالله

علي جمعة: ينبغى أن
علي جمعة: ينبغى أن ندرك معنى لا حول ولا قوة إلا بالله

هل تظنون أن هذه الدنيا موجودة مع الله؟! سؤال طرحه الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، عبر صفحته الرسمية على فيس بوك.

 

وأجاب الدكتور علي جمعة عن السؤال قائلا: “إنه وجود فانٍ، واللهُ باقٍ، إنه وجود حادث، والله قديم، إنه وجود محتاج إلى غيره، واللهُ قائمٌ بنفسه، إنه وجود كله اختلاف واضطراب، واللهُ سبحانه واحد فى ذاته واحدٌ فى صفاته واحدٌ فى أفعالِه”.

وأضاف: “إنه وجود فيه كَدَر وفساد، واللهُ سبحانه وتعالى ربُّ العالمين خارجٌ عن الزمان والمكان لا يَحِلُّ فى الأشخاص ولا تُحِيطُ به الأحوال، الله سبحانه وتعالى لا شريك له ولا مثيلَ له {وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ}، فهل تعتقد أن هذا الوجود فى كفة، ووجود الله سبحانه وتعالى فى كفة؟! إذاً فأنت واهمٌ”.

 

وتابع: “الحاصل: أن الموجود على الحقيقة هو الله، وكل هذا الوجود منه سبحانه وتعالى بإذنه ومدده وخَلْقِهِ، فإن قطع الإمداد أو أبطل الاستعداد يفنى الكون كله، أى لو قطع الإمداد الصادر منه {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} نجد أنفسنا قد فنينا أى لا يبقى عالم، ولو أبطلَ الاستعداد كذلك فأنا عندى استعداد للوجود - والذى خلق هذا الاستعداد هو الله - فإذا ألغى الله هذا الاستعداد أكون فانياً، فيأتى المدد ولا يجد شيئاً أى لا يجد محلاً .. فالكوب تضع فيه الماء فيمتلئ، ولكن إذا لم يجد الماءُ كوباً! إذن إذا قطع أو أبطل الاستعداد فنى العالم، ومن بيده ذلك؟ إنه الله، فالوجود الحق هو وجود الله، هذا هو الوجود الحق وهذه الدنيا تسمى دار باطل؛ فإنها حاصلة ونحن نعيش فيها الآن بالفعل ،ولكنها عيشة تحتاج إلى غيرها لا تقوم بنفسها”.

 

هل تظن أن هذه الكائنات قد حجبت الله؟!

واستطرد: "الله لا يمكن أن يحجبه شيء ولكن أنت هو الْمَحْجُوب، وإنما هذه الكائنات توهمت أنت فى ذهنك أنها شيء، ولكن الأمر ليس كذلك، فإنها كل لحظة تنشأ وتفنى وهى قائمة بإقامةِ الله لها، ولو قطع الله عنها الإمداد أو التهيؤ للاستعداد فسوف تفنى ولن نجدها، إذن ينبغى علينا أن ندرك هذا المعنى أنه "لا حول ولا قوة إلا بالله".