الهناجر.. الإبداع مستمر مع ديجافو

لا يزال مسرح الهناجر قادر على تقديم عروض "تدهشك" حيث نجح في الحفاظ على شكل وخصوصية لعروضه طوال السنوات الماضية ارتبطت أغلبها بالنجاح وأيضا يقدم لنا مواهب واعدة.
منذ فترة طويلة لم أذهب إلى مسرح الهناجر بالأمس شاهدت عرض "ديجافو " أو إثبات العكس لاوليفيه شاشياري إعداد وإخراج أحمد فؤاد، وبطولة حمزة العيلي، أحمد السلكاوي، رحمه أحمد، رشا جابر ، محمد يوسف.
فكرة لكل حكاية أكثر من وجهة نظر حسب من يرويها هي فكرة منذ بداية الكون، نشاهد البطل يقع وسط مجموعة من الروايات لنفس الحكاية وتتشابك الأحداث وتتعقد في لوحات فنية "ممتعة" لفريق العمل والذين  يمتلكون جميعهم موهبة كبيرة. 
النص رغم عمق فكرته لكن نجح المؤلف والمخرج أحمد فؤاد بعد مجهود كبير في تمصيره بلغة بسيطة وسهلة وأعاد بناءه ليناسب الكوميديا المصرية ولكنه في نفس الوقت يجعل المتفرج يفكر ويتعلم من مواقف جديدة في الحياة يمر بها الإنسان رغما عنه وتحديدا عندما يتورط في مشكلة ليس له دخل فيها! وهو موقف لا يوجد شخص لم يمر به باختلاف صعوبة تلك المواقف، بطل العرض الخفي "آدم" متورط في جريمة اغتصاب ومطارد من مجهولين وصديقه يحاول الدفاع عنه.
اعتمد العرض على ثنائيات تقدم الحكاية بوجهات نظر مختلفة لإقناع بطل العرض بالحقيقة، بينما هو مقتنع ببراءة صديقه "آدم " محور القصة ولا يظهر في الأحداث ولكن ينوب عنه صديقه بطل العرض والذي قدمه بموهبة كبيرة الممثل "حمزة العيلي" والذي نجح في أن  يظل متواجد طوال فترة العرض بنفس الأداء المتميز، وشكلت الثنائيات طبقات اجتماعية مختلفة لأهل هذا الحي الذي تدور فيه الأحداث، ويترك المشاهد مع النهاية المفتوحة وعدد من الفرضيات لحكايات الأبطال
طاقة كبيرة للممثلين الخمسة فوق خشبة المسرح وحضور كبير ، الحركة بينهم لا تشعرك بدقيقة ملل واحدة، توظيف مواقف الضحك بشكل رائع.
الممثلين جميعهم أداء أكثر من جيد أحمد السلكاوي ورحمه أحمد ورشا جابر وهي "كوميديانه موهوبة" ومحمد يوسف، جميعهم قدموا أداء متناغم فيما بينهم وكأنهم يقدمون نفس العرض منذ سنوات معا، كانت مباراة ممتعة بين هؤلاء الممثلين الموهوبين.
فوجئت بالحضور الكثيف للجمهور رغم الإجراءات الاحترازية وظروف "كورونا" وهو ما أسعدني ان الجمهور عاد للمسرح من جديد.