الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل تخطط روسيا وتركيا لخلافة الأمريكان في أفغانستان؟.. صحيفة تجيب

هل تخطط روسيا وتركيا
هل تخطط روسيا وتركيا لخلافة الأمريكان في أفغانستان؟

أكد تقرير نشرته صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن تركيا وروسيا تستعدان لسد الفراغ الذي سيتركه انسحاب الأمريكان من أفغانستان، مشيرا إلى أنه على الرغم من المواقف المتعارضة في العديد من مسارح العمليات فإن العلاقة بين البلدين صمدت في وجه كل التقلبات.

وقال التقرير إنه "بعد طرد الغرب من سوريا وليبيا وناجورنو كاراباخ، تستعد تركيا وروسيا معا لتحلا محل الولايات المتحدة في كابول مع انسحاب الأمريكيين من أفغانستان بعد حرب استمرت عشرين عاما تاركة الأرض لحركة "طالبان" التي تتقدم بسرعة عالية".

وأشار التقرير إلى أن تركيا عرضت على واشنطن ضمان أمن مطار العاصمة كابول، ونقل عن ضابط فرنسي تعليقه بأن "من يملك المطار هو الذي يحكم المدينة".

ويوضح التقرير أنه "من خلال الاستيلاء على مطار كابول، بوابة الخروج الرئيسية للأجانب في أفغانستان، تقدم أنقرة لنفسها نفوذاً على القوات الدولية التي ستبقى في البلاد وحوالي 500 جندي أمريكي في المنطقة الخضراء والمغتربين والدبلوماسيين وعمال الإغاثة، وفي حالة الإخلاء سيعتمدون على أنقرة من أجل سلامتهم، لأنه بحسب بعض المصادر يمكن لتركيا أن تصدر إلى أفغانستان كما فعلت بالفعل في ليبيا مرتزقة سوريين يعملون لدى شركة سادات العسكرية الخاصة".

وأضاف التقرير أنه "إذا انتهت المفاوضات، لا سيما المالية مع الأمريكيين، يأمل الرئيس رجب طيب أردوغان أيضا في تهدئة الأصوات التي تعارضه في البيت الأبيض، كما أنها تتيح الفرصة لتأسيس تركيا كلاعب رئيسي في آسيا الوسطى".

ووفق التقرير "يعتبر التحول في ميزان القوى في أفغانستان أيضا نقطة جذب لروسيا، التي زادت من وجودها العسكري والدبلوماسي في آسيا الوسطى لمنع العنف الذي ترتكبه طالبان من زعزعة استقرار الجمهوريات السوفييتية السابقة، حيث يخشى الكرملين من تدفق اللاجئين إلى البلدان المجاورة لأفغانستان فضلاً عن إنشاء ملاذات آمنة للجماعات المتشددة، ما يهدد نفوذه في نهاية المطاف في منطقة لا يزال يعتبرها موطنه".

ويشير التقرير إلى أنه "منذ تقدم طالبان إلى المراكز الحدودية في أفغانستان أجرت روسيا مناورات مشتركة مع أوزبكستان، خاصة طاجيكستان، التي تشترك في حدود 1200 كيلومتر مع جارتها المضطربة".

ويضيف أنه "يمكن لروسيا أيضا نشر مرتزقة من مجموعتها الخاصة "فاجنر" في آسيا الوسطى وتعزيز نفوذها في المنطقة من خلال الاعتماد على أمراء الحرب المحليين"، معتبرا أنه "في غضون أسابيع وضع فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان الأساس لتقاسم منطقة نفوذ جديدة".

ويوضح التقرير أنه "على الرغم من دعمهما للمعسكرين المعارضين، إلا أن روسيا وتركيا حاصرتا بالفعل جزئيا، إلى جانب إيران، سوريا وليبيا وصدّرتا مرتزقة إلى هناك وإلى منطقة الساحل، وأقامت روسيا قواعد عسكرية في سوريا، وتركيا في ليبيا، وهناك أدت تدخلاتهما العسكرية، التي استندت إلى حد كبير على المرتزقة الأجانب، إلى إزاحة الغرب سواء كانوا عسكريين أو خبراء أو صحفيين أو دبلوماسيين"، وفق قوله.

ويعتبر التقرير أنه "على الرغم من الخلافات في العديد من مسارح العمليات فإن العلاقة بين تركيا وروسيا التي وصفها الكثيرون بأنها هشة وعابرة صمدت أمام اختبار الزمن، وتهدف في المقام الأول إلى إخراج الغربيين من البحر الأبيض المتوسط ومناطق نفوذ الامبراطوريتين العثمانية والسوفييتية السابقة، وقد اكتسبت بعدا استراتيجيا بمرور الوقت".

وتابع أن "هذا التحالف ضد أوروبا والولايات المتحدة يتجسد أيضا في مجال التسلح، مع استحواذ تركيا على نظام دفاع مضاد للصواريخ غير متوافق مع معايير الناتو، وهو نظام "أس 400".

ووفق التقرير فإن أفغانستان لن تكون المحطة الأخيرة، وتساءل "هل سيكون لبنان الهدف القادم للزوجين الروسي التركي؟ أردوغان على أي حال يطور سياسته للتأثير على المجتمعات السنية هناك بينما يود فلاديمير بوتين أن تطأ قدمه هناك حيث ادعى مؤخرا أنه مدافع عن الأقليات المسيحية في لبنان".