الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مؤتمر دعم لبنان.. 370 مليون دولار لدعم الشعب.. والزعماء يوبخون الطبقة السياسية.. كلمة الرئيس السيسي ترسم ملامح الأزمة الحقيقية

علم لبنان
علم لبنان

الرئيس السيسي: الأزمة الاقتصادية في لبنان ترتبط ارتباطا وثيقا بالأزمة السياسية

ماكرون: قادة لبنان مدينون لشعبهم بالحقيقة

ألمانيا: أزمة لبنان سببها قادة لم يرتقوا لمستوى مسؤولياتهم

 

تمكن المؤتمر الدولي للمانحين لدعم لبنان الذي دعا إليه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من جمع مئات الملايين من الدولارات كمساعدات عاجلة للبنان يوم الأربعاء ، متجاوزاً الهدف الأولي.

وبحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يهدف إلى جمع ما لا يقل عن 350 مليون دولار كمساعدات طارئة للسكان اللبنانيين المتضررين من المشاركين في المؤتمر بمن فيهم الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس اللبناني ميشال عون وصندوق النقد الدولي.

وقال مكتب ماكرون إن التعهدات الجديدة بلغت في النهاية حوالي 370 مليون دولار. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك وعود بتقديم "مساعدات عينية كبيرة".

لكن بينما كان زعماء العالم يبحثون في جيوبهم للمساعدة، قالوا أيضًا إن قادة لبنان بحاجة إلى القيام بعمل أفضل في التعامل مع تداعيات انفجار مرفأ بيروت الهائل العام الماضي الذي أودى بحياة مئات الأشخاص في بيروت.

وأبلغ ماكرون المؤتمر الذي تزامن مع الذكرى الأولى الكارثة:"أعتقد أن القادة اللبنانيين ... مدينون لشعبهم بالحقيقة والشفافية".

أسفر الانفجار الذي وقع في 4 أغسطس 2020، في ميناء بيروت عن مقتل 214 شخصًا على الأقل، مما تسبب في صدمة للأمة ودفع الاقتصاد المتعثر بالفعل إلى حافة الانهيار.

أصبح الوقود والأدوية والغذاء شحيحًا في لبنان حيث تتشاجر الأحزاب السياسية حول تشكيل حكومة جديدة، مما يعيق خطة الإنقاذ الدولية التي تشتد الحاجة إليها.

بدأ ماكرون تعهدات المانحين بوعد بتقديم ما يقرب من 100 مليون يورو (118 مليون دولار) كمساعدات فرنسية وتبرع بـ 500 ألف جرعة لقاح فيروس كورونا.

لكنه وجه كلمات قاسية لقادة لبنان، متهما إياهم بـ "تعمد ترك الأمور تتفاقم" ووضع "مصالحهم الفردية والحزبية فوق مصالح الشعب اللبناني".

لكنه قال "لن يكون أي قدر من المساعدة الخارجية كافيا على الإطلاق إذا لم يلتزم قادة لبنان بالقيام بالعمل الجاد ولكن الضروري لإصلاح الاقتصاد ومكافحة الفساد".

"أزمة من صنع الإنسان"

كان مؤتمرا مساعدات سابقان العام الماضي قد جمعا 280 مليون يورو كإغاثة طارئة إلى لبنان.

وبينما كانت هذه المساعدة غير مشروطة، حذر المؤتمر من أن المجتمع الدولي لن يوقع على خطة إنقاذ أكبر حتى يكون للبنان حكومة جديدة ملتزمة بمعالجة الفساد وإجراء إصلاحات اقتصادية.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن "توفير المساعدة الاقتصادية والمالية الهيكلية سيتطلب تغييرات عميقة من قبل القادة السياسيين اللبنانيين".

وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس عن 40 مليون يورو كمساعدة من بلاده، وقال:"دعوني أكون صريحًا: هذه الأزمة من صنع الإنسان. الفاعلون السياسيون اللبنانيون لم يرقوا إلى مستوى مسؤولياتهم والتوقعات المشروعة للشعب اللبناني".

من جهته، عرض الاتحاد الأوروبي 5.5 مليون يورو لمساعدة لبنان في محاربة فيروس كورونا.

وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن لبنان سيتلقى 860 مليار دولار في شكل حقوق سحب خاصة (SDRs) حيث تطلق المنظمة جولة جديدة من مخصصات حقوق السحب الخاصة لجميع أعضائها في وقت لاحق من هذا الشهر.

وحذر صندوق النقد الدولي من أنه "من الضروري استخدام حقوق السحب الخاصة بشكل مسؤول وحكيم".

كان لبنان بلا حكومة طوال العام الماضي.

كان نجيب ميقاتي، رجل الأعمال الملياردير الذي تم تعيينه مؤخرًا رئيساً للوزراء، يأمل في تشكيل حكومة بحلول الذكرى السنوية للانفجار، لكن الخلاف على المناصب الوزارية لا يزال مستمراً.

وقال الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي إنه مستعد لفرض عقوبات على أعضاء النخبة الحاكمة الذين يعرقلون محاولات تحسين الحكم ومساءلة القطاع العام.

منعت فرنسا بالفعل العديد من المسؤولين اللبنانيين من دخول أراضيها ، دون أن تذكرهم علانية.

كان أحد المطالب الرئيسية للشعب اللبناني والمجتمع الدولي هو التحقيق مع كبار المسؤولين بشأن حريق المستودع الذي أدى إلى انفجار الميناء.

كلمة الرئيس السيسي ترسم ملامح الوضع في لبنان

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن الأزمة الاقتصادية في لبنان ترتبط ارتباطا وثيقا بالأزمة السياسية المستمرة منذ 2019 والتي تزداد تعقيدا مع الأسف في ضوء استمرار أزمة الفراغ الحكومي التي تحول دون تحقيق تطلعات الشعب اللبناني الشقيق.

وأضاف الرئيس السيسي في كلمته بالمؤتمر الدولي الثالث لدعم الشعب اللبناني:"تجدد مصر دعوتها بضرورة إنهاء الفراغ  الحكومي درءا لمخاطر انزلاق لبنان إلى نفق مظلم لا رابح فيه، والشعب اللبناني يستحق أن تكون له حكومة قادرة على الوفاء بتطلعاته ".

وتابع السيسي:"الأمر الذي يتطلب من جميع الأطراف الارتقاء إلى قدر المسئولية وإعلاء المصلحة العليا للبلاد للإسراع في تشكيل حكومة وطنية مستقلة من ذوي الخبرة والاختصاص، لكي تكون هذه الحكومة قادرة على التعامل مع التحديات الراهنة وصون مقدرات الشعب اللبناني ووحدة نسيجه الوطني وسيادة لبنان".

وتوجه الرئيس خلال كلمته برسالة إلى الشعب اللبناني الشقيق بأن لبنان الذي كان دائماً منارة للثقافة والفن والفكر، ورافداً مهماً من روافد الإبداع العربي، لا يزال قادراً بعزيمة أبنائه على النهوض من الكبوة الحالية، والعودة مجدداً ليكون مزدهراً وفريداً كما نحب أن نراه، مؤكداً أن أيادي مصر ممدودة إلى المجتمع الدولي للتكاتف وتسخير جميع إمكاناتنا لدعم لبنان وبناء مستقبل أفضل لشعبه.

كما أشار الرئيس إلى الجهود التي تبذلها مصر منذ وقوع حادث مرفأ بيروت العام الماضي، وذلك لتوفير السلع الاستراتيجية والدعم للبنية التحتية للدولة اللبنانية لإعادة تأهيل المباني التي تضررت من الانفجار، والتي كان آخرها وصول سفينة حربية مصرية إلى بيروت الشهر الماضي محملة بما يزيد على 300 طن من هذه الاحتياجات للجانب اللبناني، وذلك بالتكامل مع جهود المستشفى الميداني المصري في بيروت والذي يقدم الخدمات الطبية يومياً للبنانيين، إلى جانب ما تم من توفيره كميات من العقاقير والأدوية لعلاج فيروس كورونا في إطار مساعدة لبنان على مواجهة تبعات هذه الجائحة العالمية.