الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرب الظل.. إيران وإسرائيل تجرّان المنطقة إلى صراع نووي مميت.. لمن الغلبة؟

أرشيفية
أرشيفية

تصاعدت حدة المواجهة بين إيران وإسرائيل خلال الفترة الماضية، وسط تحذيرات من أن يقود التصعيد بينهما من “حرب الظل” الدائرة بين العدوين اللدودين إلى حرب مفتوحة في المنطقة، خاصة وأن كلا البلدين يمتلكان قدرات نووية.

وذكرت صحيفة "ذا صن" البريطانية، في تقرير لها، أن التصاعد الدراماتيكي في الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، والذي وصفته بـ "حرب الظل"، يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب مفتوحة في المنطقة.

وتعرضت 20 سفينة شحن من  البلدين لهجمات بالألغام البحرية والطائرات المسيرة، وأحيانا عبر القوات الخاصة خلال الستة أشهر الماضية في هذا الصراع "غير المعلن"، بحسب الصحيفة.

ووفقا لصحيفة "تليجراف" البريطانية، فإن عدد الهجمات بين البلدين ازدادت بشدة مطلع العام الجاري، بينما يعتقد خبراء أمنيون أن "حرب الظل" التي تٌستخدم فيها الطائرات المسيرة في الخفاء بين إيران وإسرائيل قد تقود المنطقة إلى حرب مفتوحة.

وأسفر آخر هجوم ضمن "حرب الظل" تلك، الأسبوع الماضي عن مقتل عسكري بريطاني متقاعد خلال هجوم على ناقلة تشغلها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، قبالة ساحل عمان.

وذكرت قناة "العالم" الإيرانية شبه الرسمية، أن الهجوم على السفينة الإسرائيلية كان ردا على الهجوم الإسرائيلي على مطار الضبعة العسكري في سوريا، والذي استهدف مليشيات إيرانية هناك.

وألقي باللوم على إيران بشأن عدد من الهجمات على سفن إسرائيلية خلال السنوات الماضية، ففي عام 2019، تعرضت ناقلتا نفط تابعتان لإسرائيل بالقرب من سواحل إيران، بينما تعرضت سفن إيرانية العام الماضي لنحو 6 هجمات على الأقل.

وبلغت الهجمات بين إيران وإسرائيل ذروتها، بعدما اتهمت إسرائيل طهران "بهجوم إرهابي" على ناقلة نفط إسرائيلية ما تسبب في تسرب نفطي قرب الشواطئ الإسرائيلية.

وجاء الهجوم الإيراني المذكور على السفينة الإسرائيلية، بعد أسابيع من اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخر الدين زاده، في طهران على يد عناصر إسرائيلية، وتعهدت السلطات الإيرانية وقتها "برد كالبرق" على إسرائيل.

وغالبًا ما تمت مقارنة فخري زاده بروبرت أوبنهايمر - الفيزيائي الأمريكي الذي أشرف على الجهود المبذولة لبناء القنبلة الذرية في الأربعينيات - وأطلق عليه أيضًا لقب "قاسم سليماني النووي".

بينما ردت إسرائيل على لسان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، على الاتهامات الموجهة إليها باغتيال العالم النووي الإيراني، إنها لا تعلق على التقارير في وسائل الإعلام الأجنبية.

القدرات العسكرية والنووية

من ناحية أخرى، سلطت صحيفة "بيزنس إنسايدر" الأمريكية في تقرير لها الضوء على القدرات العسكرية التي تمتلكها إسرائيل وإيران، حيث أشار التقرير إلى أن الجيش الإيراني يمتلك عددا من المزايا يتفوق فيها على إسرائيل، وخصوصا في عدد الأفراد العسكريين.

ويقدر عدد الجيش الإيراني بنحو 525 ألف عسكري، مقابل 170 ألف عسكري في إسرائيل، بحسب التقرير.

ويقول التقرير، إن إيران، التي تعتمد على الحرب غير نظامية في البر والبحر، استثمرت بكثافة في قواتها شبه العسكرية؛ فعلى سبيل المثال يضم فيلق القدس الإيراني، والحرس الثوري الإسلامي معًا أكثر من مليون جندي، في حين أن إسرائيل لديها فقط بضعة آلاف من القوات المماثلة.

وتمتلك إيران أيضا قوة بحرية وعدد دبابات وعربات مدرعة أكثر من تلك التي تملكها إسرائيل، لكن تل أبيب لديها ميزة نوعية، في التسلح، نظرا لمنع إيران من شراء أفضل الأسلحة الأجنبية بفعل العقوبات الدولية المفروضة عليها، وهو ما أعاق تطوير إيران لترسانتها العسكرية.

وتتفوق إسرائيل على إيران في سلاح الجو، بامتلاكها طائرات من طراز "إف-16" و"إف-15" وتخطط أيضا للحصول على مقاتلة "إف-35" الأمريكية.

يعتقد أن إسرائيل تمتلك على الأقل 90 رأسا نوويا وما يكفي من البلوتونيوم لإنتاج 100 أو 200 سلاح نووي آخر، يمكن حملها على الطائرات، بينما تدفع إيران لتطوير قدراتها النووية منذ الثمانينيات، لكنها لا تصرح علنا بأنها تسعى لتصنيع السلاح النووي.