الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مستقبل أفغانستان مجهول

الحرب في أفغانستان.. توقعات بانهيار حكومة «غني» هذا العام.. تقاسم السلطة قد يكون حلاً.. وخطة استراتيجية تنقذ البلاد من كارثة انتصارات طالبان

الحرب في أفغانستان
الحرب في أفغانستان

الوضع سيء في أفغانستان.. طالبان تستولى على عشرات المقاطعات 
حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غاني قد تنهار خلال هذا العام
خطة استراتيجية تغير مسار مستقبل أفغانستان


تعيش أفغانستان، في هذه الأيام، واحدة من أحلك ظروفها منذ أن رحلت قوات الولايات المتحدة وحلف الناتو عن البلاد لتجد حركة طالبان الفرصة أمامها على طبق من ذهب فتوغلت وجارت في البلاد حتى استولت على عشرات المقاطعات وأكثر من تسع عواصم للولايات.

نشرت مجلة "ناشيونال انترست"، تقريرا مطولا بعنوان "كيف تتجنب أفغانستان كارثة وشيكة"، أشارت فيه إلى مستقبل آخر محتمل لأفغانستان، وعلى الرغم من أنه ليس الأمثل، إلا أنه أفضل بشكل كبير من الناحية الاستراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة.

لقد رحل شركاء الولايات المتحدة وحلف الناتو عن البلاد، باستثناء بضع مئات من القوات التركية والأمريكية التي تحرس المطار وكذلك السفارات الرئيسية في العاصمة كابول، مثل روما وسايجون من قبلها.

 

انهيار حكومة الرئيس غني وسيطرة طالبان على العاصمة

وفي التقرير تساءلت المجلة الأمريكية حول احتمالية سقوط العاصمة الأفغانية كابول قريبًا وتولي طالبان السيطرة العامة على البلاد - تماما كما فعلت في أواخر التسعينيات، باستثناء مناطق في شمال البلاد؟ وأجابت قائلة إنه من الواضح أن وكالة المخابرات المركزية تعتقد ذلك؛ مشيرة إلى تقرير تم تسريبه مؤخرا يقول إن حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني قد تنهار خلال هذا العام وقد تقوم حركة طالبان بعزل العاصمة كابول خلال 30 يوما والسيطرة عليها في غضون 90 يوما.

وللأسف، فقد أدى قرار الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بسحب الثلاثة آلاف مقاتل أمريكي المتبقيين من أفغانستان هذا العام، إلى غموض مستقبل البلاد. فمن المؤكد أن الأمور كانت سيئة من قبل لكنها أصبحت أسوأ بكثير الآن حيث يواجه الملايين من الأفغان، بما في ذلك النساء والمفكرين والإصلاحيين وحلفاء الولايات المتحدة، خطرا أكبر من أي وقت مضى مما يعني أن بايدن قد يضطر في النهاية إلى إنفاق المزيد من الوقت والموارد على أفغانستان.

وأشارت "ناشيونال انترست" إلى مستقبل آخر محتمل لأفغانستان، وعلى الرغم من أنه ليس الاخر الأفضل ، إلا أنه أفضل بكثير من الناحية الاستراتيجية للولايات المتحدة. من المعروف أن أفغانستان تعاني حاليا من حالة من الجمود العسكري، حيث تسيطر طالبان على جزء من البلاد والحكومة بينما تمتلك القوات الموالية للحكومة جزءا كبيرا آخر وهذا النوع من المواجهة قد ينتج عنه بمرور الوقت إمكانية إجراء مفاوضات حول تقاسم السلطة. وعلى أقل تقدير، يمكن أن تساعد هذه الخطوة في إنقاذ البلاد وتوفير مناطق آمنة نسبيا، مما يسهل منع ظهور ملاذات للمتمردين العنيفين في أفغانستان في المستقبل.

 

خطة انقاذ أفغانستان

وأوضحت المجلة الأمريكية أن الاستراتيجية المنطقية للحكومة الأفغانية، بدعم من الشركاء الدوليين، تحتاج إلى التركيز على بعض الأولويات، مشيرة إلى الرئيس الأفغاني، قد لا يرغب في الإعلان علنًا عن التنازل عن مدن صغيرة لطالبان في المستقبل. ومع ذلك، لا تزال الحكومة بحاجة إلى تشكيل خطة تحدد متى وأين يكون القتال. وربما يجب أن يتضمن جوهر الاستراتيجية هذه العناصر:

- حماية كابول والمراكز الإقليمية الرئيسية الأربعة، حتى مع سقوط قندهار، وهذا لا يعني أيضا أنه لن يكون هناك هجمات بسيارات مفخخة، مثل تلك التي حدثت الأسبوع الماضي في كابول بالقرب من منزل وزير الدفاع، وغيرها من الهجمات القوية.

- معرفة عناصر الجيش الأكثر فاعلية والعمل على تطويرها، بدءًا من القوات الخاصة والتشكيلات الرئيسية للجيش مثل الفيلق 201 و 203 ، اللذان يركزان على شرق البلاد. فمثل هذه القوات الثمينة لا تستخدم لاستعادة الأراضي التي لا يمكن السيطرة عليها (مثل معظم المدن في مقاطعة هلمند في الجنوب ، وبعض المناطق الجبلية في الشرق ، والكثير من المناطق الريفية في البلاد)، بل يتم استخدامهم  للدفاع عن المدن الرئيسية وشن هجمات مضادة .

- وضع خطة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو لتمويل الجيش والسياسة وبعض الميليشيات المناهضة لطالبان والتي يمكن أن تساعد في السيطرة على مناطق في أجزاء معينة من البلاد حيث تكون الميليشيات أقوى من الجيش، ولكن بشرط أن تراعي الميليشيات المعايير الأساسية لحقوق الإنسان وضبط النفس.

- الطلب من الولايات المتحدة تضمين القوات الخاصة الأمريكية مع بعض وحدات الجيش الأفغاني (كما حدث في خريف عام 2001، عندما ساعدوا في شن ضربات جوية ضد مواقع طالبان أثناء العمل مع ما يسمى بالتحالف الشمالي).

- الطلب من الولايات المتحدة أن تكون مستعدة لاستخدام قوتها الجوية الهجومية المتمركزة في المنطقة للمساعدة في الدفاع ضد هجمات طالبان على المدن الرئيسية، وخاصة أي هجمات مركزة قد تشبه 'هجوم تيت 1968'

- وضع خطة الملاذ الأخير لإعادة توطين السكان البشتون، وهم أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان (ولكن ليس الأغلبية)، في شمال وغرب البلاد، بطريقة إنسانية وآمنة، والذين يوفرون الغطاء والمجندين والدعم لحركة طالبان والتي لا يمكن التحقق منها أو ضمانها. ومعظم البشتون لا يؤيدون طالبان، لكن معظم أفراد طالبان من البشتون.

ومن الواضح أن الوضع في أفغانستان سيء والبلد في حالة حرب ولا يوجد أي أمل في تحقيق عملية سلام ناجحة قريبا، وهي حرب ستستمر في التدهور قبل أن تتحسن. ولكن هذه هي الخيارات الواقعية.