الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصحة العالمية تعترف: هذه علاقة أمريكا والصين بمنشأ كورونا

الصحة العالمية تعترف..
الصحة العالمية تعترف.. هذه علاقة أمريكا والصين بمنشأ كورونا

تُتهم منظمة الصحة العالمية بالتساهل الشديد مع الصين منذ بداية جائحة كورونا، حيث اتهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب المنظمة العام الماضي بـ"نشر المعلومات الصينية المضللة حول الفيروس"، بينما كان يهدد بسحب التمويل الأمريكي عن المنظمة.

كما وصفها نائب رئيس الوزراء الياباني بأنها "منظمة الصحة الصينية"، ولكن الآن كشف كتاب جديد تفاصيل العلاقة بين الولايات المتحدة والصين ومنظمة الصحة العالمية أثناء الجائحة.

ويظهر كتاب "الهزات الارتدادية: سياسة الجائحة ونهاية النظام الدولي القديم" للمؤلفين "توماس رايت" و"كولن كال"، كيفية إشادة المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم جيبريسوس" بحذر بالصين علنا، بينما كان يضغط عليها سرا.

ويُبين الكتاب، الذي من المقرر نشره يوم الثلاثاء المُقبل، آلية تقويض إدارة ترامب ذلك التكتيك بعدائها الصريح تجاه الصين ومنظمة الصحة العالمية، وكيف فقد جيبريسوس صبره مع الصين عندما أعلن عالم مسؤول في منظمة الصحة العالمية عن فتح تحقيق في منشأ فيروس كورونا في شهر فبراير الماضي، أن فكرة تسرب الفيروس من المختبر "مستبعدة للغاية" ولا تستحق المزيد من التحقيق.

وقال أحد أعضاء إدارة منظمة الصحة العالمية، إن "كبار موظفي المنظمة صُدموا في العاصمة السويسرية جنيف للغاية بذلك التصريح".

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، "بدا أن الفريق في مدينة ووهان الصينية استسلم للضغوط الصينية ورفض الفكرة دون إجراء تحقيق حقيقي".

وفي وقت لاحق، عندما أصدر فريق منظمة الصحة العالمية والصين تقريرًا رفض مرة أخرى هذا السيناريو، رد جيبريسوس قائلًا إن "التحقيق لم يكن شاملا بما فيه الكفاية، ولم يكن هناك تبادل شامل للبيانات في الوقت المناسب".

ومنذ ذلك الحين، تراجعت العلاقات بين منظمة الصحة العالمية والصين، وقال مسؤولون صينيون في شهر يوليو الماضي، إنهم لن يقبلوا أي تحقيق آخر حول نشأة الفيروس في الصين، واتهموا الولايات المتحدة بالضغط على العلماء.

ومن جانبها أصدرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي، بيانا قاوم فكرة أن "دراسة الأصول تم تسيسها، أو أنها قد غيرت مسارها بسبب الضغط السياسي".

وفي مقابلة قال "توماس رايت"، وهو باحث في معهد بروكينجز، يركز على العلاقات العالمية لأمريكا، وتم تعيينه مؤخرا كوكيل وزارة الدفاع في إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن، "إن البحث الذي أجراه لتأليف الكتاب كشف كيف تعارض النهج الحذر الذي تتبعه الصحة العالمية تجاه الصين مع أسلوب إدارة ترامب المتهور، على الرغم من أن كليهما كان مدفوعا بالمخاوف المشروعة بشأن الصين في عهد الرئيس شي جين بينج".

ووافقت جمعية الصحة العالمية، وهي هيئة تمثيلية للدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية، على إجراء تحقيق في منشأ الوباء في شهر مايو لعام 2020، وسرعان ما تم جمع فريق دولي من الخبراء بقيادة المسؤول في المنظمة بيتر بن إمباريك للسفر إلى ووهان، أول بؤرة لانتشار الفيروس، للعمل مع زملاء صينيين.

ووسط تفاقم الوباء، أصبح من الواضح أن هذا الطريق سيكون صعبا، حيثُ كان ترامب قد أشاد في البداية بتعامل شي مع تفشي المرض في ووهان، ولكن مع وصول الفيروس إلى الولايات المتحدة في ربيع العام عام 2020 وتزايد حالات الإصابة، أدرك ترامب الخطر السياسي، الذي يواجهه، وانقلب على الصين.

ولطالما كان منشأ الفيروس في ووهان موضع جدل، وعلى الرغم من أن بعض العلماء قالوا إن الفيروس ربما يكون قد انتشر من الخفافيش إلى البشر عبر حيوان ثالث غير معروف، روجت شخصيات مؤثرة في إدارة ترامب لفكرة أن الفيروس قد يكون تسرب دون قصد من مختبر في ووهان، مما يعني أن الصين هي المسؤولة.

ومن جانبها، أذنت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بإجراء تحقيق يركز على وجه التحديد على فكرة الانتشار الحيواني، ولكن حتى هذا كان صعبا، حيث تأخر وصول الفريق، وبعد 4 أسابيع في ووهان، بما في ذلك أسبوعان في الحجر الصحي، قال "بيتر بن إمبارك"، رئيس الوفد، في مؤتمر صحفي في الـ9 من شهر فبراير، إن الفريق وجد أن نظرية الانتشار الحيواني غير المباشر "مرجحة" وإن تسرب الفيروس من المختبر "مستبعد للغاية" ولا يستحق المزيد من التحقيق.