الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أكشن الأمريكان وطالبان

لو وضعنا جانبا ماتناقلته وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعى من فوضى وهلع فى افغانستان بعد سيطرة طالبان على البلاد وعودتها الى المشهد السياسى بعد عشرين عاما من الابتعاد والمطاردة من قبل الولايات المتحدة وحلفاءها فيما عرف بالتحالف الدولى فى افغانستان ؛ اذا تركنا كل ذلك وفتحنا دفتر التاريخ وقرأنا الماضى الافغانى نجد انها دولة ذات حظ عاثر وان شعبها سيدفع ودفع ثمن الموقع المتميز والثروات الهائلة ذات المطمع من كل صوب وحدب، فالتاريخ يقول ان روسيا انتهجت نفس النهج الانجلو امريكانى واحتلت افغانستان ونهبت من خيرها ماقدر لها وعندما ادركت ان بقاء قواتها هناك خسائره تفوق مكاسبه سحبت قواتها لتترك كابول وماحولها فوهة بركان متدفقة دوما بالارهابيين والمتشددين الجاهزين لتنفيذ اية مطالب مادامت ستعود عليهم بالنفع والفائدة وبذلك ضمنت روسيا بعد انسحابها من افغانستان امانها وارتباك المنطقة بصورة او بأخرى ...
وفى اعقاب المسلسل العالمى الامريكى الذى اذيع على العالم اجمع وشهد الكل على قصف البرجين الاشهرين فى الولايات المتحدة ؛ وتأكد واشنطن  فى حينها ان طالبان متورطة فى هذا الهجوم ؛ تواصلت الحلقات المثيرة ووصل الجيش الامريكى مدعوما بحبايب العروسة ومريديها ، ودكت كابول وبالطبع كان نصيب الخراب الاعظم للمواطن الافغانى ، وفى كل حلقة من حلقات الاكشن الامريكى المثير يظهر الكاوبوى بشكل جديد وبأسلوب مبهر مؤكدا مطاردته لفلول طالبان المارقين وقتله للعديد منهم وتطهير البلاد من شر ماخلق من عباد ، ليس هذا فقط بل فى لقطة مليئة بالاكشن تعلن واشنطن مقتل زعيم طالبان والرأس المدبرة للهجوم على برجى الولايات المتحدة اسامة بن لادن ، ومع ان طبيعة الموقف كانت تتطلب عرض جثمان الفقيد كما فعلت واشنطن فى العراق بعرض جثمان ابنى الرئيس صدام بل وعرضها مراسم اعدامه على الملأ وفى يوم مبارك هو العيد الاضحى وكأنها تقول ان صدام هو الاضحية فى هذا العام ؛  على الرغم من ذلك تخلت واشنطن عن نهجها ولم تعرض جثة بن لادن وقالت مئة الف حديث وحديث لتبعد المتابعين عن جوهر الحدث والحديث . ومضى المسلسل الامريكى يعرض حلقة تلو الاخرى وللحق نقول ان الحلقة الاخيرة من هذا المسلسل الا وهى خروج الجيش الامريكى من افغانستان وتسليمها تسليم اهالى لحركة طالبان التى وصفتها واشنطن سابقا بالارهابية ؛ هذه الحلقة مبهرة بكافة المقاييس واستخدم فيها المخرج العجوز جو بايدن كافة المؤثرات ليجعلك تفتح فاك مندهشا وتضع يدك على قلبك متأثرا وتفتح عينيك واذنيك ناظرا وسامعا ومتشوقا لما سيأتى بعد الانسحاب والليل الطويل الذى سيصبح فيه ويمسى الشعب الافغانى  ..وبعد التواصل المشين للحلقات المتأكشنة الامريكية تجد عبارة المتغطى بالامريكان عريان تفرض نفسها وتردد وقعها ونزيد عليها بان القيادة الامريكية لاتسعى لحماية احد ولا نصرته فقط تفكر فى مصالحها وتنصر من يعينها على تحقيق المصالح المرجوة لواشنطن ؛ وعندما تحصل على ماتريد تنفض يديها وتدير ظهرها وهذا مافعلته واشنطن فى هذا التوقيت فقد فعلت الكثير وخططت بانسحابها للاكثر منه والاعظم والاوفر لها من وجود قواتها هناك التى اصبح معظم افرادها يعالجون من تعاطى الحشيش الافغانى المعروف انه الاجود والافخم بالبلدى كده بيعمل احسن دماغ ومزاج ، الانسحاب الامريكى مجرد حبكة امريكية سيتبعها تحرك واسع لرجل الكاوبوى يحصل خلاله على فاتورة تحجيم مريدى طالبان واعضاءها المنتشرين فى العالم كله  وبخاصة الخليج وشمال افريقيا وبعض الدول الاسيوية على راسهم بالطبع العراق وسوريا. مسلسل الامريكان وطالبان ممتد وليس له نهاية مادامت مصالح واشنطن موجودة ومستمرة ، لفظة النهاية لن توضع على الشاشة الدولية ولن يسدل الستار وتطوى مشاكل افغانستان وخاصة ان شعبها لاحول له ولاقوة واستساغ طعم المر والقهر ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط