الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبور «إيفر جيفين» لقناة السويس مجددا يكتب شهادة ثقة وضمان أمام العالم

إيفر جيفين تعبر القناة
إيفر جيفين تعبر القناة

يوما بعد يوم، تثبت مصر أنها كبيرة بين دول العالم، وهو ما تبرهن عليه بمواقفها دائما، ولعل مشهد عبور السفينة البنمية «إيفر جيفين»، قناة السويس، اليوم الجمعة، بنجاح ضمن قافلة الشمال خلال رحلة عودتها إلى الصين، بعد تفريغ حمولتها في مينائى روتردام الهولندى، وفيلكسستو فى سوفولك ببريطانيا، أبرز مثال على القوة والثقة التي تتمتع بها القناة.

قناة السويس تخصص قاطرتين لمصاحبة السفينة

في إطار جهود القناة لمساعدة السفن العابرة، وجه الفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، باتخاذ الإجراءات التي تكفل عبور السفينة بأمان، وتعيين مجموعة من كبار مرشدي الهيئة المشهود لهم بالخبرة والكفاءة، وتخصيص القاطرتين مساعد ١ ومساعد ٢ لمصاحبة السفينة خلال رحلتها.

الفريق أسامة ربيع

وأكد ربيع أن عبور السفينة مجددا فى رحلتها رقم ٢٢ عبر القناة، رغم الحادث السابق لها، يعكس مدى الثقة التى تتمتع بها القناة كأقصر وأسرع الطرق الملاحية التي تربط الشرق بالغرب، ويدل على العلاقات الطيبة والاستراتيجية التي تجمع قناة السويس بالشركة المالكة للسفينة، مشيدا بدور الهيئة وأنها تتخذ كافة الإحتياطات مع جميع السفن ذات الحمولة العالية، التي تشبه «إيفر جيفين»، مشددا على أن عودة السفينة من جديد، يدل على العلاقات الطيبة مع الشركات المالكة لها، ونوه إلى أن الشركات المالكة للسفينة أكدت أن السفن لن تتوقف عن المرور من قناة السويس، موضحا أن مصر اتخذت الخطوات الصحيحة نحو البدء في المفاوضات قبل إحالة الأزمة للمحكمة، والتي استغرقت 11 يوما.

جنوح السفينة من قبل «أزمة وعدت»

وتعرضت السفينة "إيفر غيفين"، لحادث جنوح في القطاع الجنوبي لقناة السويس، خلال مرورها في شهر مارس الماضي، وتوقفت لـ6 أيام، متسببة في إيقاف حركة الملاحة الدولية في القناة، قبل أن تنجح محاولات هيئة قناة السويس في تعويمها، وجرها لمنطقة البحيرات، واستئناف الملاحة، وهي الأزمة التي تحدثت عنها وسائل الإعلام العالمية لمدة أسبوع كامل.

محاولات إنقاذ السفينة

وفي هذا الإطار ذكر الفريق ربيع، أن الهيئة بكاملها أثبتت نجاحها في إنهاء الأزمة، في غضون أيام، دون اصابات تذكر، معقبا: «ما حدث بعد ذلك من مفاوضات كانت تتسم بالمستوى العالي، وحققت مصر تفوق ملحوظ، و«مخسرناش أصدقائنا»، مضيفا أن المفاوضات كانت تسير بثقة عالية جدا، وباحترام كبير متبادل، خاصة أن الهيئة تدرك جيدا ما لها وما عليها، مع وضع علاقتنا الجيدة المسبقة مع الشركة المالكة للسفينة، في الإعتبار، والثقة في إجراءات القناة.

وجنحت السفينة "إيفر جيفن"، يوم 23 مارس الماضي، وتسببت في إغلاق المجرى الملاحي لقناة السويس، الذي يمر به 12% من التجارة العالمية، و8% من الغاز المسال، ونحو مليون برميل من النفط يوميا.

مساهمات مصر لإحتواء الأزمة

كانت المحكمة الاقتصادية قد أصدرت في الرابع عشر من أبريل الماضي، أمرًا بالحجز على السفينة التي تحمل العلم البنمي «إيفر جيفن» لتعطيلها عطلت حركة الملاحة بالمرفق العالمي للقناة، 6 أيام، لحين سداد 900 مليون دولار، قيمة ما حدث من خسائر لهيئة قناة السويس من إجراءات إنقاذها وصيانتها وتكاليف تعطيل المجرى المائي في هذه المدة.

وقد حصل محامي هيئة قناة السويس، على موافقة رئيس المحكمة الاقتصادية بالإسماعيلية، لرفع الحجز التحفظي على السفينة، التي كانت محتجزة بمنطقة البحيرات المرة بفايد، تمهيدًا لمغادرتها، وتحملت الهيئة مسئوليتها كاملة في تعاملها مع أزمة جنوح السفينة، وسخرت كافة إمكانياتها الفنية والبشرية وما تمتلكه من معدات ووحدات بحرية لإتمام عملية الإنقاذ بنجاح، بمشاركة ما يزيد عن ٦٠٠ فرد من العاملين بالهيئة، واستخدام ١٥ قاطرة، والعديد من وحدات الغطس والإنقاذ ولنشات الخدمة، وكراكتين من أسطول كراكات الهيئة، حيث استحدثت الهيئة استخدام التكريك في أعمال الإنقاذ البحري، وهو أمر غير متعارف عليه لما يتطلبه من دقة عالية ومراعاة لأقصى معايير الأمان.

التكريك للسفينة

ورغم نجاح الهيئة في تعويم السفينة بوقت قياسي، دون أية خسائر تلحق ببدن السفينة أو البضائع المحمولة عليها، إلا أنها لم تجد انعكاساً وتقديراً لذلك من جانب الشركة المالكة للسفينة، التي لم تبد تفهماً للخسائر الكبيرة التي تكبدتها الهيئة بسبب الحادث، والمتمثلة في حدوث تلفيات بعدد من الوحدات البحرية المشاركة، وغرق أحد اللنشات خلال أعمال الإنقاذ، وهو ما أسفر عن وفاة أحد المشاركين بعملية الإنقاذ، وغير ذلك من الأضرار المادية والأدبية التي لحقت بسمعة قناة السويس، إثر توقف حركة الملاحة، بخلاف ما تعرضت له الهيئة من حملة تشكيك بقدرتها على حل الأزمة، واتجاه بعض العملاء لاتخاذ طرق بديلة خلال الأزمة والمقدرة، بنحو ٤٨ سفينة، فضلاً عن التكاليف التي تكبدتها الهيئة لمكافحة التلوث ومعالجة ٩ آلاف طن من مياه «الصابورة» تم تفريغها لتخفيف حمولة السفينة وتسهيل تعويمها.

وبعد 11 يوم من الإنتظار والتفاوض، لم يتم التوصل لإتفاق بين الهيئة والشركات المالكة للسفينة، ما دفع الهيئة إلى اللجوء إلى القضاء لتقنين وضع السفينة، وبعدها ولإثبات حسن النية خفضت الهيئة قيمة التعويض من 916 مليون دولار، إلى 550 مليون دولار، ووافقت أيضا على الجدولة، وانتهى الاتفاق بدفع الشركة المالكة للسفينة نقدا مبلغا يقترب من نصف قيمة التعويض الإجمالية، وأن تسدد القيمة المجدولة خلال عام واحد، اعتبارا من تاريخ توقيع اتفاق التسوية، وفي المقابل تستجيب قناة السويس لمطالب الإفراج عن السفينة المحتجزة لمدة 107 أيام تقريبا، وهو ما تم بالفعل. 

تعويم السفينة

ما يجب أن تعرفه عن إيفر جرين

إيفر جيفن هي شاحنة عملاقة تحمل علم بنما، ويتم تشغليلها بواسطة شركة النقل البحرية التايوانية "إيفر جرين"، ويبلغ غاطس السفينة نحو 15.7 متر، وتنتمي إلى فئة سفن الحاويات العملاقة، التي تم بناؤها عام 2018، وتتجاوز حمولتها الإجمالية 219 ألف طن، ويصل طولها إلى 400 متر وعرضها 59 مترا، بينما تصل سرعتها إلى 98 عقدة «نحو 181 كلم/ الساعة»، وتملك السفينة شركتي «لاستر ماريتايم إس إيه» و«هايجاكي سانجيو كايشا» اليابانيتين.