الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص الرباط | أمين صوصي: الموقف المغربي تجاه الجزائر عاقل وحكيم|وجلالة الملك رفض الحديث عن أي خلافات

الأزمة الجزائرية
الأزمة الجزائرية المغربية - أرشيفية

تعيش البلدان العربية توترات وصراعات لا تتوقف، فلا يكاد يمر علينا صباح أو مساء إلا ونسمع عن أزمة جديدة تضرب بلدا عربيا سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو صحية.

بعض الأزمات يكون الضالع فيها طرف خارجي له أهداف غير محمودة، يسعى لتمزيق الأمة وزيادة تشتتها وتشرذمها والبعض الآخر يكون بفعل الأشقاء أنفسهم، أبناء الدم الواحد «عربية - عربية».

آخر تلك الأزمات الأزمة الجزائرية المغربية، حيث أعلنت وزارة الخارجية على لسان وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قطع العلاقات الدبلوماسية الجزائرية مع المغرب.

وفي هذا الصدد أجرى موقع «صدى البلد»، حوارا مع الدكتور أمين صوصي علوي، الباحث المغربي المتخصص في مجال البروباجندا التطبيقية، لسؤاله حول تداعيات القرار الجزائري بقطع العلاقات مع بلاده ، وإلى نص الحوار ..

ماذا يحدث بين الجزائر والمغرب؟

ما يحدث بين الجزائر والمغرب تصعيد من جانب أحادي وبدون أي أسباب تذكر، تصعيد ضد المغرب وشعبه ورموزه، فـ السلطات الجزائرية قررت قطع كل العلاقات التي تربط الشعبين وسبل التواصل فيما بينهما.

كان هناك قطع للعلاقات بين البلدين من الجانب الجزائري في عام 1994، والآن تقطع الجزائر ما بقي من علاقات وتخفضها إلى أدنى المستويات لـ تقوم بخنق العلاقات بين البلدين وخاصة على المستوى الشعبي؛ لأن من سيتضرر أولا جراء قطع العلاقات هم أبناء الشعبين على طرفي الحدود.

ما أسباب قطع العلاقات بين البلدين؟

أسباب قرار قطع العلاقات بين الجزائر والمغرب، هو أن المغرب لم يتجاوب مع الخطابات التي أصدرتها الجزائر منذ بداية جلب المغرب لكثير من التأييد الدولي والإقليمي لقضية الصحراء المغربية ضد جماعة البوليساريو.

والجزائر قالت إنها «لن تدعم أي جهة وأنها تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، لكن هذا مخالف للواقع فهي تدعم جبهة البوليساريو بكل الوسائل، والمغرب من جهته لم يدعم أي فصيل سياسي أو معارض للنظام الجزائري على عكس ما تزعمه السلطات الجزائرية».

والمغرب دائما يواجه الخطاب العدائي الجزائري بضبط النفس والنظر لـ المصالح العليا للشعبين المغربي والجزائري.

لماذا ارتفعت حدة العداء بين البلدين؟

سبب ارتفاع حدة العداء بين البلدين تفسيره مبني على أمرين، أولا: النجاحات الكبيرة التي حققها المغرب دبلوماسيا بخصوص قضية الصحراء الغربية المغربية، وثانيا: النجاحات الاقتصادية والسياسية التي حققتها الدولة المغربية في السنوات الأخيرة والتي جعلت المغرب يتصدر المشهد على كثير من المستويات وأصبح شريكا موثوقا به لدى العديد من دول العالم الكبرى، وخير دليل الاتحاد الأوروبي الذي يشيد بشكل متمر بهذه العلاقات المتميزة مع المغرب.

ما هو الموقف المغربي من الاتهامات الجزائرية؟

الموقف المغربي موقف عاقل وحكيم ويعمل إلى الأمام وتجاوبه مع الاتهامات الجزائرية تجاوب لين لا يريد الانخراط في المشاكل والصراعات ولم تفتح المجال أمام السلطات الجزائرية لتبرير هذه الاتهامات.

والمغرب يقف لـ يوضح للعالم مدى بطلان الاتهامات الجزائرية للإدارة المغربية، كما أن المغرب يركز على أمر هام وهو مصالح الشعبين، وهو ما دلل عليه جلالة الملك في خطابه ووزارة الخارجية المغربية في الحديث عن حل النزاعات بالسلم والتسامح.

وجلالة الملك قال إننا نرغب في فتح الجزائر للحدود معنا للدواعي الإنسانية وحاجات الشعبين، ولكن تم تجاهل هذا الخطاب.

وألقى جلالة الملك كلمة أخرى تحدث فيها عن مصالح المغرب العربي التي تهدد بعض دول شمال البحر الأبيض المتوسط ذات التاريخ الاستعماري، ولم يشر لأي خلافات بينية في المنطقة وهو تغليب حكيم لـ وحدة الصف وتجاوز الأزمات.

ماذا عن عرض المغرب للمساعدة في اخماد حرائق تيزي وزو؟

المغرب عرض المساعدة على الجزائر في أزمة الحرائق الأخيرة التي نشبت في ولاية تيزي وزو، تم رفض العرض من قبل الجزائر وذهبوا لطلب المساعدة من دول أوروبية، ومن المعروف عن الأوروبيين انتهازيتهم فلم يقدموا المساعدة لهم إلا بعد إطفاء الحرائق التي ضربت عدة مدن أوروبية بالتزامن مع حرائق تيزي وزو.

ما هي الاتهامات الموجهة للمغرب من الجزائر؟

أهم الاتهامات الجزائرية وفقا لما صرح به وزير الخارجية الجزائري، هي قضية الصحراء الغربية، والعلاقات المغربية الإسرائيلية، ودعم المغرب لحركتي الماك ورشاد".

والحقيقة أن قضية الصحراء المغربية هي قضية سيادية ولا يحق للجزائر التدخل فيها لدعم جماعة انفصالية بحجة تقرير المصير وهو ما ذكرهم به ممثل المغرب الدائم في الأمم المتحدة عمر هلال على سبيل المقابلة لإثبات تناقض المواقف.

والجانب الجزائري أيضا لم يقدم أي دليل على مزاعم دعم المغرب لحركتي الماك ورشاد ومعلوم أن البينة على من ادعى!.

وبالنسبة للعلاقات المغربية - الإسرائيلية فهذه أيضا وسيلة أخرى لإخفاء حقيقة الأزمة لأنها أولا أمر سيادي ولا يحق للجزائر التدخل فيه.

هل تتوقع احتواء الموقف أم زيادة التوتر بين البلدين؟

قد تزيد المشاكل بين الدولة الجزائرية والدولة المغربية، ولكن عزاء الشعب المغربي هو أن المغرب دولة مستقرة ولديها قيادة حكيمة ورؤية مستقبلية  لمصالح شعوب المنطقة.