الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا لا أكذب ولكني أتجمل

في الفيلم المهم " أنا لا اكذب ولكني أتجمل" عن قصة إحسان عبدالقدوس، يحاول البطل تجميل صورته أمام المجتمع الجديد الذي ذهب إليه وعندما تكتشف الفتاة التي أحبها حقيقته يقول لها.. الناس جميعا يفعلون ذلك "! 
ما الذي يجعل فنان ناجح يبحث طوال الوقت عن تكريمات وهمية كل عام ! هل هو بحث عن تميز وسط زملاءه !؟ قطعا لا ، فالتكريمات والمناسبات الرسمية معلومة للجميع وواضحة وضوح الشمس، ومؤخرا ظهرت عدد جهات أطلقت ألقاب "رنانة" على جوائزها لترضي بها طموح الفنانين وبالطبع أثارت تلك الجوائز والتكريمات "الوهمية" الجدل الكبير ما بين أنها مدفوعة أو أنها يتم منحها لمن وافق على الحضور إلخ....
للأسف عدد لا بأس به من الفنانين يهرولون بعضهم من أجل التواجد أمام كاميرات وسائل الإعلام والبعض الآخر من أجل إقناع الجمهور انه الأفضل هذا العام ؟! 
والمفاجأة إن الجمهور بات يسخر من تلك التكريمات التي باتت أكثر من الإجازات الرسمية كل عام !
بالطبع لقب الدكتوراه الفخرية لقب رفيع المستوى والمفترض منحه من قبل الجامعات المعترف بها والتي نص قانون إنشاء الجامعة على صلاحية منح شهادة الدكتوراه الأكاديمية، وأن يجاز لها منح شهادة الدكتوراه الفخرية في حدود اختصاصية محددة، تتوافق مع الكليات العاملة في الجامعة.
غير ما سبق يصبح اللقب بلا "قيمة " حتى لو تم شراء الجامعة من جانب الشخص المشهور ! والذي يعتقد أن الجامعة مثل السيارة يتم شراءها من معرض سيارات.
مؤخرا حدث جدلا كبيرا ما بين القاهرة وبيروت بسبب زيارة قام بها الممثل والمغني محمد رمضان وأعلن انه حصل على دكتوراه فخرية من أحد المعاهد او المراكز الخاصة وكعادته خرج يملأ التايم لاين "تهليلا " فرحا بهذا الإنجاز !!
وبعد الدكتوراه ظهر وكرر مشهد سبقته إليه زميلته إلهام شاهين! وكأنه جدول زيارة أعده نفس المنظم أو صاحب الدعوة وبالطبع رمضان وجد في هذا المشهد مزيد من التفاخر
والتباهي وهو يسير وسط الجنود ويضع أكاليل الزهور !
ولكن سريعا وعكس المتوقع سارعت وسائل الإعلام في كشف حقائق تلك الدكتوراة وظلت التصريحات ما بين القاهرة وبيروت حتى وصلت لجهات دبلوماسية رسمية حيث كتبت السفارة الألمانية بالقاهرة توضيحا على صفحتها الرسمية قالت فيه " 
دائما نشعر بالإطراء لرؤية كم من الناس يحبون كلمة "ألمانية"، لكن ضع في اعتبارك أنه ليست كل المؤسسات أو الشركات التي تقدم  أو تستخدم كلمة ألمانيا معتمدة وتابعة للحكومة الألمانية، لا علاقة بين الحكومة الألمانية وما يسمى بالمركز الثقافي الألماني بلبنان."
ثم كان من تلك الجهة الغير رسمية أن تعلن بعد 24 ساعة سحب الدكتوراه! لأسباب خاصة بتصرفات مثيرة للجدل لم تكن تعرفها تلك الجهة قائلة " لم نكن نعرف أبدا أبدا أبدا..." مع العلم أن وقائع وتصرفات محمد رمضان تملأ جميع وسائل الإعلام ولكن يبدو انها أرادت أن تتبرأ من منح اللقب بعد الضجة التي حدثت وقالت تلك الجهة لم نكن نعلم ! بالطبع رمضان سيء الحظ ولا يزال يتصرف بعشوائية وخطوات غير محسوبة تضعه دائما في مرمى نيران انتقادات الجمهور وهو بالتأكيد له آثار سلبية على شعبيته ومصداقيته لدى الجمهور على المدى القريب والبعيد.
كنت أنتظر ان يخرج الفنان محمد رمضان يبرر ويوضح حقيقة ما حدث وهل تم خداعه مثلا او وضع ثقته في شخص ما أوهمه بأهمية تلك التكريمات ؟! 
ولكن السؤال الأهم هل يحتاج رمضان إلى مثلا هذه التكريمات والألقاب "المجهولة" او التي تصنع خصيصا من أجل الدعاية ! لأصحاب تلك الشركات والمراكز ومجلات لا أحد يقرأها ! 
هناك نجوما كبار لم نشاهدهم سوى مرات معدودة في تاريخهم وفي مناسبات رسمية لتكريمهم أو لتسلم جائزة من مهرجانات فنية ذات قيمة ومعلومة للجميع! ليست النجومية بكثرة التكريمات والألقاب والتي يعلم الفنانين انها أصبحت بيزنس لشركات او مؤسسات خاصة، النجومية بالنجاح الحقيقي الذي لا شك فيه، على أرض الواقع لدى الجمهور، لكن مقياس النجومية والتعامل معها أصبح خاطيء لدى النجوم الجدد 
اعتقد لسان حاله يقول الآن " أنا لا أكذب ولكني أتجمل " هل من مزيد ! هو لا يكل ولا يمل عن البحث عن صورة جديدة داخل برواز من التفاخر والزهو .

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط