الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاد رياض القصبجي .. قصة رحيله المؤلمة وتفاصيل خلافه مع إسماعيل يس

القصبجي
القصبجي

يحل اليوم الأثنين الموافق 13 سبتمبر ذكرى ميلاد الفنان رياض القصبجي، والذي عُرف بـ الشاويش عطية.

 

ولد رياض القصبجي في عام 1903 في مدينة “جرجا” بصعيد مصر، حيث التقاليد الصعيدية الصارمة حتى نزح مع عائلته للقاهرة تفاديا لتلك الموروثات حتى عمل كمسري بهيئة السكة الحديد ومنها انضم إلى التمثيل في المسرح الخاص بتلك الهيئة، حيث تنقل من خلاله في عدد من الفرق الفنية مثل فرقة علي الكسار وجورج أبيض وأخيرًا استقر مع فرقة إسماعيل ياسين.

خاض تجربة التمثيل السينمائي ليجسد شخصيات كوميدية كانت لها أثر كبير في انتشار نوع معين من الفن الجديد في تلك الفترة، ومن أهم هذه الأعمال مغامرات إسماعيل ياسين وإسماعيل ياسين في الجيش وأنت حبيبي وإسماعيل ياسين في الأسطول وابن حميدو والعتبة الخضراء وأنا وحبيبي ومسمار جحا والأستاذة فاطمة.

 

رياض القصبجي

وفي حوار مع ابنه فتحي قال إن "الفنان إسماعيل ياسين لم يزر أبي في مرضه ولو مرة واحدة ورغم أن أبي أصيب بالشلل النصفي وظل لسنوات عاني المرض وجاء له أغلب نجوم جيله والأجيال الأخرى مثل المخرج نور الدمرداش وتوفيق الدقن وأبناء الليثي مضيفا أما الفنان فريد شوقي فكان يأتي إلينا في المنزل بكل ما لذ وطاب من الطعام لدرجة أن والدتي كانت “توزع هذا الطعام علي الجيران”.

وتابع فتحي القصبجي قائلا "رغم اشتراك والدي مع الفنان إسماعيل ياسين في معظم الأعمال الفنية التي كانت سببا في شهرته إلا أن المفاجأة التي أذهلت الجميع أنه حتى لم يأت للعزاء فيه، موضحًا لقد كنت متوقعا منه أن يكون بجوارنا في العزاء، مضيفا نحن والحمد لله لم نكن في احتياج لأحد لكن للصداقة والأصول والوفاء أهمية في الظروف التي يتحتم عليها الوجود، مشيرًا إلى أن هذا الموقف كان له تأثير سيئ علي نفسية والدي قبل الوفاة وكان يسأل ”طيب وهو أنا عملت فيك إيه يا إسماعيل ده إحنا كنا اخوات يا اخي طب تعالى زورني وانا عيان”.
 

رياض القصبجي

وفي شهر أبريل من عام 1962 أي قبل رحيله بعام كان المخرج حسن الإمام يستعد لتصوير فيلم (الخطايا) الذي أنتجه الفنان عبد الحليم حافظ من خلال شركة إنتاجه التي أسسها مع الحاج وحيد فريد كبير مصوري في السينما آنذاك، وأرسل الإمام إلي القصبجي للقيام بدور في الفيلم بعد أن وصل إليه أن القصبجي قد تماثل للشفاء وبدأ يمشي ويتحرك بعد إصابته بالشلل.

أراد الإمام أن يرفع من معنوياته فحاول أن يجد دورا ضمن أحداث الفيلم يتناسب مع قدراته، وبالفعل حضر القصبجي فور سماع هذا الخبر متكئا علي ذراع شقيقته ووقف (الشاويش عطية) يستعد ويهيئ نفسه لمواجهة الكاميرا التي ابتعد عنها كثيرا وبالفعل بدأ يتحرك وينفذ تعليمات المخرج ولكنه لم يستطع أن يندمج في الدور فسقط فجأة وانهمرت الدموع من عينيه.

سارع من في الاستديو بمساعدته علي النهوض وحمله بعيدا عن البلاتوه وكانت تلك الواقعة هي آخر مرة يقف فيها (الشاويش عطية) أمام الكاميرا وذهب إليه الإمام مواسيا إياه وقائلا (إن الزمن ده ما بقاش بتاعنا) وأخذ يهدئ من روعه وطلب توصيله هو وشقيقته إلى منزله بحي شبرا.

رياض القصبجي

بعد عام من تلك الواقعة وتحديدا في 23 أبريل عام 1963 لفظ القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر ناهز الـ 60 عاما وحتي تكتمل فصول المأساة التي بدأت بالتهام المرض لجسده انتهت بأن أسرته لم تجد ما يغطي تكاليف جنازته.