عمره 170 سنة.. حكاية عقد إنشاء أول خط سكة حديد مصري.. صور

هي خطوة أتُخذت، كانت شرارة البدء لنقل المسافرين بوسيلة سريعة وآمنة، امتدت من خلالها خطوط السكك الحديدية عبر جميع محافظات مصر، لتصل بعد 170 عام لإنشاء قطاع كهربائي سريع، ففي الثاني عشر من سبتمبر عام 1851م شهدت مصر توقيع اتفاقية بين كل من ستيفان بك بالنيابة عن عباس حملي الأول الحاكم المصري في تلك الفترة، و بورثويك بالنيابة عن روبرت استيفنسن، لإنشاء خط سكك حديدية يربط بين القاهرة والإسكندرية.

رئيس جامعة طنطا يفتتح أكبر مركز للتطعيم بلقاح كورونا

هل يجوز زواج الرجل من أخت أخيه من الرضاعة؟.. الإفتاء تجيب

الأولى في أفريقيا والشرق الأوسط

تعد سكك حديد مصر أولى خطوط السكك الحديد التي تم إنشاؤها في أفريقيا والشرق الأوسط، والثانية على مستوى العالم بعد المملكة المتحدة، حيث بدأ إنشاؤها عام 1834، إذ مدت قضبان خطوط السكة الحديد فعلا وقتها بخط السويس / الإسكندرية.

وبعد فترة بسيطة توقف العمل بها بسبب بعض الأمور السياسية، ثم تم إحياء الفكرة مرة اخرى عام 1851م، ليتمد خط السكة الحديد عبر محافظات مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، وبالفعل قامة إحدى الشركات الإنجليزية بإنشاء أول خط سكة حديد في مصر بين القاهرة والإسكندرية، في عهد الخديوي عباس الأول 

رحلة التطوير

ظهرت فكرة إنشاء مشروع خط سكة حديد يربط القاهرة بالسويس، عوضًا عن الطريق الصحراوي، في عهد محمد على باشا، لكنه رفض الفكرة، لانشغاله في بناء القناطر الخيرية في سياق مشروعه الزراعي الكبير، وانزعاجه من ضخامة العمل والتكلفة وعدم التأكد من ربحيته، ليُصاب جالواى -صاحب الفكرة- باليأس، وبعد فترة ظهر فى المشهد "روبرت ستيفنسون" الذي دعا لنفس الفكرة مرة أخرى.

وبعد وفاة محمد على وتولى عباس باشا رأت بريطانيا الفرصة مواتية، فانتزعت موافقته على إنشاء خط سكة حديد يصل بين القاهرة والإسكندرية، حتى إن بريطانيا دفعت بقوة في اتجاه تنفيذ المشروع قبل صدور الفرمان السلطاني، وأصدر عباس الأمر الذى جاء فيه: “حيث إنه تقرر إنشاء سكك حديدية بين مصر والإسكندرية ومباشرة العمل فيها ابتداءً من هذه السنة، فقد اقتضى فتح وإنشاء ثلاثة مكاتب، أحدها بالإسكندرية، والثاني بمصر، والثالث وسط هذا الطريق، لترتيب اللوازم الخاصة بهذا الخط وتعيين مدير ذي همة وكفاءة، لتسهيل وتشغيل مطالب المهندسين الذين حضروا من إنجلترا لنفس هذا الأمر"، ليبدأ بالفعل العمل على المشروع لإنشاء خط القاهرة - الإسكندرية، ليتم الإنتهاء منه وخط القاهرة - السويس في عهد سعيد باشا بعد اغتيال عباس باشا.

وانتهت الخطوط في عام ١٨٥٥ مع إقامة كوبرى فوق فرع دمياط عند بنها عام ١٨٥٦، وكوبرى كفر الزيات فى ١٨٥٩، وبذلك أصبحت الرحلة بين الإسكندرية والقاهرة تستغرق 7 ساعات بدلاً من ٤٢ ساعة.

خدمة 23 محافظة

تمتلك هيئة السكك الحديد خطوط حديدية بطول 9570 كم وتخدم عدد 23 محافظة وتنقل ما يقرب من 420 مليون راكب سنويا ، عدد المحطات بها 705 محطة ويوجد عدد 1332 مزلقانا و3040 عربة ركاب منها 850 عربة مكيفة و8553 عربة بضائع و793 جرار، 826 كوبرى و100 نفق ، 6 مناطق ، 9 قطاعات ، 8 شركات تابعة ، 191 مليون متر مربع أراضى الهيئة صالحة للإستثمار بالإضافة إلى 11 مليار جنيه تمثل الخطة الإستثمارية للهيئة لعام 2019/2020  وتقوم سكك حديد مصر بدور فعال في خدمة نقل الركاب وتداول البضائع بين مختلف أنحاء الجمهورية حيث تربط السكك الحديدية جميع الموانئ الرئيسية بوصلات حديدية .

وبعد الإهتمام البالغ والدعم التى توليه القيادة السياسية لمرفق السكة الحديد وخاصة عقب تحمل الفريق كامل الوزير مهام حقيبة وزارة النقل، قامت الهيئة بتنفيذ خطة تسير بشكل متوازى لتطوير المرفق تطويراً شاملاً ، من حيث تطوير المحطات ووبناء الأسوار على جانبى السكة لحماية ممتلاكات الهيئة وكذلك تحديث نظم الإشارات بمعظم الخطوط والتى تشمل تحديث السكة وتطوير المزلقانات ، وكان للوحدات المتحركة بالهيئة خلال الأونة الأخيرة  النصيب الأكبر حيث التعاقد على شراء جرارات وعربات جديدة يتم توريدها على مراحل وبالفعل تم وصول عدد 50 جرار والعربة النموذج والتى ستحدث نقلة جذرية فى أسطول الجر والعربات بالهيئة والتى لم تحدث من قبل ، حيث تم مراعاة توافر المزيد من وسائل السلامة والأمان والراحة بها والتى ستساهم فى تحسين مستوى الخدمات المقدمة لجمهور الركاب بهدف قضاء رحلة سعيدة بقطارات سكك حديد مصر .

الذكرى الـ 170

احتفالاً بمرور 170 عام على توقيع اتفاقية إنشاء أول خط سكة حديد بين القاهرة والإسكندرية، نشر موقع سكة حديد مصر وثيقة عقد إنشاء السكة الحديد المصرية، وعبر صفحتها نشر بيانًا لها قالت خلاله: "تُعد تلك الخطوة نواة امتدت من خلالها خطوط السكك الحديدية عبر محافظات مصر جنوبًا وشمالاً، شرقًا وغربًا، هدفت في مهدها لنقل المسافرين، من خلال وسيلة نقل سريعة آمنة ممهدة طرقها، لكنها ومع التطوّر أضحت قاطرة تجر عجلة التنمية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، الأمر الذي جعلها محط اهتمام وأولوية قصوى في سبيل التطوير الشامل الذي ترعاه وتنتهجه القيادة السياسية لجمهورية مصر العربية، من أجل تحقيق التنمية الشاملة من خلال رفع كفاءة وجودة مرفق السكك الحديدية بتنفيذ مشروعات قومية عملاقة من شأنها رفع كفاءة البنية التحتية وتحديث كامل لأسطول وحداتها المتحركة بصفقات هي الأضخم في تاريخ المرفق العريق".

عقد اتفاقية إنشاء خط سكة حديد مصري