الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسماء "غير لائقة" لـ قرى مصر تثير السخرية والخجل.. سر التسمية

صدى البلد

أنا من قرية "خربتها".. جملة جاءت على لسان "حسنين البرطوشي" أو الفنان عادل إمام في فيلم المتسول، الذي كتبه سمير عبد العظيم وأخرجه أحمد السبعاوي عام 1983، وهو ما أثار موجة من الضحك على أسم القرية، 

مشهد من المتسول

وظن المشاهد أن الاسم من وحي خيال المؤلف، إلا أن الحقيقة أكثر كوميديا وسخرية مما جاء بالفيلم، خاصة أن هناك قرى تثير أسمائها الضحك والسخرية في كافة محافظات مصر، وسوف نستعرض عددا منها.

محافظة القليوبية.. قرى ضد الآداب العامة

- الخرقانية، وهي إحدى قرى القناطر الخيرية، التابعة لمحافظة القليوبية، وذكرها علي مبارك في كتابه “الخطط التوفيقية”، ويقول “المقريزي” إنها “كانت قرية شهيرة  في زمن المماليك“، حيث اعتبرها “مصيفًا” للخلفاء، وذكر ايضا أن القرية كان لها شأن في زمن الفاطميين، حيث كانت متنزهًا للخلفاء، وتسمّى  “الخاقانية”، التي انحرفت إلى “الخرقانية”، و”الخرق” في العاميةالمصرية يعني “فضّ البكارة”، ما يجعل اسمها لفظًا محرجًا لأهل القرية ومن يردّدها.
– "شبلنجة".. تعد من القرى القديمة، فقد ورد ذكرها في قوانين  ابن مماتي باسم «شبرا لنجه» وأنها من أعمال الشرقية، وفي كتاب «المشترك وضعاً من أسماء البلدان والمختلف صقعاً من الأقاليم» لياقوت الحموي وردت باسم «شبرا البنجة»، وتم تحريف الاسم أكثر من مرة، منها «شبرا لنجة» و «شبرى اللنجة» ثم صار شبلنجة لخفة النطق وسهولته.
– في مركز بنها قرى مثل "جزيرة بلى".
– قرية بتمده.. من القرى القديمة، حيث وردت باسم «بتميدة» ضمن القرى التي أحصاها ابن مماتي في كتاب قوانين الدواوين، كما أحصاها  ابن الجيعان في كتاب «التحفة السنية بأسماء البلاد المصرية»، وفي عهد محمد علي باشا تم تسميتها «بتمدة» ضمن عدّ قرى مصر بعد المسح الذي قام به الوالي، ضمن قرى مديرية القليوبية.
– قرية القلج.. تحدث محمد رمزى  في كتابه "القاموس الجغرافي للبلاد المصرية" عن هذه القرية فقال: «دلني البحث على أن هذه القرية كانت تسمى قديما الزيات، فصلت عن ناحية المرج، وفي تربيع سنة 933 هـ قيد زمامها في دفاتر المكلفات باسم القلج نسبة إلى الشيخ قلج الرومي الأدهمي شيخ زاوية السلطان قايتباي بالمرج"، وفي مركز الخانكة نجد  «عزبة سرقس، والمنايل»، أما شبين القناطر  فتضم «طحانوب، طحوريا»، بينما تضم كفر شكر «البقاشين، الزمرونية، الشقر»، و"عزبة الباشا" وكان سبب التسميه أن حصان أحد البشاوات تبول فى المكان.

محافظة الغربية وخجل الأهالي من قراهم

في محافظة الغربية أسماء قرى تخدش الحياء العام، وهو ما دعى أحمد صقر محافظ الغربية الأسبق إلى تغيير اسم قرية "ميت البز" بمركز "زفتى" إلى "ميت النور".
- "ميت البز" تم تغيرها حاليا الي ميت النور، وللتغيير قصة لطيفة، حيث كان المحافظ في أحد البرامج واتصلت سيدة تقدّم له طلبًا يخصّ منزلها، فسألها: ما العنوان؟، فقالت: "ميت الـ.."، واستحت أن تكمل، ففهم المحافظ. وفي اليوم التالي، قبل أن يحلّ لها المشكلة، أصدر قرارًا بتغيير اسم القرية من “البز”، الذي يعني في العاميّة المصرية "صدر الأنثى"، إلى  "النور" لإعفاء الأهالي من الحرج.

- زفتى، التي تتبعها القرية السابقة، تطور اسمها من "ذو الفتى" مع مرور الوقت إلى "زفتى"، حيث يعبر الاسم الأول عن معنى سئ باللهجة المصرية.

محافظة البحيرة.. تضم الجربوعة والسحالي

قرية الجربوعة

- الجربوعة.. وهي إحدى القرى التي طالب أهلها بتغيير أسمها أكثر من مرة، بسبب السخرية التي يقابلها الأهالي مع ذكر اسم قريتهم، خاصة أنّ الاسم يكتب في "البطاقات الرقم القومي"، فتكون “فلانة جربوعة"، وقال أحد المواطنين في مناشدة للمسؤولين، إن سبب تسميتها بهذا الاسم، أن صاحب القرية كان يسمى “صبحى جربوعة”، وأن هذا الاسم سبب فى الكثير من المشاكل النفسية لأهالى هذه القرية، وأن هذه القرية كانت ملك لعائلتين، عائلة الوكيل
والجربوعة، عائلة الوكيل كانت أرضها على البحر، وبعد انشاء المحطة لم يعد لعائلة الوكيل أملاك بهذه القرية فسميت بـ"قرية الجربوعة".
- توجد العديد من القري بالبحيرة التي طالب سكانها بتغيير اسمها دون جدوي، مثل قرى "سحالي، وكمعشة، وكتاكت والشفخانة"، خاصة أن "السحالي" تنتمي لفصيلة الزواحف، وهو ما يجعلهم عرضة للسخرية، في حين علق أحد أهالي «الشفخانة» على الاسم قائلا: «الشفخانة التصق بنا منذ قديم الأزل، وعلي الرغم من أننا قمنا بتقديم العديد من الطلبات حتى حصلنا على الموافقة بتغيير اسم هذه المنطقة من  «الشفخانة» إلى «حي المدارس» إلا أن شبح الاسم القديم لا يزال يطاردنا، لأن هذا الاسم عالق بأذهان الأهالي المجاورين لنا، حتى أننا نريد أن نقوم بتعليق لافتة على صدر كل واحد منا مكتوب عليها اسم المنطقة الجديد، وفي كفر الدوار  قري مثل "السعرانية، العكريشة، العريشة، بولين، الطلمبات، الكريون، الكراكون".

محافظة  الشرقية.. أسماء بلا معنى

الزنكلون

لا تخلو الشرقية هي الأخرى من أسماء غريبة للقرى، فهناك «قرية الزنكلون» التابعة لمركز الزقازيق وكفر دبوس التابعة لمركز ههيا، وهناك أيضاً بنفس المركز «العلاقمة،  العواسجة، الفواقسة، شرشيمة، حوض نجيح»، فيما يضم مركز أبوحماد قرى "بني جري، عمريط، طويحر، الخيس".

محافظة الدقهلية.. أبو عرصة تتصدر

يشتهر بها أسماء قرى غريبة، مثل «الدراكسة» وهي إحدى القرى التابعة لمركز منية النصر، وبلقاس، وقلابشو التي تقع على ساحل البحر المتوسط»، أما في مركز أجا، قرى «البهو فريك، البيلوق، سنبخت، شنفاص، نوسا الغيط، بقطارس»، وفي مركز السنبلاوين قرى «أبو قراميط، البكارية،  البلامون، التمد الحجر، برهمتوش»، أما قرية أبو عرصه  التابعة لمركز بلقاس، التي تحول اسمها الي بلقاس الاول، ويرجع سبب تغير التسمية الى شجار بين شاب من القرية، بعدما سمع عبارة اعتبرها تجاوزا في حقه من قبل شاب آخر أمام السجل المدني بمدينة بلقاس، حيث رفض الشاب استخراج بطاقة هوية لأول مرة، بعد أن سخر الشاب الثاني من أسم قرية الأول، فتبادلا السباب، حيث ينحدر الأول من قرية "أبو عرصة".

محافظة المنوفية.. كفر الشبع وبراشيم

هناك أسماء غريبة في المنوفية، بينها قرية «أبنهس» التابعة لمركز قويسنا،  وقرية «سلكه ودكما»، بمركز شبين الكوم، وفي مركز أشمون قرى تحمل أسماء «صراوة، وبراشيم، ومجيريا، ومنيل دويب»، أما مدينة السادات فتضم قرى مثل «طاجن»، وفي مركز الباجور هناك قرى تحمل أسماء  «الأطارشة، وأبشيش، وتلبنت أبشيش»، بينما يضم مركز تلا «كفر طبلوها، كفر قرشوم، زرقان، زنارة،  صفط جدام»، وفي مركز الشهداء تحمل قرى أسماء «كفر الجلابطة، كفر الجمالة، كفر السوالمية، كفر الشبع،  سماليج».

محافظة أسيوط.. بني كلب وعاصي الوالدين

تتصدر قرية "بني كلب" المشهد، حيث تم تغييرها إلى "بني مجد"، أما قرية "عاصي الوالدين" فترجع تسميتها بهذا الاسم، انه منذ حوالى 50 عام اختلف بعض الابناء مع والديهم وجاءوا فى هذا المكان ليقيموا فيه، فاطلق عليها هذا الاسم، إضافة إلى قرية بني شقير.

محافظة الأقصر.. مركز جهنم والشغب

تضم محافظة الأقصر نحو ثلث آثار العالم، لكنها تضم كذلك أماكن ذات أسماءٍ غريبة، يشعر سكانها بالاستياء بسبب فشل محاولات تغييرها، منها "الشغب"،  و"زرنيخ" وعزبة "جهنم" و"الكلبة".
ويقول محمد السيد، أحد سكان “الشغب” جنوب إسنا، أن القرية سُمِّيت بهذا الاسم بعد رفض أهلها التعاون مع الاحتلال الفرنسى، وتنفيذهم أعمال شغبٍ بمعسكراته، وأُطلق عليها فى فترةٍ سابقةٍ اسم “العلوانية”، إشارةً إلى مقام الشيخ
العلوانى، أحد أقطاب الصوفية، بينما أوضحت إحدى أهالي إسنا، أن المركز يحوى عددًا كبيرًا من الأسماء الغريبة، منها شوارع السعودية والكويت والمدينة المنورة، وترجع تسميتها إلى الأهالى بعد عودتهم من إعارات عملٍ إلى السعودية والكويت وغيرها من الدول العربية، مضيفة أن هناك أيضًا "درب العضوم" وقرية "فارسية"، وقرية "زرنيخ" التى يقال إن أرضها تحوى بعض المعادن لقربها من ناحية إدفو، و"حلَّة" و"الحليلة" نظرًا لحلاوة تلك المناطق، و"حمردوم" و"غريرة" و"بويل" و"أبو زعفة"، و"خور الموكسر" وسط إسنا، وقرية "دويح" و"بدارين" و"العضايمة" و"الضبعية" و"الجنود" و"وادى الجن"، و"عزبة حنضل" و"الفار" و"عشماوى".
وتابعت سرد الأسماء الغريبة، مشيرةً إلى أن هناك كذلك "العزبة الخربانة"، وعزبة "جهنم" على طريق البغدادى، وعزبة "الكلبة" بالحبيل، التى تم تغيير اسمها إلى "عوض الله"، إضافةً إلى "حمزية" و"نجع لوانس" و"المراعزة" و"النجاجرة" و"الشباشبة" بأرمنت، وعزبة "الزقوقة" فى أرمنت الحيط.
وأكد عبد المنعم عبد العظيم، مدير مكتب دراسات الصعيد بالأقصر، أن اسم “العضايمة” منسوبٌ إلى مقابر ما قبل التاريخ، لكنه نفى صحة نسبة “الشغب” إلى ما فعله الأهالى مع الحملة الفرنسية، لافتا إلى أن عزبة “جهنم” سُمِّيت كذلك بسبب شدة الحرارة هناك، كما سُمِّى “وادى الجن” لأنه كان منطقةً مهجورةً قديمًا، وبعض الأسماء يصعب تغييرها لأنها أصبحت من العُرف، وما أصبح متعارفًا عليه بين الناس ليس من السهل تغييره، وأيضا عددا من المراكز الكبيرة منها مركز أرمنت ويضم قرى «المراعزة، الشباشبة، وقريه الديمقراط، المحاميد القبلية، نجع دنقل»، ويضم مركز إسنا قرى «الشغب، طفنيس، كومير، كيمان المطاعنة، توماس وعافية، الهنادي، الكلابية، والديابية».
 

محافظة قنا.. الزرائب وكوم الكفار

توجد أسماء غريبة بالمدن وقراها بقنا، في مقدمتها قرية "خروعة"، ومن المدن «أبوتشت، ودشنا وفرشوط وقفط ونقادة»، ولا تقل أسماء القرى غرابة عن المراكز التابعة لها، فقرى أبوتشت «المحارزة، النجمة والحمران، وبخانس، والخوالد، الرزقة، الرفشة، الرواتب، الزرائب»، بينما في مركز دشنا تتواجد قرى «فاو بحري، فاو غرب، فاو قبلي، السمطا بحري، السمطا قبلي، الصبريات»، أما مركز نجع حمادي فيضم «الكلالسة، والخرانقة، والمفرجية، وجراجوس وكانت توجد قرية باسم كوم الكفار وتحول اسمها إلى كوم المؤمنين، وأيضا قرية اسمها نجع العرج وتحول اسمها لنجع العروبة.

محافظة اسوان.. هيسا

تبدأ من الملقطة، وهي القرية التي أثارت غضب الكثير من النساء، وهي تحريف لمعني بهاء الريف أي جماله وخضرته والأعقاب الصغري والكبري،  وهي مواقع كانت مهمة لصد هجمات العدو، أما المناطق النوبية ومنها تنقار وهيسا والفنتين، وهي جزر في النيل، وأيضا قرية خور الزق، والهلايل.

محافظة سوهاج ومركز الحواويش

هناك قرى مركز أخميم منها «عرب الأطاولة، الكولة، الأحايوة، الحواويش»، أما أغرب قرى مركز البلينا فهي «الحلافي، قرية برخيل، برديس، الباسكية، التوادر، الحبيل والشلولية، الحرجة بالقرعان»، بينما تضم ساقلتة «الجلاوية، الحرادنة، الرياينة بالحاج، الرياينة بالكتكاتة».

محافظة الاسماعيلية المسخوطة وأسرة يعقوب عليه السلام

تل الرطابي

يوجد في محافظة الإسماعيلية عشرات الأسماء المختلفة والغريبة، ومنها "قرية نفيشة، الكبانية، تل المسخوطة"، وكذلك قرية تل الرطابى حيث أنه معروف تاريخياً أن تل الرطابي كان مقراً لأسرة سيدنا يعقوب، وتم الكشف فيها عن سور ضخم لقلعة عسكرية بطول 600 متر وعرض 300 متر عن عصر الدولة الوسطى "امنمحات الأول" وداخل هذا السور وجدت المساكن والقلاع العسكرية والمخازن، واستمرت الحياة فى هذه المنطقة حتى العصر اليونانى الرومانى.

محافظة الإسكندرية العنصرية

تبدأ أغرب الأسماء في الاسكندرية من قرية "باب العبيد"، التي سُمّيت بذلك على أساس عنصري، نظراً لوجود كم كبير من أصحاب البشرة السمراء، وتم تغيير أسمها إلى الأحرار، وايضا قرى «الجويرة، والسنافرة، وحمليص، حوض سك» وذلك بمدينة برج العرب، و«أم زغيو» وهو طريق غرب محافظة الإسكندرية.

محافظة دمياط.. عزبة النسوان

"عزبة النسوان"، التي أطلق عليها هذا الاسم لوجود عدد كبير من الأرامل والمطلّقات يقطن بها، وكذلك قرية عزبة اللحم، وتم تغيير اسم قرية «ميت الغرقا» الي ميت الكرما،  وللتسمية سبب إذ يقال إن مياه الفيضان كانت تغرق أراضيها قديمًا في كل عام، غير أنه يقال أيضًا إن الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر» هو الذي أعطاها اسمها الحالي بعد العدوان الثلاثي على مصر عام 56، عندما استضاف أهلها عددًا كبيرًا من المهجرين من منطقة القناة وأكرموهم، وعرف «عبدالناصر» القصة وسأل عن اسم القرية فقالوا له «ميت الغرقا» فقال: لأ سموها «ميت الكرما»، وهو ما حدث بالفعل، أما قرية "ميت الخولي" فهي إحدى قرى مركز الزرقا، يرجع تاريخها إلى العصر الفرعونى وكانت تعنى كلمة ميت أو منيت، وهى تعنى البلدان التي تقع على  ضفاف نهر النيل، وكان اسمها قديما منية عبد الله، وتشتهر ميت الخولى حاليا باستيراد الأدوات المنزلية، ومن معالم القرية مسجد يوسف شاهين الأثرى، الذى تم بناؤه منذ حوالى 800 عام، فى العصر المملوكى البحرى وأعيد بناؤه كاملا عام 1994، والعديد من المساجد ذات المعمار الإسلامى ومنها مسجد الوليد بحي الجزيرة، ومسجد القطب ومسجد الشيخ نجيد.
 

محافظتي القاهرة والجيزة.. العبيط وكعابيش

كعابيش 

لم تستثني عاصمة مصر من وجود الأسماء الغريبة بها، منها "العببيط" منطقة “جاردن سيتي” بوسط القاهرة، بالقرب من ميدان التحرير، مسجد “العبيط” المنسوب إلى الشيخ محمد العبيط، ويحمل أكثر من اسم شعبي آخر: “البهلول والدرويش”، و”العبيط”، بهلول اعتقد البعض في كراماته، وبركة زيارة ضريحه حتى أن الخديوي إسماعيل بنى “سراي الإسماعيلية” بجواره، و“العبيط” في العاميّة هو شخص “بلا أهليّة”، أمّا في اللغة العربية فهو “الشخص الذي شُقَّت جيوبه وأطراف أكمامه من أثر العَبَّط”، وفي “الصحاح” هو مَنْ “عَبَط الثوب، أي شّقَّه أو قَطَعه، وتم هدم مسجد العبيط، وبني مكانة مسجد عمر مكرم، وأيضا "عبيد الشردا"، وتقول القصة إن طفلًا مصريًا ذهب إلى مدرسته الحكومية فسأله مدرس: أين تسكن؟، فردّ: “في عبيد الشردا”، فما كان من أصدقائه إلا أن عايروه بأنه “عبد”، ويرجع اسم المنطقة إلى إحدى حارات حي الحسينية بالعباسية، ويسكنها الجند المعروفين باسم “عبيد الشرا الحسينية”، التابعين لحسين بن جوهر، قائد القواد، الذي انقلب عليه الحاكم بأمر الله وقتله، ومع الزمن، زاد حرف “الدال” فأصبحت “عبيد الشردا، أما "شملول" و"بهلول" و"ترعة المجنونة"، فقد نجح أهالي منطقة بولاق الدكرور، التي يقال إنها تعني “بحيرة القاهرة”، في تغيير أسماء مناطق “شملول وبهلول وترعة المجنونة” بعد ضغط متواصل على الحكومة المصريّة، خاصة أن الكلمات الثلاث تعني الشخص “العبيط”، فحملت الأولى اسم “الإمام حسين”، والثانية “فاطمة الزهراء”، والثالثة “الإمام عليّ”، لكن الاسم الشعبي لا يزال جاريًا على ألسنة الناس، سواء لم يعرفوا أو لم يهتموا بالتغيير إنما الثابت الوحيد إنّ الأسماء الثلاثة لم تتغيّر فعليًا، وكانت الأسماء الجديدة على الورق فقط.
أما كعابيش، في منطقة الطوابق بشارع فيصل بالجيزة، فلم يكن لها معنى أو أصل، ويعتقد البعض إنها تحريف لكلمة أخرى، وتمّ تغيير
اسم الشارع ليحمل اسم أحمد زويل، عالم الفيزياء المصري، لكن اسمه لم يلقَ قبولًا شعبيًا، فلا يزال اسمها وسط العوام، في الشارع المصري، “كعابيش"، وهي الطابق الثالث من الطوابق.

مرسي مطروح ورؤية في المنام

يتداول الناس أسماء الكثير من القرى والمدن في محافظة مطروح، دون معرفة دلالة أسمائها أو سبب تسميتها بأسماء غريبة، ومنها قرية "حسنبك، عزبة العسكر أو السودانية، سيدي براني، واحة سيوة، مدينة الضبعة، قرية سيدي عبدالرحمن أبو بطيخة”، وقال الباحث منعم العبيدي، إن قرية سيدى عبد الرحمن الشهيرة بالساحل الشمالى، يرجع تسميتها إلى الشيخ "عبد الرحمن أبو بطيخة"، ويقال إن سبب تسميتها بهذا الأسم، أنه قديماً نام أحد المسافرين في هذا المكان، فرأى فى المنام أنه شق بطيخة، فوجد داخلها وجه إنسان تحدث إليه وأخبره أن اسمه عبد الرحمن، وأن فلان قد قتله ودفن جثته فى هذا المكان، وعندما حكى هذا المسافر الرؤية للقبائل المجاورة، قدموا إلى هذا المكان وحفروا فيه ووجدوا الجثة، فأقاموا مسجدا وضريحاَ وأسموه سيدى عبد الرحمن أبو بطيخة.