الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

علاج رباني لـ وسواس الموت.. أمين الفتوى يوضح

صدى البلد

 أعاني من وسواس دائم عن الموت فماذا أفعل حتى تهدى نفسي ؟.. هكذا ورد السؤال إلى دار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات بثها المباشر عبر صفحتها الرسمية على الفيسبوك.

 

وأجاب الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن شعور الوسواس بالموت اتجاهين؛ الأول محمود والثاني مذموم، فالأول إذا كان شعور الوسواس بالموت يُحفز على الإنتاج والعمل والعبادة فهو محمود، لأنه يحجز ويبعد الإنسان عن الوقوع في المعصية.


وتابع قائلًا: "الثاني إذا كان شعور الوسواس بالموت محبط، ومن الممكن أن يؤدي إلى ابتعاده وعدم تفاعله مع المجتمع والأسرة فهو مذموم، ويجب ان يتغلب عليه الإنسان بذكر الله كثيرًا وبالصلاة على النبي الف مرة في اليوم على الأقل وبأي صيغة يفضلها الإنسان، ولكن هناك صيغة مفضلة، وهي صيغة صلاة المحتاج وتكون " اللهم صلى على سيدنا محمد صلاة العبد الحائر المحتاج الذي ضجّ من كل ضيق وحرج ولجأ الى باب الكريم ففتحت له أبواب الفرج".

 

علاج روحاني لوسواس الموت

 

لدى هاجس أنني سأموت قريبًا، وهذا الهاجس يحثني على فعل الخير، فهل هذا من وسوسة الشيطان وماذا أفعل؟"، سؤال أجاب عنه الشيخ عمرو الورداني، مدير إدارة التدريب وأمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال لقائه بالبث المباشر المذاع عبر صفحة دار الإفتاء عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.


وأجاب عمرو الورداني، قائلًا: "إن هذا الهاجس من النفس وليس من وسواس الشيطان، وقد يكون من القلق والخوف الذي يحتاج لطبيب نفسي، وعليك ألا تلتفت لهذا أبدًا، ولا تطيل الحديث مع النفس حتى لا تأخذك لحبائلها، وأن تكثر من ذكر الله والصلاة على النبي – صلى الله عليه وسلم - ليصرف الله عنه ذلك الهاجس".

 

 

دعاء الخوف من الموت


1- «اللَّهمَّ ربَّ السَّمواتِ السَّبعِ، وربَّ العرشِ العظيمِ، ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ، أنتَ الظَّاهرُ فليس فوقَكَ شيءٌ، وأنتَ الباطنُ فليس دونَكَ شيءٌ، مُنزِلَ التَّوراةِ، والإنجيلِ، والفُرقانِ، فالقَ الحَبِّ والنَّوى، أعوذُ بكَ مِن شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتِه، أنتَ الأوَّلُ فليس قبْلَكَ شيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليس بعدَكَ شيءٌ».

2-« اللهمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لكَ الحَمدَ لا إلَهَ إلَّا أنتَ، المنَّانُ، بَديعُ السَّمواتِ والأرْضِ، ذا الجَلالِ والإكْرامِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أسألُكَ أن تقيني الخوف من الموت».

3- « لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ».

4- «اللَّهمَّ رَحمَتَكَ أرْجو، فلا تَكِلْني إلى نَفْسي طَرْفةَ عَيْنٍ، أصْلِحْ لي شَأْني كُلَّهُ، لا إلهَ إلَّا أنتَ».

5-«اللهم إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمتِك، ناصيتي بيدِك، ماضٍ فيّ حكمُك، عدلٌ فيّ قضاؤُك، أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك، أو أنزلتَه في كتابِك، أو علمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندك، أن تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صدري، وجلاءَ حزني، وذهابَ همِّي وغمِّي».

6- «اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجَالِ».

7- «اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ ، وتذِلُّ مَن تشاءُ ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ . رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما ، تعطيهما من تشاءُ ، وتمنعُ منهما من تشاءُ ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك».

دعاء الخوف من الموت
8- « يا عزيز يا حميد، يا ذا العرش المجيد، أصرف عني كل شر، اللهم إنك تعلم أنني على إساءتي وظلمي وإسرافي لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا، ولا صاحبة ولا كفوًا أحد، فإن تُعذب فأنا عبدك، وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم».

9- «اللهم إن همومنا قد كثرت، وليس لها إلا أنت، فاكشفها، يا مفرج الهموم، لا إله إلا أنت سبحانك، إني كنت من الظالمين، اللهم اكفني ما أهمني، اللهم إني ضعيف فقوني، وإني ذليل فأعزني، وإني فقير فارزقني وأسألك خير الأمور كلها وخواتم الخير وجوامعه».

10 -« حسبي الله لما أهمّني، حسبي الله لمن بغى علي، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم».

11-«اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي، واقطعه ممن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، يا من يكتفي من خلقه جميعًا، ولا يكتفي منه أحد من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك».

12-«يا عزيز أعزني، ويا كافي اكفني، ويا قوي قوني، ويا لطيف الطف بي في أموري كلها والطف بي فيما نزل، اللهم إني أسألك سلامًا ما بعده كدر، ورضى ما بعده سخط، وفرحًا ما بعده حزن، اللهم املأ قلبي بكلّ ما فيه الخير لي، اللهم اجعل طريقي مسهلًا وأيامي القادمة أفضل من سابقاتها».

13-«اللهم بك أستعين وعليك أتوكل، اللهم ذلل لي صعوبة أمري، وسهل لي مشقته، وارزقني الخير كله أكثر مما أطلب، واصرف عني كل شر، رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري يا كريم».

14- «اللهم إني أعوذ بنور قدسك ، وببركة طهارتك ، وبعظمة جلالك من كل عاهة وآفة وطارق من طوارق الإنس والجن إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن ».

15- « رب امنحني من سعة القلب، وإشراق الروح، وقوة النفس، ما يعينني على ما تحبه من عبادك؛ من مواساة الضعيف والمكسور والمحروم والملهوف والحزين، واجعل ذلك سلوة حياتي، وسرور نفسي، وشغل وقتي، وقرة عيني».

 

أسباب الخوف من الموت


قسَّم العُلماءُ أسباب قلقِ الموتِ لعِدّةِ أقسامٍ:
1- نوعٌ من أنواعِ القلقِ المُترتّبِ في أغلبِ الحالاتِ على القلقِ العُضويِّ بسببِ المرضِ أو المشاكلِ الصحّيّةِ.
2- شعورٌ لدى الفردِ بأنَّ الموتَ يُحاصرهُ، ممّا يجعلهُ حزينًا وغيرَ قادرٍ على مُمارسةِ حياتهِ الطبيعيَّةِ.
3- نوعٌ من الخوفِ المتفرِّعِ من القلقِ بشكلٍ عام.
4- استجابةٌ انفعاليةٌ تجعلُ الشّخصَ مُتكدّرًا.
5- نوعٌ من الخبراتِ الانفعاليّةِ غيرِ السارَّة.
6- نوعٌ من أنواعِ القلق والخوفِ من المستقبلِ.

 

علاج الخوف من الموت


جُعل الخوف من فطرة الإنسان، فالله- تعالى- خلق الإنسان وفطر فيه الخوف؛ حيث قال في القرآن الكريم: «إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا»، والواجب أن يوجّه الإنسان الخوف في الأمور الحسنة التي يجب عليه أن يخاف منها بشكلٍ طبيعيّ ومقبول، دون زيادة الخوف عن حدّه المطلوب، وقد يُصاب الإنسان بالخوف من الموت بشكلٍ خاصٍ حتى يتفرّع منه خوفه من المرض، والخوف من رؤية الدم، والهلع من حالات الإغماء وغيرها، ويمكن أن يُعزى الخوف من الموت لعدة أسباب؛ منها:

 

- جهل حقيقة الموت، والشعور بالذنب لارتكاب المعاصي، والخوف من فراق الشهوات، والملذّات، والأحبّة من الناس، ولكن يجب على الإنسان أن يدرك أنّ الموت حقيقة لا مفرّ منها أبدًا، والواجب عليه أن يستعدّ للموت بالأعمال التي تُنجّيه وتدخله الجنّة في الحياة الآخرة. وفيما يأتي بيان بعض الأمور التي تخلّص النفس من خوفها من الموت:

 

1- ذكر الموت، وزيارة القبور، والمشاركة في جنازات الأموات؛ حيث أوصى الرسول- صلّى الله عليه وسلّم- بذلك؛ فهذا من شأنه أن يُذكّر الإنسان بالحياة الآخرة.

 

2- السيطرة فكرة الخوف من الموت على نفوسهم- بتجهيز النفس لقبول الأمر السيء مع محاولة تفاديه وصرفه، وكذلك أوصوا بالرضا والتسليم وقبول الأمر الذي سيقع، والعمل على تغليب الشعور بالتفاؤل على الشعور بالشؤم.

 

3- إدارة الحياة والأوقات بشكلٍ إيجابيّ؛ بملء وقت الفراغ بالأمور النّافعة والمفيدة، والحرص على التواصل الاجتماعي بشكلٍ حسنٍ وجيّدٍ، والاجتهاد في أداء الصلاة على وقتها، والحرص على تلاوة القرآن الكريم والتقرّب إلى الله -تعالى- بالدعاء، والخضوع، والتذلّل، وقراءة ومطالعة الكتب المفيدة ذات المحتوى الإيجابيّ، كما أنّ لممارسة الرّياضة دورًا هامًّا في التخلّص من الشعور بالخوف من الموت، وبخاصّة التمارين الاسترخائية.

 

4- الاستعاذة بالله -تعالى- من الشيطان الرجيم، والمداومة على الأذكار؛ مثل: أذكار الصباح والمساء، وآيات وأدعية الرّقية الشرعيّة.

 

5- الاستعداد للموت حتى يتلّغب الإنسان على شعور الخوف من الموت يجب عليه أن يستعدّ للموت بالقيام ببعض الأعمال؛ منها:

- المحافظة على أداء ما افترضه الله -تعالى- من الفرائض والواجبات على المسلمين؛ منها: الصلاة، والصيام، والزكاة، والحجّ، والحرص على اتّباع سنّة محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- في الأقوال، والأفعال بقدر الاستطاعة؛ حيث إنّ الله -تعالى- لا يُكلّف النّفس إلّا بما تسطيع القيام به.

- التوبة والرجوع إلى الله تعالى؛ حيث ذكر الإمام النووي أنّ التوبة واجبة على العبد عن كلّ ذنبٍ اقترفه، وهي تتحقّق بثلاثة شروط إن كانت متعلّقة بذنبٍ بين العبد وربّه؛ وهذه الشروط هي: الإقلاع عن المعصية، والندم على ارتكابها، والعزم على عدم العودة إليها، وإن كان الذنب متعلّقًا بحقٍّ من حقوق العباد فالواجب على التائب أن يُعيد الحقوق إلى أصحابها.

- حُسْن الظن بالله تعالى، وعدم القنوط من رحمته، والحرص على الرجاء في الأحوال كلّها وخاصّةً عند الخاتمة.

- ذكر عذاب القبر ونعيمه، وما يكون بعده من أهوالٍ وأحداثٍ خاصّة بيوم القيامة، والحياة الآخرة من البعث، والجزاء، والمرور على الصراط، واستلام العبد لصحيفة أعمال الحياة الدنيا، ثمّ ما يكون من دخول الجنّة أو النار، وما أعدّه الله -تعالى- فيهما، واستحضار عظمة الوقوف أمام الله -تعالى- للحساب.

- إخلاص نيّة الأعمال إلى الله تعالى، والتواضع والذلّ له، والبعد عن الغرور والكبر، وأداء الحقوق إلى أصحابها مع البعد عن الظلم، والحرص على القيام بالطاعات والعبادات التي تُقرّب من الله تعالى، والابتعاد عن المعاصي والفواحش والمنكرات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- الخوف من الله يجب على كلّ مسلم أن يخاف الله تعالى، ويتحقّق ذلك بالقيام ببعض الأعمال، منها: تلاوة القرآن الكريم، مع الحرص على تدبّر معانيه ودلالاته، واستشعار عظم الذنب وعواقبه، وتحقيق تقوى الله -عزّ وجلّ- بأداء الطاعات، وتجنّب المنكرات، وترك المُحرّمات، وتحقيق معرفة الله -تعالى- بأسمائه الحسنى، وصفاته العلا.