الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خطيب الجامع الأزهر: العلم أول أسباب التقدم ونهضة الأمم

الجامع الأزهر
الجامع الأزهر

قال الدكتور عبد الفتاح العواري، من علماء الأزهر الشريف، إنه قد جرت سنة الله في الكون، أن تقدم الأمم ونهوضها وبناء حضارتها والمحافظة على مستقبلها ومستقبل أبنائها، أن تأخذ تلك الأمم بأسباب التقدم وبوسائل هذا البقاء.

أسباب البقاء والتقدم

وأشار العواري خلال خطبة الجمعة بالجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان "أسباب البقاء والتقدم" إلى أن هذه الأسباب وتلك الوسائل التي متى أخذت بها الأمم في الكون الذي نعيش فيه كتب الله لها البقاء، يأتي على رأسها وأولى أولوياتها الأخذ بالعلم، لافتاً إلى أن العلم هو النور به يتبدد ظلام الجهل وظلماته، هو النور الذي به تشرق شموس المعرفة، وهو الهدى الذي ينير الطريق فيعرف سالكوه سبل الرشاد من الغي فيحذروا الشيطان ويكونوا حزب الله هم الغالبون.

وتابع العواري أن العلم هو أول أية تنزلت على قلب حبيبكم سيدنا محمد، فكانت أمراً بأدواته ووسائله، فمفتاح العلم هو القراءة، وأي تلميذ منذ نعومة أظفاره يدفع به أهله إلى معلم يعلمه أول ما يبدأ معه قائلاً "اقرأ يا ولدي"، موضحاً أن القراءة هي مفتاح العلوم ووسيلتها وأدائها والتي متى أتقنتها الأمة وأفرادها فقرأوا قراءة حقيقية تحقق لهم كل أهدافهم من تقدم اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي، دانت لهم الدنيا فأقبلت إليهم راغمة لأنهم ملكوا أداة العلوم إنها القراءة، فالقراءة بسم من لا باسم نبي ولا عالم ولا رئيس ولا مرءوس إنما باسم الله افتتح بها الوحي متنزلاً على قلب رسول الله "اقرأ باسم ربك الذي خلق"، أي إن الذي أوجدك من العدم فسواك بشر سويا واختارك لرسالته واصطفاك لدعوته قادر على تعليمك دون معلم.

وشدد على أنه ما أحرانا ونحن نعيش في وطن يقدر العلم وأهله، أن نبذل قصارى جهدنا في تحصيل العلوم لا فرق بين ديني ودنياوي فالطب واجب في الشريعة، والرياضيات والفلك والكيمياء والأحياء والفلسفة والمنطق، وعلوم الزراعة، الصناعة وغيرها، وحري بالوطن أن يحقق أبنائه فروض الكفاية من تلك العلوم حتى لا يكونوا متسولين على موائد المجتمعات، فطالب العلم في كنف الله وعليه الصبر والجلد والتحصيل وأن يتقن علمه وتجويد علومه ليعود ذلك بالنفع على دينه ووطنه.

واختتم قائلاً: "يكفي طلاب العلم فخراً أن الملائكة تضع أجنحتها رضاً بما يصنعون، حيث يقول النبي "من سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع"، مشدداً أيها المسلمون كونوا واعيين لهذا الأمر الجلل أفراداً وجماعات ووزارات ومؤسسات وشركات، راعو أبنائكم ولا تقصروا فالمستقبل للعلم والعلوم ولا مستقبل لوطن من الأوطان إن تخلف، فهو أمر ضروري تحتاجه المجتمعات والأوطان وحري بنا أن نكون كما أراد الله امة العلم والمعارف والفكر والعلوم والنظر والتدبر والتعقل والتأمل".