الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رجب الشرنوبي يكتب: برنامج التاسعة.. حقوق الإنسان مادة جامعية!!!

صدى البلد

 

كلما سنحت الفرصة أتابع بعض الحوارات والبرامج السياسية..من خلال شاشات قنواتنا الوطنية وخصوصاً التي تطل علينا من مبني ماسبيرو العريق..حلقة الأمس من برنامج التاسعة علي شاشة القناة الأولي كان لها طابعاً متميزاً..تابعت من خلالها حضوراً راقياً وحديث ً شيق ممتعاً..دار بين طرفه الأول الأعلامي يوسف الحسيني وطرفه الآخر الدكتور حسن سند عميد حقوق كلية الحقوق بجامعة المنيا.

تمركز جل الحديث وأنصب جوهره حول قرار كلية الحقوق بإدراج الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها الرئيس السيسي مؤخراً..ضمن المنهاج الدراسية للكلية بداية من  العام القادم،وبحسب ماجاء علي لسان العميد بأن الطلاب فعلاً يدرسون من خلال المناهج المقرر سابقاً مادة دراسية  بهذا الخصوص..تسمي مادة حقوق الإنسان إذن فما هو الجديد في ذلك؟؟ وماهي رؤية الكلية حول هذا الموضوع؟؟وماذا يمكن أن يضيف الإهتمام الحالي بمنظومة ومباديءحقوق الإنسان؟؟!!

بحسب ماجاء علي لسان د/سند قد أقر المجلس الأعلي للجامعات من قبل دراسة هذه المادة لطلبة كلية الحقوق منذ عدة سنوات..تمشياً وإستناداً إلي توصيات وإهتمامات صادرة عن المنظمة الدولية لحقوق الإنسان..إحدي المنظمات الهامة التابعة إلي الأمم المتحدة..الجديد في الأمر هي رؤية محترمة وطموح يستحق التقدير من عميد حقوق المنيا..يتركز جوهره حول ضرورة تعميم دراسة الإستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان علي كل طلبة وطالبات الجامعات المصرية..وألا تقتصر دراستها فقط علي طلبة كليات الحقوق حتي تساهم الجامعة في بناء شخصية أجيال من أبنائنا وبناتنا..هم أمل مصر القادم يتعرفون من خلال هذه الدراسة علي مالهم من حقوق وماعليهم من واجبات تجاه وطنهم..كما يتعرفون أيضاً علي رؤية الدولة المصرية لهذه الحقوق والواجبات وطرق ممارستها وكيفية المطالبة بها والأماكن التي بمقدورهم اللجوء إليها في هذا الشأن.

دراسة الطلاب للموضوع من خلال إطار دراسي منتظم وملزم..بالتأكيد سيجعله أكثر جلاءً ووضوح أمامهم فلا يقع البعض منهم ضحية لإستهداف بعض المنظمات الدولية المشبوهه وشركائهم المحليين لهم..التي تهدف بالأساس من خلال تسليط الضوء علي مثل هذه الموضوعات الشائكة..إلي تشويه متعمد  علي الصورة الذهنية للوطن في عيون أبنائنا وأجيالنا الحالية والقادمة من الشباب..مستغلة في ذلك الجهل العام بها وبالكثير من تفاصيلها وقواعدها.

أُعجبت بالأسلوب الرشيق الذي أدار به الإعلامي يوسف الحسيني الحوار في هذه الفِقرة..أسئلته وإستفساراته عن أهمية التوقيت وسر الإهتمام الحالي بدراسة هذا الموضوع،ثم مدي إمكانية إشراك الأنشطة والكيانات الطلابية في نقاشات وحلقات حوار جماعية ومستمرة،في حضور بعض الأساتذة المختصين داخل الحرم الجامعي..أسلوب ينم عن فهم عميق يستحق التقدير بموضوع الحوار ومحاوره ووضع تصور مبدئي لجانب عملي بالتأكيد يعظم فوائد دراسته.

أتمني من الأزهر الشريف وقيادته الموقرة وجامعته العريقة أن يكون شريكاً في هذا السبيل..ليس فقط فيما يتعلق بدراسة نظرية لمباديء وقواعد منظومة حقوق الإنسان..بل بدراسة وتجديد حقيقي للخطاب الديني دراسة واقعية،بكل تفاصيلها الحياتية الدقيقة وعدم الإكتفاء بالجانب النظري..دراسة كيفية تجديد الخطاب الديني لاتقل أهمية عن دراسة حقوق الإنسان،بل ربما تتفوق عليها كضرورة ملحة في الوقت الحالي،تصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة يمثل حصن فكري آمن لأبنائنا وبناتنا،حتي لايكون بعضهم بمثابة الفريسة السهلة التي تقع في دوائر الإستهداف لجماعات الضلال والظلام.

وزارة الأوقاف والكنيسة  المصرية ومن خلال تفاصيلهم الهيكلية هم أيضاً شركاء متضامنين في هذا الطموح الوطني وهذه الرؤية المستقبلية..التي يسعي إليها ويؤمن بها كل مصري حر شريف يحلم بمجتمع متوازن يرتكز إلي ثوابت وطنية تعبر عن هوية حقيقية..تحفظ له كرامته الإنسانية هو وأولاده من بعده..تستطيع وزارة الأوقاف المساهمةالفعالة وكذلك يمكن للكنيسة المصرية..عمل دورات تدريبية للخطباء والوعاظ والإستفادة بهم في هذا الشأن..من خلال مواقعهم في الشارع وبين الجمهور يمكن أن يكون أحد هذه المساهمات..بُعد هذه المؤسسات عن الصبغة السياسية لجوهر عملهم الديني والتركيز علي الجانب الروحي..يمكن أن يلقي قبولاً أكثر بين المصريين خصوصاً أننا شعب متدين بطبعه وممارسة الشعائر الدينية تمثل جزء هاماً من حياتنا اليومية.

الإيمان بأهمية الدور المجتمعي لكل مؤسساتنا الجامعية والدينية يجب ألا يقل عن إيماننا بالدور العلمي لها..هذه الفلسفة المتعمقة  التي بدأت تطفو علي السطح في السنوات الأخيرة..ماهي إلا إنعكاسات طبيعية لقناعات كثيرة تؤمن بها وتعمل عليها قيادة الوطن منذ بدأت في تحمل المسئولية.

تحية لأستاذ جامعي مبدع يؤمن بقدرات جامعتة في تطوير مجتمعها الذي تنتمي إليه..تحية للإعلام الراقي حينما يثق في قدراته ومساهماته في بناء عقول متابعيه..أتمني أن يظل الإعلام مؤمنا بقدرته علي إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع ومساهمات حقيقية في تشكيل الوعي الجمعي الصحيح لأبنائة.

كل الشكر والتقدير لقائد آمن بضرورة بناء الوعي الحقيقي للأجيال القادمة..كل الشكروالتقدير للرئيس السيسي الذي قرر الخوض في كثير مما ظل خلف الستار سنوات وسنوات..كل التقدير لقائد حفزنا لنفكر بأسلوب مختلف من جديد..كل التحية إلي قائد وطني مخلص يعي ويؤمن أن بناء عقل الإنسان المصري هو الضمانة الوحيدة لبناء مستقبل مشرق لهذا الوطن.