الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد الحكم عليه بسنة سجن| كيف أفلت الرئيس الفرنسي من العقوبة؟

نيكولا ساركوزي -
نيكولا ساركوزي - الرئيس الفرنسي الأسبق

أصدرت محكمة، في باريس، أمس الخميس، حكما بالسجن لمدة عام على الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وذلك بعد إدانته بتمويل حملته الانتخابية بصورة غير قانونية، خلال انتخابات الرئاسة عام 2012.

من جانبه طلب ساركوزي عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أن يطبق عليه القانون المطبق على المواطنين الفرنسيين، وذلك رغبة منه في تطبيق العدالة، مطالبا المحكمة بذلك وأن سوف يسلك الطريق حتى نهايته، لكن الحكم الثاني الصادر على ساركوزي هذا العام أفقده مكانته بعد أن قاد فرنسا في الفترة من 2007 إلى 2012 وظل يتمتع بنفوذ بين المحافظين.

تنفيذ الحكم من المنزل

وقال القاضي في الحكم، إنه يمكن لـ ساركوزي أن ينفذ الحكومة في منزله مع استخدام جهاز مراقبة إلكتروني، حيث من المستبعد أن يدخل الرئيس الفرنسي الأسبق والبالغ من العمر 66 عاما إلى السجن، حيث يمكنه إستئناف الحكم وهي خطوة أخيرة يمكنها وقف تنفيذه.

من جهة أخرى قال الادعاء إن الحزب المحافظ الذي ينتمي له ساركوزي أنفق نحو مثلي مبلغ 22.5 مليون يورو (19.2 مليون دولار) المسموح به على حملة انتخابية اتسمت بالبذخ ثم عين شركة علاقات عامة لإخفاء التكلفة.

ونفى ساركوزي ارتكاب أي مخالفة وقال للمحكمة في يونيو إنه لم يشارك في ترتيبات حملته الانتخابية أو في كيفية إنفاق المال.

وفي هذا الصدد، يستعرض "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وتوجهاته السياسية، خلال السطور التالية.

نشأة ساركوزي

نيكولا ساركوزي، هو رئيس الجمهورية الفرنسية ما بين 2007، و2012، ولد في فرنسا في 28 يناير عام 1955، من أب غني من أصول مجرية، وأم من أصول فرنسية كاثوليكية ويهودية ويونانية، وتحولوا إلى المسيحية في النهاية، ونشأ ساركوزي في باريس، و تخصص في دراسته في القانون التجاري، ويحمل شهادة الدراسات المعمقة بالعلوم السياسية من جامعة باريس.

توجهات ساركوزي السياسية

يعتبر نيكولا ساركوزي، هو الرجل القوي، في حزب اليمين، وهو من أكبر الداعين للقطيعة مع السياسات السابقة بهدف إحداث تأثير عميق في فرنسا، وبدأ العمل بالسياسة منذ أكثر من 30 عاما، وسخر كل  طموحه للوصول إلى الرئاسة  وكانت المحاولة الأولى عندما تولي رئاسة الحزب الحاكم "الاتحاد"، في عام 2004، والذي كان قد أسسه الرئيس الفرنسي جاك شيراك.

حياة ساركوزي السياسية

تولي ساركوزي قبل رئاسته للجمهورية الفرنسية في 2007، العديد من المناصب داخل النظام الإداري والحكومة الفرنسي، فقد تولي وزارة الداخلية، وكان رئيس حزب الاتحاد، وتمكن في النهاية من الفوز في الانتخابات الفرنسية بنسبة 53.2 %، من أصوات الناخبين الفرنسيين، ليصبح رئيس فرنسا خلفا للرئيس جاك شيراك، واستلم مهامه رسميا في 16 مايو 2007.

خسارة الانتخابات

في عام 2012، دخل المنافسة الانتخابية الرئاسية مرة أخرى، ولكنه خسر تلك المرة أمام فرانسوا أولاند، ويعد ساركوزي أول رئيس فرنسي لا يفوز بفترة رئاسية  ثانية منذ عام 1981.

وفي 3 يوليو 2012، داهمت الشرطة الفرنسية مكاتب ساركوزي، وذلك للتحقيق معه في مزاعم بأنه كان شريكا في تمويل حملته الانتخابية الرئاسية عام 2007 بشكل غير قانوني، ومثل في قصر العدل ببوردو للإدلاء بإفادته حول القضية وتم تبرئته منها.

إصلاحات في حزبه

وفي 19 سبتمبر 2014، رجع  مرة أخرى للحياة السياسية مترشحا لرئاسة حزب الاتحاد مرة أخرى، وعزمه الترشح لرئاسة فرنسا لولاية ثانية، وفاز نيكولا ساركوزي بالفعل برئاسة الحزب، ووعد بعدة إصلاحات جذرية، وتم تغيير اسم الحزب إلى الجمهوريون، ليصبح أول رئيس لحزب الجمهوريون الجديد.

في عام 2019، أحيل نيكولا ساركوزي مرة أخرى إلى القضاء الفرنسي، بتهمة التمويل غير القانوني لحملته الانتخابية ولكن تلك المرة في عام 2012، وعرفت القضية وقتها باسم بجماليون، وجرت ملابساتها في أبريل 2012، حيث تجاوز النفقات المسموح بها في الحملة بأكثر من 20 مليون يورو، وأمر القاضي وقتها بإحالته مع 13 متهما للتحقيق، ولكن تم تأجيل الحكم وقتها عدة مرات بسبب تقديمه العديد من الاعتراضات.