الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خاص من عمان

بعد 10 سنوات .. سر اتصال بشار الأسد بـ الملك عبدالله الثاني

الملك عبدالله الثاني
الملك عبدالله الثاني وبشار الأسد

تلقى العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا، الأحد، من الرئيس السوري بشار الأسد، حسبما أفاد الديوان الملكي الأردني، حيث أن الاتصال هو الأول من نوعه بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري منذ عام 2011.

وأفاد الديوان الملكي الأردني، في حسابه عبر «تويتر»، أن الملك عبدالله الثاني «تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس السوري بشار الأسد، تناول العلاقات بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيز التعاون بين الأردن سوريا».

من جانبها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، إن الأسد أجرى اتصالا هاتفيا مع العاهل الأردني، و«تم خلال الاتصال بحث العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون المشترك لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين».

مصلحة البلدين الشقيقين

وفي هذا الصدد قال أستاذ العلوم السياسية الأردني، الدكتور خالد شنيكات، إن الاتصال الهاتفي بين الملك عبدالله الثاني والرئيس السوري بشار الأسد جاء تتويجا وتأكيدا لما تم من اتصالات وجولات ولقاءات بين مسؤولي البلدين على مدار الشهور الماضية.

وأضاف شنيكات في تصريحات لـ«صدى البلد»، أن الاتصال جاء أيضا كـ جهد دبلوماسي قام به الملك عبدالله الثاني خلال زيارته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن ولقائه الرئيس جو بادين، حيث تم مناقشة الملف السوري ضمن الملفات المهمة التي تم مناقشتها.

وأوضح شنيكات، أن هناك ترتيبات وملفات مهمة جرى التنسيق بشأنها يلعب فيها الأردن دورا مهما منها؛ ملف عودة العلاقات العربية مع سوريا والربط الكهربائي مع لبنان والذي يتم عبر الأراضي السورية، وإيصال الغاز المصري إلى لبنان مرورا بـ الأراضي الأردنية والسورية.

ترتيبات وملفات مهمة 

ولفت شنيكات أن «كل هذه الملفات تتطلب تفاهمات ولقاءات كان من بينها عقد اجتماع لوزراء طاقة الدول الأربع "الأردن - مصر - سوريا - ولبنان"»، مضيفا: «هناك جولات أخرى تتعلق بالبعد الأمني بين الأردن وسوريا، حيث أن "الحدود بين البلدين مفتوحة"».

وأكد أن الاتصال جاء أيضا بعد مفاوضات إعادة انسياب حركة البضائع والسلع بين الأردن وسوريا وعبور الأشخاص دون ترتيبات أو قيود أو موافقات مسبقة، معقبا: «الاتصال جاء ليعلن عودة العلاقات الطبيعية بين البلدين لما قبل 2010».

واختتم: «قد نشهد انفراجة في العلاقات العربية مع سوريا خلال الأيام القادمة» لافتا: «يجب ألا ننسى أن زيارة الملك عبد الله إلى موسكو أيضا بحث خلالها الملف السوري، فـ الأردن يهتم بعودة التجارة مع سوريا وعودة الأشخاص ونقل البضائع، ومهتم أيضا بعودة اللاجئين السوريين الموجودين على الأراضي الأردنية ويتجاوز عددهم المليون لاجئ إلى سوريا».

النظام السوري باق

وفي مقابلة جرت يوليو الماضي، مع مذيع شبكة (CNN) الأمريكية، قال الملك عبدالله الثاني إن «النظام السوري باق».

وأضاف: «أتفهم بالطبع غضب وتخوف العديد من الدول حول ما حدث للشعب السوري، لكن الإبقاء على الوضع القائم يعني استمرار العنف الذي يدفع ثمنه الشعب السوري».

وتابع: «لقد عشنا ذلك لسبع أو ثماني سنوات، وعلينا الاعتراف أنه ليس هناك إجابة مثالية، لكن الدفع باتجاه الحوار بصورة منسقة أفضل من ترك الأمور على ما هي عليه».

ويأتي الاتصال في غضون انفتاح البلدين على التقارب وتعزيز العلاقات، بعد انحصارها على أثر الحرب الأهلية في سوريا.

وتشكل سوريا ركيزة مهمة للاقتصاد الأردني.

لقاءات دبلوماسية لا تتوقف 

وخلال الشهر الماضي كان هناك العديد من اللقاءات بين مسؤولي الأردن وسوريا، حيث عُقدت اجتماعات وزارية موسعة انتهت بالتوصل إلى تفاهمات هدفها تعزيز التعاون في مجالات التجارة والطاقة والزراعة والمياه والنقل.

والتقى وزير الدفاع السوري رئيس الأركان العماد علي أيوب، رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأردني اللواء الركن يوسف الحنيطي، وبحثا «ضمان أمن الحدود، والأوضاع في الجنوب السوري، ومكافحة الإرهاب والجهود المشتركة لمواجهة عمليات التهريب عبر الحدود وخاصة تهريب المخدرات»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

ونُوقشت الموضوعات ذاتها خلال لقاء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، نظيره السوري فيصل المقداد، في نيويورك على هامش الاجتماعات الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة.