EN 
بعد وفاة زوجها الرئيس الراحل محمد أنور السادات، استمرت تحيي ذكراه، وذكرى انتصارات حرب أكتوبر 1973م، فكانت السيدة جيهان السادات في نفس اليوم من كل عام تتحدث في وسائل الإعلام عن الإنجازات والعقبات، وعظمة جيشنا المصري الذي تمكن من تخطي العقبات بتخطيط سليم من قائده الرئيس السادات.
تركتنا السيدة جيهان السادات هذا العام، وفارقت عالمنا إلى مثواها الأخير في 9 يوليو 2021، لكن ذكراها وزوجها وانتصارات أكتوبر المجيدة حفرها التاريخ في سطور من ذهب، وللمرة الأولى بعد وفاتها، كشف المهندس جمال السادات، نجل الرئيس الراحل أنور السادات، لأول مرة عن اللحظات الأخيرة في حياة والدته السيدة جيهان السادات، وعن وصيتها التي طلبت تقديمها للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وصية على فراش الموت
كانت السيدة جيهان السادات طريحة الفراش، على استعداد تام للانتقال إلى مثواها الأخير حيث الراحة الأبدية، وزوجها الراحل محمد أنور السادات، لكنها كانت تتمنى أن تُدفن بجانب زوجها، وطلبت من ابنها جمال السادات، أن يسأل الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذا كان الأمر ممكنًا.
كانت هذه أمنيتها الوحيدة قبل الرحيل، لكنها في نفس الوقت ما كانت ستحزن إذا لم يتم تنفيذها، مراعاة منها لأن موقع النصب التذكاري المدفون فيه السادات، مخصص لدفن شخص واحد وليس مجهزًا لاستقبال أكثر من شخص، فهو نصب تذكاري وليس مدافن، ذلك وفقًا لتصريحات جمال السادات مع الإعلامي عمرو أديب.
اتصالات رئاسية ومحاولات تحقيق الوصية
"لا تحزنوا إذا لم يتم تنفيذ وصية والدتنا الراحلة السيدة جيهان السادات، فالأمر إذا لم يتم فهو خارج عن إرادة الرئيس السيسي لأسباب فنية أو هندسية لا دخل له بها"، كان هذا اتفاق جمال السادات مع شقيقاته، لكن فاجأهم الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد معرفته بأمر الوصية.
دون تردد أو تفكير أجرى الرئيس السيسي اتصالات عديدة من رئاسة الجمهورية خلال منتصف نفس الليلة، وحتى ساعات الصباح الأولى، ليتفاجأ جمال السادات بمكالمة من الرئيس السيسي شخصيًا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية ستقوم بتجهيز المكان ليكون جاهزًا لتحقيق أمنية والدته السيدة جيهان السادات.
"أنا واخواتي مدينون لك العمر كله وده جميل هنشيله في رقبتنا للأبد"، كان هذا رد جمال السادات على الرئيس السيسي فور إعلامه بتيسير أمر دفن والدته بجوار زوجها في النصب التذكاري.
عاوز أعمل حاجة تليق بجيهان السادات
بعد الوفاة، طلب نجل الراحلة من الرئيس الإسراع في دفن والدته عملا بمبدأ "إكرام الميت دفنه"، لكن الرئيس السيسي طلب منه التريث قليلاً، وقال له: "أنا عاوز أعمل حاجة تليق بجيهان السادات، لتكون المفاجأة بمشهد جنازة عسكرية مهيبة، يحضرها الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته وكبار رجال الدولة، لتكن الجنازة العسكرية الأولى في تاريخ مصر التي تقام لسيدة.
وسام وتكريم لم نحلم به
أهدى الرئيس عبد الفتاح السيسي للراحلة السيدة جيهان السادات وسام الكمال، وأطلق اسمها على أحد محاور القاهرة الهامة، ليؤكد جمال السادات أن إهداء والدته وسام الكمال وإطلاق اسمها على أحد محاور القاهرة الهامة هو تكريم كبير "لم نكن نحلم به".
