الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الضغوط البيئية والمناعة العصبية النفسية

الحياه من حولنا مليئة بالظروف والأحداث التى يطلق عليها الضغوط سواء كانت مهلة محدده للإنتهاء من دراسة أو إمتحان أو مشكلة عائليه أو أزمه مالية مؤقته ، وبالتاكيد هى عوامل تهدد صحتنا النفسيه والجسديه أيضاً ، وحتى الأحداث الساره فى حياتنا مثل إنتظار مولود جديد أو الترقيه لوظيفه أعلى او التخطيط لإقامة حفل أو مؤتمر كبير قد تسبب ضغطاً ، ولكن الأحداث السلبيه تؤدى لعواقب وتداعيات سلبيه أكثر من الأحداث الإيجابيه 
ونعلم جميعاً أن الحياة اليوميه تتضمن سلسله متصله من الأحداث المتواليه تتمثل فى إدراك التهديدات والمخاطر والتعرض للسخافات ولكن سرعان ما نتكيف مع تلك الضغوطات ونتعامل معها اولاً بأول حتى لا تتراكم وتكون ما يعرف بزملة الضغط العام وهذا يتوقف على حجم وشده ومدة ونوع الضغط ومصدره وفى النهايه نحاول بكل الطرق حسب درجة الوعى والإدراك والمهارات التى نمتلكها للتغلب على الضغط حتى لايؤدى الى ردود أفعال حيوية ونفسيه تنتج عنها مشكلات صحيه .
وبعيدا عن الضغوط الكارثيه والأحداث الصادمه الكبيره التى تحدث نتيجه عوامل خارجه عن السيطره والتحكم وفجائيه ، نجد ان فئة الضغوط الشخصيه مثل وفاة شخص عزيز أوفقدان الوظيفه أوالفشل فى تجارب حب أو زواج بوجه عام تؤدى الضغوط الشخصيه الى ردود أفعال قويه وفوريه وتتلاشي فى غضون فتره وجيزه فى الغالب ويتمكن الفرد من التكيف مع الفقدان بمرور الوقت . 
وهناك الضغوط الناتجه عن الأحداث والمواقف اليوميه والمضايقات التى نتعرض لها على مدار اليوم والمتاعب الحياتيه البسيطه التى نواجهها جميعا مراراً وتكراراً على سبيل المثال تعطل السياره فجاه ، الوقوف فى طابور البنك لساعات طويله ، الإزدحام المرورى ، بعض مضايقات زملاء العمل
وهناك بعض المضايقات والضغوط طويلة الأمد ومزمنه مثل التعرض لحاله من السخط وعدم الرضا بشكل عام تجاه نوع الدراسه او العمل أو السكن فى أحياء مزدحمه او عدم التمتع بالخصوصيه أو الشعور بالتلوث بشكل مستمر فى منطقة السكن 
وعلى الرغم من ان المتاعب الحياتيه اليوميه لا تتطلب جهداً كبيراً من التكيف الا انها تؤدى بالتأكيد الى إنفعالات مزعجه وتقلبات مزاجيه سلبيه ونجد أن تراكم وشده ومده الأحداث والمواقف اليوميه وإستمراريتها تؤدى الى أعراض نفسيه ومشكلات صحيه منها الأنفلونزا وإحتقان الحلق وألام الظهر ، وعلى العكس نجد أن التمتع بمعنويات إيجابيه والشعور بالسعاده والراحه وإعتدال المزاج والتمتع بالصحه الجيده يؤدى الى التغلب على المتاعب الصحيه 
ووجد الباحثون وإختصاصيو علم النفس الصحه أن الضغط يقلل استجابة جهازالمناعه ممايتيح للجراثيم التى تسبب نزلات البرد ان تتكاثر بسهولة او يسمح للخلايا السرطانيه أن تنتشر بسرعه أكبر 
وأجد أننا فى مصر نحتاج لإستراتيجيات على المستوى الفردى الشخصى لكل منا وعلى المستوى الجمعى للتعامل مع الضغوط سواء كانت ضغوط كارثيه ضخمه او ضغوط شخصيه او ضغوط الحياه اليوميه المعتاده لكى نحيا حياه صحيه ونحافظ على صحتنا النفسيه والجسديه والمناعيه ونضمن لأولادنا بيئة صحيه تمكنهم من التعامل مع الضغوط بشكل إيجابي فعال والتعامل معها أول بأول لخلق مجتمع صحى 
من خلال تعلم كيف ندير إنفعالاتنا بالتركيز على الجانب الإيجابي المشرق فى الحدث أو الموقف وقبول مسانده الأخرين وخلق نسيج إجتماعى إيجابي من حولنا ، نتعلم كيف نضع خطط للتعامل مع الضغوط ونجزء الموقف الضغاط الى أجزاء صغيره حتى يسهل علينا مواجهة الموقف ، ممارسه النشاط البدنى بصفه مستمره للتخلص من الطاقة السلبيه وشحن الطاقه الإيجابيه ، تنوع مصادر وأدوات الإستمتاع بوقت إيجابي مفيد ، تعلم الإسترخاء البدنى والذهنى لشحن الطاقه الجسديه والنفسيه ، ممارسه هوايات جديده وتعلم أنشطه بناءه ، الرياضه العقليه تفتح مسارات بالذهن وتفجر طاقات داخليه تمكن الإنسان من التعامل بشكل إيجابي مع الضغوط والصراعات التى تواجهه والتغلب عليها أول بأول ، وللحديث بقيه …..
 

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط