الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من العصر الفاطمي حتى الآن.. تطور حلاوة المولد.. وسر "العروسة"

حلاوة المولد
حلاوة المولد

تشتهر شراء حلاوة المولد  منذ قديم الأزل ، وكانت مرتبطة لدينا بالعروسة الحلاوة، ومن قبلها الحصان الحلاوة ، ونجد أن الآباء يسارعون لشراء حلاوة المولد لأطفالهم للاحتفال بالمولد النبوي، ويبدأ بيع حلوى المولد في جميع الشوارع بنصب صوانات لبيع مختلف أنواع وأشكال حلوى المولد بأسعار متفاوتة تناسب الجميع.

ولا يقف شراء حلاوة المولد عند إحياء المناسبة الدينية بكل ما هو ديني فقط، لكنه يتجاوز ذلك إلى عادات متوارثة لدى المصريين لها أصول وجذور تاريخية؛ حيث أن الاحتفال بالحلوى نفسه هي عادة مصرية متفردة غير موجودة في أي من الدول الإسلامية الأخرى.

ونجد أن أشهر مكونات علبة حلاوة المولد السمسمية والفولية والبندقية، لكن المظهر الاحتفالي الأبرز في المولد النبوي يتمثل في العروسة والحصان، حيث يتهادى بهما المصريون في المولد النبوي الشريف.

 

حلاوة المولد 

 

أصل حلاوة المولد 

 

وأرجع خبراء التراث أن تاريخها يعود إلى الفاطميين الذين ارتبطت كل المظاهر الاحتفالية في مصر بعهدهم مثل حلاوة المولد وفانوس رمضان والكنافة والقطايف وغيرها.

وتشير روايات الأثر إلى أن أحد خلفاء الدولة الفاطمية، فكر أن يشجع جنوده بتزويجهم من عرائس جميلة وذلك مكافأة لهم على انتصاراتهم، حتى أصبحت عادة في كل عام أن يقوم ديوان الحلوى التابع للخليفة بصناعة عرائس جميلة من الحلوى، لتقديمها كهدايا إلى القادة المنتصرين وإلى عامة الشعب والأطفال. 

وقدم نابليون بونابارت على رأس الحملة الفرنسية إلى مصر كانت الظروف الاقتصادية والسياسية في مصر تحول دون الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأحب نابليون أن يتودد إلى المصريين ويعيد الى الشوارع بهجتها في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويستعطف الشعب المصري الذي ثار عليه بعد تجاوزه في حق معتقداتهم الدينية واقتحامه للجامع الأزهر، مما جعله يلجأ لحيلة حلاوة المولد.

واستدعى نابليون الشيخ البكري نقيب الأشراف وأعطاه مبلغا من المال وطلب منه أن يصنع حلوى المولد النبوي ويوزعها على المصريين وأن يعيد للشوارع بهجتها بالاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

 

 

سر عروسة المولد


 

أما عروسة المولد فقد ظهرت في العصر الفاطمي أيضًا، واختلفت الروايات حول القصة وراء ابتكارها، ومن ضمن الروايات أنها صنعت استنادًا إلى زوجة الحاكم بأمر الله التي كانت تخرج معه في يوم المولد النبوي، فقام صناع الحلوى بتشكيل عروس تشبه زوجة الحكام.

 

ومنذ أن ظهرت حلوى المولد في العهد الفاطمي كانت تقتصر على أربعة أو خمسة أنواع فقط، لكنها كانت تصنع جميعها من السكر والعسل والمواد الجيلاتينية، ومع مرور العصور والأيام تطورت صناعتها بشكل كبير وأبدع المصريون في إضافة أنواع أخرى بأشكال وألوان وأطعمة مختلفة.

وتعتبر الرواية الأشهر عن حلاوة المولد أن الحاكم بأمر الله، كان يحب أن تخرج إحدى زوجاته معه فى يوم المولد النبوي، فظهرت في الموكب بثوب ناصع البياض وعلى رأسها تاج من الياسمين، فقام صنّاع الحلوى برسم الأميرة والحاكم فى قالب الحلوى على هيئة عروس جميلة، و فارسا يمتطي جواده؛ حيث أمر الحاكم بأمر الله أن تتزامن كل أفراح الزواج وعقد القران مع مولد النبى، وهو ما يفسر سر العروس التى تُصنع فى موسم المولد بشكلها المزركش وألوانها الجميلة.

 

حلاوة المولد 

 

تطور عروسة المولد

 

وكانت شكل عروسة المولد عبارة شكل عروسة مصنوعة من السكر، إلا أن تطور الأمر إلى عروسة مصنوعة من البلاستيك ترتدي فستان مزخرف وتاج، ويرجع ذلك إلى ان الحاكم بأمر أمر ان يتزامن شكل عروسة المولد وعقود القران مع مولد النبي .

 وفى رواية أخرى أشار أحد المؤرخين إلى أن الحاكم بأمر الله قرر منع إقامة احتفالات الزواج إلا فى المولد النبوى، لذلك ابتكرت عروسة مصنوعة من الحلوى وكان ذلك يعد بمثابة إعلان عن قرب موسم الزواج، ولذلك كان يحرص أهل العروسين على صناعة أشكال جديدة من الحلوى للعروسة بحيث تكون عروسة وحلوى المولد هدية أهل العريس للعروس.

 

حلاوة المولد 

 

مراحل تصنيع عروسة المولد


وتمر عروسة المولد  بمراحل مختلفة فى التصنيع بدءًا من عمل القوالب الخشبية حسب الأوزان المطلوبة وصب السكر بداخلها لتدخل مرحلة الغليان،  ثم الانصهار داخل القوالب حتى تزين العروس بالفستان المزخرف المصنوع من أوراق كروشيه فضفاضة ملونة بالألوان الأحمر والأخضر والأصفر، مدبسة بدبابيس، ثم يضاف إليها تاج مصنوع من الورق الملون وأعواد الخشب لتثبيت التاج، وتزين وجهها بألوان كأنها تضع مكياجًا، وتلوين شعرها باللون الأسود أو أي لون آخر .