الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قتل واغتصاب بأسلاك شائكة.. علماء فيروسات يتلقون تهديدات مروعة بسبب كورونا

علماء فيروسات يتلقون
علماء فيروسات يتلقون تهديدات مروعة بسبب كورونا

لم يخطر ببال بعض علماء الفيروسات أن مواقفهم وتصريحاتهم عبر وسائل الإعلام حول فيروس كورونا واللقاحات المضادة له قد تجر عليهم مشكلات جسيمة، وصلت في بعض الحالات إلى التهديد بالقتل والاغتصاب.

أحد هؤلاء العلماء هو البلجيكي مارك فان رانست، الذي لم يعلم عندما حدّد إجازته إلى بعد ظهر 17مايو أنه بذلك قد أنقذ حياته.

تهديد من اليمين المتطرف

وكان فان رانست، ضحية تهديدات رجل عسكري من اليمين المتطرّف اسمه يورجن كونينجز فرّ بعد ملاحقة الشرطة له، وعُثر عليه في 20 يونيو، مقتولًا برصاصة أنهى حياته بها. وكان في سيارته أربع قاذفات صواريخ وذخائر. وكشف التحقيق لاحقاً، أنه كان قرب منزل فان رانست، يوم 17مايو.

وبحسب إذاعة "دويتشه فيله"، يروي عالم الفيروسات أن سيارة كونينغز "كانت مركونة في الشارع، بحسب كاميرات المراقبة وكان ينتظر عودتي". ويتابع "ما لم يكن يعلمه هو أنني أخذت نصف يوم إجازة للمرة الأولى منذ 18 شهراً. فكنت في المنزل". ووُضع فان رانست، وعائلته بحماية الشرطة، وكان عليهم ان يسكنوا عدة أماكن سرية طيلة شهر تقريبا.

أصبح فان رنست، وجهاً إعلامياً، خلال الأزمة الصحية ومصدر غيظ لمناهضي التلقيح ضد كورونا. ويوضح "لدي ملف ضخم يضم نحو 150رسالة تهديد بعضها بسيط. يُقارنونني بهتلر أو منغليه (طبيب نازي) وبعضها تهديدات بالقتل".

تكرار مضايقة العلماء

وليس فان رنست العالم الوحيد الذي تلّقى هكذا تهديدات، فقد نشرت مجلة "نايتشر" الطبية، نتائج استطلاع شمل 321 عالما، تحدّثوا عن فيروس كورونا في الإعلام ومعظمهم من المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا. وبيّنت النتائج أن غالبًا ما تلقى هؤلاء تهديدات وتعرّضوا للتنمّر. ولم يتعرّض إلّا ثلث المستطلعين فقط لتبعات سلبية لحديثهم العلني عن كوفيد-19.

وقال أكثر من نصف المستطلعين أنه تمّ التشكيك بمصداقيتهم، بعد ظهورهم الإعلامي. فيما أكّد 15 في المائة منهم، أنهم تلقوا تهديدات بالقتل.

وقالت المتخصصة الفرنسية بالأمراض المعدية كارين لاكومب، "كان ذلك عنيفاً جداً، لم أتعرّض قط لهكذا عنف". شاركت لاكومب بكتابة رسالة في ديسمبر 2020 في مجلة "ذا لانسيت"، تدين فيها المضايقات التي تتعرض لها العالمات. وبالتزامن مع تحول لاكومب إلى شخصية إعلامية مع بدء الجائحة، بدأت تتعرض لهجمات عندما اعترضت على ترويج، الطبيب ديدييه راول لاستخدام الهيدروكسي كلوروكوين كعلاج لمحاربة الفيروس.

وتذكر أنه "منذ ذلك الوقت، خرجت الأمور عن السيطرة". وتتابع "تلقيت شتائم في الشارع. وصلتني في رسائل مجهولة المصدر، تهديدات بالاغتصاب بالأسلاك الشائكة، أشياء من هذا القبيل. كانت فترة صعبة جدًا". وتُضيف "في أحد الايام وصلتني ألف رسالة إلكترونية فيها النص نفسه، وفي بداية الرسالة وضع بعض الأشخاص، جملة شخصية مهينة جدًا. إن التكرار هو الذي يثير الجنون".

وتشكّل لاكومب جزءاً من مجموعة من الأطباء والعلماء المعروفين بمكافحتهم للمعلومات المضللة عن كورونا والذين استنكروا في أوائل سبتمبر الإهانات والتهديدات التي تعرضوا لها منذ أشهر، متهمين القضاء والسياسيين باللامبالاة. وتقول بأسف "لم أعد أتقدّم بشكاوى" وإنها تشعر أنها "مستنزفة نفسياً" وبأنها "أصيبت بنوع من الإجهاد اللاحق للصدمة".

وتوضح "لم أعد إلى المنزل طيلة عدة أيام لأنني قلت لنفسي إن أناساً سيكونون بانتظاري هناك". ومن أجل "اتخاذ خطوة إلى الوراء"، اعتمدت لاكومب على "علماء نفس على دراية بآلية المضايقات عبر الإنترنت" و"المجموعات التي تحارب الكراهية والتضليل عبر الإنترنت".

وتقول "عززت قناعاتي"و"إنهم يريدون إسكاتنا ويجب ألا نستسلم لهذا الابتزاز". أمّا فان رانست، فرأيه مشابه "لست أكثر حذراً ولا أزال أعارض الرسائل المناهضة للتلقيح أو المعلومات المضللة، وإلّا فسيربحون".