مطالب بتوقيع مصر علي إتفاقية حظر قنابل الغاز

عقدت نقابة الصحفيين مساء اليوم ندوة في إطار الدعوة لانضمام مصر للاتفاقية الدولية لمنع إستخدام قنابل الغاز شارك فيها عدد من الحقوقيون والاطباء مطالبين المجلس الاعلي للقوات المسلحة والحكومة بسرعة الكشف عن اللهو الخفي المتسبب في مختلف الإحداث الاخيرة فى محمد محمود ومجلس الوزراء .
كما طالب الحضور المجلس العسكري بتقديم المسئولين عن استخدام تلك الغازات للمحاكمة ، مشيرين إلي ان اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وقعت عليها معظم الدول باستثناء خمس دول هي أنجولا وسوريا والصومال وكوريا الشمالية ومصر.
وإنتقد عصام شيحة المحامي وممثل المنظمة المصرية لحقوق الانسان ، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد ، كثرة الحديث خلال الايام الماضية عن احترام اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وعدم الحديث عن الامر الهام وهو احترام المواطن المصري وحقه في التظاهر السلمي ، مطالبا بتدشين "حملة لحظر المواد الكيماوية فى فض التظاهر السلمى والاعتصام "، مشيرا إلي أن استخدام القنابل المسيلة للدموع كان مخالفا لكل الاعراف والمواثيق الدولية.
وطالب شيحة بسرعة مصادرة أموال رموز النظام السابق وكذلك المساحات الشاسعة من الاراضي والمصانع التي تم تخصيصها بالمخالفة للقانون وتوجيهها إلي صندوق لرعاية اسر الشهداء والمصابين ، قائلا "اذا انتظرنا المحاكمات الطبيعية فلن ترجع اي أموال سواء اليوم او الغد وهناك العديد من التجارب السابقة في عدد من الدول التى لم تعود اموالها مرة اخرى.
وأكد شيحة ،أن أي شخص من المصابين يمكنه الحصول علي تعويض كبير من القضاء في حال قيامة برفع دعوي قضائية بشرط وجود تقرير طبي يثبت اصابته باحد الامراض نتيجة التعرض للغاز ووجود شهادين بانه كان متظاهرا سليما .
وقال الدكتور غريب فاوى محمد أستاذ المخ والأعصاب ورئيس قسم المخ والاعصاب بكلية طب جامعة سوهاج و عضو الأكاديمية الأمريكية للأعصاب إن قنابل الغاز التي تم استخدامها في أحداث محمد محمود خلال شهر نوفمبر الماضي محرمة دولياَ ومنتهية الصلاحية وانها تودي الي الاصابة بالسرطان علي المدي البعيد فضلا عن أنها قد تودي للوفاة ،واصفا تلك القنابل بالسم البطيء"
وأكد فاوى ، ان هناك 4 حالات وفاة فى يوم واحد في مستشفي قصر العيني بسبب قنابل الغاز ، مشيراً الي ان هناك اكثر من 20 نوعا لقنابل الغاز منهم سي إس وسي ار ، مطالبا بضرورة الاخذ بحقوق الذين استشهدوا واصيبوا بسبب هذه الغاز .
وأضاف ان قنابل سي اس تتفاعل مع الرطوبة الموجودة على الجلد وفي العينين، وتسبب الشعور بالحرقان وإغلاق العينين على الفور بقوةً مع سيلان الدموع من العينين و المخاط من الأنف، والسعال، حرقان في الأنف والحلق و فقدان التركيز، والدوار، وصعوبة التنفس و حروقاً في الجلد في المناطق المرطبة بالعرق أو في حالة التعرض للشمس الحارقة وقد يستمر هذا الاحساس لمدة ساعات ، كما يتسبب في حدوث سعال شديد وقيء في حالة استخدامه بجرعات عالية التركيز كما انه يتسبب في أذى شديد للرئتين، وقد يؤثر أيضاً تأثيرات بالغة على القلب والكبد ، كما تربط العديد من الدراسات بين التعرض لغاز سي إس وبين حدوث الإجهاض، وهو ما يتفق مع ما ورد في تقارير سابقة عن تسببه في إحداث خلل في كروموسومات الخلايا مشيرا الي ان هناك احتمال واضح لأن يساهم مثل هذا التعرض لغاز سي إس في إحداث الوفاة، بل ويمكن أن يتسبب فيها بشكل مباشر".
واكد ان الشرطة في مناطق عديدة من العالم تستخدم غاز سي إس كوسيلة لشل حركة المهاجمين أو المتظاهرين غير السلميين .
بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وقعت معظم الدول على هذه المعاهدة سنة 1993 ، وفي الفترة بين 1994 و1997 كانت جميع دول العالم قد وقعت عليها باستثناء خمس دول هي أنجولا وسوريا والصومال وكوريا الشمالية ومصر.
واشار الي النوع الاخر الذي تم استخدامه من الغاز هو سي آر ويتسبب في تهيج شديد للجلد، وخاصة حول المناطق الرطبة من الجسم، وتشنج في الجفن يتسبب في حدوث عمى مؤقت، سعال وصعوبة في التنفس وهلع ، كما يمكن أن ينتج عنه شلل فوري و يشتبه في كون مادة سي آر مادة مسرطنة، وهو سام في حالة ابتلاعه والتعرض له على حد سواء ولكن بدرجة أقل من غاز سي إس، وقد يتسبب في الوفاة في حالة التعرض لكميات كبيرة منه، وهو ما يمكن أن يحدث خاصةً في الأماكن سيئة التهوية، حيث يمكن أن يستنشق الشخص جرعة مميتة منه خلال دقائق معدودة.
واتهم الشرطة المصرية باستخدامه بشكل مكثف في قمع مظاهرات ميدان التحرير التي اندلعت في نوفمبر 2011 رغم أن الولايات المتحدة المستورد منها لا تستخدم هذا الغاز في مكافحة الشغب بسبب الشكوك التي دارت حول كونه مادة مسرطنة، كما يصنفها الجيش الأمريكي حاليا كسلاح كيماوي قتالي يتسبب في آثار جانبية خطيرة على البشر و فى1993 فى معرض الاسلحة الكيماوية بباريس تم اعتبار ان غاز س ار من المواد المحظور والممنوع استخدامها نهائيا فى المظاهرات السلمية ، مشيرا الي ان مصر تستورد 21 طناً من قنابل الغاز المسيلة للدموع من أمريكا .