الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

300 ضربة جوية لقوات الاحتلال في 10سنوات|طائرة إسرائيلية تغير على القنيطرة السورية

أرشيفية
أرشيفية

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، بأن طائرة إسرائيلية استهدفت بصاروخين عناصر من قوات النظام وحلفائه عند أطراف مدينة البعث وقرية الكروم في محافظة القنيطرة.

وأضاف المرصد السوري، أن الاستهداف تسبب في خسائر مادية، ولم ترد معلومات حتى اللحظة عن حجم الخسائر البشرية.​

الضربات الجوية الإسرائيلية

ووفقا للمرصد السوري، تكررت الضربات الجوية الإسرائيلية على أهداف داخل الأراضي السورية، منذ انطلاق الثورة السورية، «15 مارس 2011».

ووصلت الضربات الجوية الإسرائيلية إلى أكثر من (250 _ 300) ضربة جوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت خلالها مئات الغارات الجوية التي استهدفت مئات العناصر من مختلف الجنسيات، إضافة إلى تدمير كثير من المواقع، كانت أغلبها مواقع تتبع لإيران.

وقال المرصد السوري، إن تعداد الضربات والإعلام عنها لاحقا، لم يكن مخفيا، ولطالما تباهت بها القيادة الإسرائيلية على لسان قادتها ومسؤوليها، بـ تصريحاتهم الإعلامية، وخاصة رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، وإن كانت إسرائيل بشكل عام تفضل عدم الاعتراف بالضربات الجوية ساعة وقوعها، تجنبا لإحراج قانوني في مجلس الأمن، أو لعدم إحراج أعدائها وإجبارهم على الرد.

ولفت المرصد السوري، أن  الغارات الجوية الإسرائيلية، نُفذ 97% منها ليلا، من دون أي أعمال وضربات جوية نهارا، وبالطبع، يعود هذا الأمر لتعهد وتوافق روسي – إسرائيلي، بأن تكون الضربات الجوية الإسرائيلية ليلا، لعدم عرقلة عمل الطيران الروسي في الأجواء السورية نهارا، ولمنع تشكيل أخطار متبادلة على الطرفين.

بينيت يبلغ بوتين استمرار الغارات

وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن «إسرائيل ستواصل غاراتها في سوريا».

وذكر الموقع الإلكتروني الإسرائيلي «i24news»، أن بوتين طالب بينيت بأن تتفادى الغارات الإسرائيلية على سوريا «البنى التحتية ورموز النظام»، معربا عن رغبته في «إقامة طاقم مشترك» بين موسكو و«تل أبيب»؛ لمواجهة خطر الطائرات المسيرة.

وأفاد بأن الرئيس الروسي، اقترح تبادل المعطيات بشأن الأوضاع في المنطقة، معربا عن قناعته بأن هذا الأمر سيكون مفيدًا جدا.

واستمر الاجتماع، الذي عقد بين بوتين وبينيت الجمعة، أكثر من خمس ساعات في مدينة سوتشي الروسية، حيث بحث الطرفان ملفي سوريا وإيران، بالإضافة إلى الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية، بحسب وكالة "تاس" الروسية.

وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، أن المحادثات الأولى بين الجانبين كانت «طويلة وبناءة وسرية للغاية»، مشيرا إلى أنها عقدت «في جو من العلاقات الحارة».

من جهته، وصف وزير البناء الإسرائيلي زئيف إلكين، الذي رافق بينيت المحادثات بأنها «ناجحة» و«مهمة للغاية».

علاقات فريدة ومصالح مشتركة 

من جانبه وصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العلاقات بين بلاده وإسرائيل بأنها «فريدة»، مؤكدًا أن هناك «مصالح مشتركة» بين البلدين خاصة فيما يتعلق بالملف السوري.

في الوقت الذي صرح فيه رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت، بأنه بحث مع بوتين في اجتماع سوتشي الأوضاع في سوريا، قائلاً إن «الروس هم جيراننا من جهة الشمال إلى حد ما، فمن المهم أن ندير الأوضاع الحساسة والمعقدة الموجودة هناك بسلاسة وبدون أي خلل».

وفي هذا الصدد، كشفت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، أن اجتماع سوتشي شهد اتفاقا بين بوتين وبينيت، على المضي في تطبيق ما يسمى «آلية خفض النزاع» الرامية إلى الحؤول دون اشتباك القوات الإسرائيلية والروسية في سوريا.

ونقلت الصحيفة عن وزير الإسكان الإسرائيلي زئيف ألكين، الذي رافق بينيت في زيارته، قوله إن المباحثات تمحورت حول الحفاظ على الإستمرارية في العلاقات بين البلدين، بعد تسلم بينيت رئاسة الوزراء خلفاً لبنيامين نتنياهو في رئاسة الوزراء في وقت سابق من العام الجاري.

وبحسب ألكين، فإن ذلك يشمل التأكد من استمرار عمل البلدين على تجنب الصدام فوق سوريا، حيث تعتبر روسيا الداعم الأساسي للحكومة السورية، بينما تشن إسرائيل حملة جوية منذ مدة طويلة، مستهدفة المقاتلين الموالين لإيران هناك.

وقال ألكين إنه كانت هناك مباحثات «موسعة» في ما يتعلق بالوضع في سوريا بهدف «ضمان آلية التنسيق»، مضيفا: «قدم رئيس الوزراء وجهة نظره حول الطرق الكفيلة بوقف الاندفاعة النووية لإيران وكذلك لتمركزها في سوريا...وتقرر الحفاظ على السياسات المعمول بها حيال روسيا بالنسبة إلى الغارات على الأراضي السورية».

روسيا لاعب مهم في المنطقة

وكتب بينيت على صفحته في فيسبوك، إن «روسيا لاعب مهم في منطقتنا، وبناء على ذلك فإن علاقتنا بروسيا إستراتيجية، ولكنها مهمة أيضاً على صعيد يومي، ونحن بحاجة إلى الحفاظ على الحوار المباشر والودي».

يشار إلى أن لقاء سوتشي هو الأول الذي يجمع الرئيس الروسي برئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت منذ تولي الأخير منصبه خلفا لبنيامين نتنياهو في 13 يونيو الماضي.

وعادة لا يناقش المسؤولون الإسرائيليون المدى الكامل للتنسيق، لكنهم يؤكدون أن «الجيش الإسرائيلي لا يسعى إلى إذن روسي قبل شن العمليات».

وكان وضع خط خفض النزاع غير مضمون منذ عام 2018، عندما أسقطت الدفاعات الجوية السورية التي كانت تصوب على المقاتلات الإسرائيلية، طائرة عسكرية روسية، مما أسفر عن مقتل 15 شخصاً كانوا على متنها.

وردت روسيا بتزويد القوات السورية ببطاريات صواريخ إس-300 للدفاع الجوي المتطورة، التي كان يعتقد أنها «ستعيق حرية العمل الإسرائيلي في الأجواء السورية».

وتحتفظ موسكو بنظام إس-400 في قواعدها بسوريا، لكنها لم توجه هذا النظام نحو الطائرات الإسرائيلية.

حرية العمل الإسرائيلي فوق سوريا

وقال محللون عسكريون إسرائيليون على القناتين الثانية عشرة والثالثة عشر، إنه خلال اجتماع سوتشي، وافق بوتين على حرية العمل الإسرائيلي فوق سوريا، لكنه طلب مزيدًا من الإنذارات المبكرة قبيل الغارات.

في السياق ذاته، كشفت «تايمز أوف إسرائيل» في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، أن روسيا تعكف على تفكيك عدة مليشيات تابعة لها وتنشط في الجنوب السوري، وذلك في إطار عملية مصالحة مستمرة في محافظة درعا.

وقالت إن الشرطة العسكرية الروسية طالبت مطلع الشهر الجاري قيادة المجموعات التابعة للواء الثامن المدعوم من قبلها في بلدات صيدا والنعيمة وكحيل، تسليم أسلحتهم لقيادة اللواء.

وفي أغسطس الماضي، نشرت مجلة «ناشونال إنترست»، تقريرا مطولا تساءلت فيه حول ما إن كانت الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا يمكن أن تؤدي إلى اندلاع حرب بين إسرائيل وروسيا.

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل مصممة على مواصلة استهداف القوات الإيرانية في سوريا، في محاولة لإبعادها عن الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، إلا أن موسكو تنشر قواتها في سوريا أيضًا، ما قد يؤدي إلى اشتباك، وربما تدخّل أمريكى فيما بعد، فيما نقلت المجلة عن مسؤول عسكري إسرائيلي قوله إن «تل أبيب وموسكو حريصتان على عدم وقوع معركة أو مواجهة عسكرية لأنها ستضر بالجانبين».

وأكد المسؤول أن «إسرائيل تسعى إلى إبعاد القوات الإيرانية من سوريا، كي لا تشكل قاعدة لها قريبة من إسرائيل، إلا أن روسيا تشكّل جزءًا من التحالف مع إيران، أما حليف إسرائيل الوحيد فهو الولايات المتحدة».