تحت ضغط من قبل الدول الأجنبية والمنظمات الإغاثة الدولية ، يصر مسؤولو طالبان على أن الأمور ستكون مختلفة بالنسبة للفتيات والنساء منذ آخر مرة سيطرت الحركة على السلطة، لافتة إلى أن بعض أشكال التعليم سيسمح لها بما في ذلك التعليم العالي وبرامج الدراسات العليا.
وسُمح بالفعل لبعض المدارس الإعدادية والثانوية بإعادة فتح أبوابها أمام الفتيات في شمال أفغانستان، حيث لعبت النساء منذ فترة طويلة دورًا بارزًا في المجتمع أكثر من السيدات بمعقل طالبان الجنوبي.
وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، يعكس القرار كيفية تشكيل الاختلافات الثقافية لسياسات حكومة أفغانستان الجديدة التي تقودها حركة طالبان في أجزاء مختلفة من البلاد
لكن العديد من الآباء والمعلمين ما زالوا يتشككون فيما تعنيه هذه الخطوة، بينما لا تزال النساء حتى الآن خارج الحكومة ومعظم الوظائف التي تواجه الجمهور .
وعلقت والدة إحدى البنات على القرار : "قد يفتحون المدارس، لكنهم يحاولون بشكل غير مباشر تدمير تعليم المرأة".
وذكرت الصحيفة أن حركة "طالبان" وضعت شروطا صعبة بالنسبة لعودة الفتيات للمدارس في مزار الشريف، ما دفع العديد من الفتيات للتخلي عن فكرة الذهاب للمدرسة.
وحسب الصحيفة، فإن وضع قواعد تفصل الفتيات والشباب في الفصول الدراسية، أدى إلى تفاقم النقص الحاد في المعلمين وهدد بإلغاء فرص التعليم العالي للفتيات.
كما رفض العديد من الآباء ذهاب بناتهم إلى المدارس، خوفا من مقاتلي "طالبان" الذين يصطفون في الشوارع، بالإضافة إلى أن بعضهم لا يرون لتعليم الفتيات قيمة في بلد أصبحت تختفي فيه فرص العمل للنساء بين عشية وضحاها.
واستشهدت الصحيفة بأن في مزار شريف ومدينة قندز ، وهي مركز رئيسي آخر في الشمال حيث أعيد فتح المدارس الإعدادية والثانوية للفتيات ، عاد أقل من نصف طالبات المدارس إلى الفصول ، كما يقول المعلمون.
ومنذ توليها السلطة في 15 أغسطس، تحاول طالبان إقناع السكان والمجتمع الدولي بأنها تغيرت وأن نظامها سيكون أقل وحشية من السابق بين عامي 1996 و2001، عندما منعت النساء من العمل أو الدراسة، وهذه الوعود التي طالبت بها الدول الاجنبية والمنظمات الأمامية من أجل تقديم المساعدات لأفغانستان.