الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الرجل الخفي .. من هو أخوند زادة؟ |زعيم طالبان وموحد التيارات الجهادية

قادة طالبان
قادة طالبان

شارك القائد الأعلى لـ طالبان، الملا هبة الله أخوند زادة، في تجمع جرى بمدرسة قرآنية، السبت، في قندهار بجنوب أفغانستان، في أول ظهور علني له منذ اختياره لقيادة الحركة في 2016.

وقالت حكومة طالبان في رسالة الأحد، إن «أمير المؤمنين الشيخ هبة الله أخوند زادة ظهر في تجمع كبير في مدرسة دار العلوم الحكيمية الشهيرة، وتحدث لمدة عشر دقائق إلى الجنود والتلاميذ البواسل»، حيث أرفقت الحكومة إعلانها بتسجيل صوتي لتأكيد المعلومات.

وفي هذا التسجيل الصوتي الذي تم توزيعه، يسمع صوت الملا أخوند زادة بشكل غير واضح وهو يتلو أدعية.

ظهور تحت حراسة مشددة

وذكر مصدر محلي أن الملا أخوند زادة، وصل إلى هذه المدرسة القرآنية في قندهار بموكب من سيارتين تحت حراسة مشددة جدا، ولم يُسمح بالتقاط أي صورة له.

وباستثناء رسائل سنوية نادرة خلال الأعياد الإسلامية، كان القائد الأعلى لـ حركة طالبان يلتزم أكبر قدر من التكتم بشأن شخصيته، وسابقا قال البعض إنه قتل، والبعض الآخر إنه مختبئ في باكستان.

وحتى الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، لم يكن أحد يعرف مكان وجوده، أو ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة، ووزعت حركة طالبان صورة واحدة فقط له يظهر فيها بلحية رمادية ومعتمرا عمامة.

وأخوند زادة لم يكن معروفا نسبيا قبل أن يتولى في 2016 قيادة الحركة خلفا للملا أختر محمد منصور، الذي قُتل في ضربة لطائرة مسيرة أمريكية في باكستان، وكان مهتما بالشؤون القضائية والدينية أكثر من المسائل العسكرية.

وكان الملا أخوند زادة، نجل رجل الدين المتحدر من قندهار مركز أراضي البشتون في جنوب أفغانستان ومهد حركة طالبان، يتمتع بنفوذ كبير داخل الحركة قبل تعيينه قائدا لها. وكان يتولى إدارة نظامها القضائي.

الحرب ضد الغزو السوفيتي 

وخلال الثمانينيات، شارك في الحرب ضد الغزو السوفيتي لأفغانستان، لكن نجمه صعد كزعيم ديني وليس عسكريا، ثم بات لاحقا من ضمن أشهر قضاة الحركة.

ومع دخول القوات الأميركية إلى البلاد عام 2001، فر إلى باكستان، ثم لم يعد يعرف مكانه إعلاميا على وجه التحديد، فقد توارى الرجل عن الأنظار.

غير أن تصدره للمرتبة الأعلى في طالبان، ليصبح زعيم الحركة المتشددة، لم يقع إلا بعد سنوات، ففي عام 2016، قتلت غارة أميركية بطائرة مسيرة محمد منصور، الزعيم الأعلى لطالبان آنذاك، حينها كان هبة الله نائبا لمنصور، فعين خلفا له.

وقد تمكن حينها من توحيد التيارات ضمن الحركة التي كانت تعيش حالة من الانقسام، بحسب ما أوضحت المتخصصة في الجماعات الإسلامية، تريشيا بيكون لصحيفة «واشنطن بوست».

كما أضافت أن صعوده كان مفيدًا جدا لـ طالبان، «إذ توحدت في النهاية تلك المنظمة حول شخصية قيادية».

صانع قرار تكتيكي يومي

أما عن دروه الحالي، فأشارت إلى أنه ليس «صانع قرار تكتيكي يومي»، وإنما هو بعيد عن التفاصيل اليومية، وبدلاً من ذلك عين نوابا يثق بهم، مثل برادار، من أجل التعامل مع الجمهور.

لكنه اليوم بات ممسكا ببوصلة «الحكم» مع سيطرة طالبان، وأصبح السلطة الأعلى للحكم في البلاد، وتتولى الحكومة شؤون البلاد.

وفور تولي أخوند زادة قيادة الحركة، أعلن أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة مبايعته وأطلق عليه لقب "أمير المؤمنين"، الأمر الذي ساهم في تعزيز صدقيته في العالم الجهادي.

وبصفته «القائد الأعلى»، يتولى أخوند زادة مسؤولية الحفاظ على الوحدة داخل الحركة الإسلامية، وهي مهمة معقدة إذ إن صراعات داخلية أحدثت شرخا في الحركة الجهادية خلال السنوات الأخيرة.

وكانت حركة طالبان أعلنت في سبتمبر، أن قائدها الأعلى يقيم «منذ البداية» في قندهار بعدما التزمت الصمت لفترة طويلة بشأن مكان وجوده.

عقد اجتماعات منتظمة

وقال حاكم قندهار الملا يوسف وفا لوكالة «فرانس برس»، الاربعاء: «نحن نعقد اجتماعات منتظمة معه حول مراقبة الوضع في أفغانستان وطريقة إدارة حكومتنا».

وأضاف أن أخوند زادة «يعطي النصائح لكل قادة إمارة أفغانستان الإسلامية ونحن نتبع قواعده ونصائح»، مؤكدا أنه «إذا كانت حكومتنا تحرز تقدما فذلك بسبب نصائحه».

وتم تنظيم ندوة في مكان سري جمعت مسؤولين كبار من حركة طالبان استمرت أياما منذ الجمعة في قندهار، وفق ما أفاد مراسل في وكالة فرانس برس.

واستولت طالبان على السلطة في أفغانستان في أغسطس بالتزامن مع انسحاب الولايات المتحدة من البلاد بعد حرب استمرت 20 عاما.

وتسعى طالبان إلى نيل اعتراف دولي بشرعية سلطتها في أفغانستان والحصول على مساعدات لتجنيب البلاد كارثة إنسانية وتخفيف الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها.