الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصراع في إثيوبيا يتصاعد .. تيجراي تزحف نحو العاصمة .. حكومة آبي أحمد تعلن الطوارئ بعد ضربة قاصمة.. وواشنطن تحتج وتلغي المعاملة التفضيلية لـ أديس أبابا

آبي أحمد
آبي أحمد

أمريكا تدعو رعاياها في إثيوبيا لمغادرة البلاد.. اعرف السبب
مبعوث بايدن للقرن الأفريقي: آمال استقرار إثيوبيا تلاشت مع وصول آبي أحمد للسلطة

أصبح رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، يعاني من ضربة قاصمة، وذلك بعد أن أعلن متمردو جبهة تيجراي، الزحف نحو العاصمة أديس أبابا، فضلا عن تهديدات أمريكا بالعقوبات بسبب الصراع في الإقليم.

وفي خضم التطورات المتصاعدة في إثيوبيا وتهديد جبهة تيجراي بالزحف نحو العاصمة عقب الاستيلاء على عدة بلدات، أعلنت الحكومة الفيدرالية في إثيوبيا برئاسة آبي أحمد، اليوم الثلاثاء، حالة الطوارئ.

وحسب وكالة "رويترز" للأنباء، حثت السلطات في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا السكان على الاستعداد للدفاع عن أحيائهم بعد أن أشارت قوات من جبهة تحرير إقليم تيجراي، التي تقاتل الحكومة المركزية منذ عام، إلى أنها يمكن أن تتقدم نحو المدينة.

وقالت إدارة المدينة في بيان نقلته وكالة الأنباء الإثيوبية، إن على المواطنين تسجيل أسلحتهم والتجمع في أحيائهم.

وأضاف البيان أن عمليات تفتيش من منزل إلى منزل جارية وتم اعتقال مثيري الشغب، لافتًا: "يمكن للسكان التجمع في مناطقهم وحماية محيطهم. يُنصح أولئك الذين لديهم أسلحة ولكن لا يمكنهم المشاركة في حماية محيطهم بتسليم السلاح إلى الحكومة أو أقاربهم أو أصدقائهم المقربين".

جاء النداء بعد أن قالت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي إنها استولت على عدة بلدات في الأيام الأخيرة وقالت إنها تفكر في السير نحو أديس أبابا، على بعد حوالي 380 كيلومترًا (235 ميلاً) إلى الجنوب من مواقعها الأمامية.

وتجول الناس في أنحاء العاصمة كالمعتاد اليوم الثلاثاء، وقالت امرأة إنها لم تسمع بأحدث التوجيهات.

عقوبات أمريكية

أعلنت وكالة "رويترز" للأنباء أن الولايات المتحدة الأمريكية تخطط لإلغاء المعاملة التفضيلية التي كانت تتمتع بها إثيوبيا في التجارة والرسوم الجمركية معها، وذلك على وقع الصراع في تيجراي والانتهاكات المتواصلة التي تمارسها حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد في حق شعب الإقليم.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في رسالة إلى الكونجرس إنه يعتزم إنهاء مشاركة إثيوبيا في قانون النمو والفرص فى أفريقيا "أجوا"، وهو برنامج يتيح لإثيوبيا تصدير المنسوجات والسلع الأخرى إلى واشنطن بدون رسوم جمركية.

وأشار بايدن في رسالته إلى "الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل إثيوبيا في حق تيجراي"، لافتا إلى أن أديس أبابا حصلت على العديد من الفرص لتجنب هذا التعليق.

وقالت الحكومة الإثيوبية إن هذه الخطوة ستؤثر على الآلاف من شعبها الذين يعتمدون على وظائف النسيج في البلاد.

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال مسؤولون كبار بإدارة بايدن، اليوم الثلاثاء إن إثيوبيا ستفقد قانون "أجوا" بسبب انتهاكات حقوق الإنسان ما لم تتخذ خطوات بشأن إنهاء الصراع الجاري في تيجراي وتخفيف الأزمة الإنسانية بحلول عام 2022.

وذكر المسؤولون "على الحكومة الإثيوبية أن تتخذ إجراءات عاجلة بحلول الأول من يناير من أجل البقاء في البرنامج، الذي يمنح الدول الأفريقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى المؤهلة إدخال منتجاتها معفية من الرسوم الجمركية إلى السوق الأمريكية".

تهديد أمريكي

من جانبه، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى القرن الأفريقي جيفري فيلتمان إن استمرار الصراع في إثيوبيا له تداعيات كارثية على المنطقة، مؤكدا ضرورة توصل أديس أبابا لاتفاق مع مصر حول سد النهضة.

وأضاف فيلتمان في تصريحات صحفية، أن الولايات المتحدة منزعجة من تدهور الوضع الإنساني في شمال إثيوبيا، داعيًا جميع أطراف الصراع إلى إيجاد سبل لوقف التصعيد، والسماح بدخول المساعدات.

وتابع أن واشنطن ترى علامات على مجاعة قريبة، وأن القيود الحكومية تمنع في أغلب الأحوال وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.

وهدد المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي بفرض عقوبات على مؤججي الصراع في إثيوبيا، موجهًا الدعوة إلى حكومة آبي أحمد إلى تبني نهج الحوار مع إقليم تيجراي.

وأكد أن كل الآمال التي سادت لعودة الهدوء إلى إثيوبيا بدأت تتلاشى وتتبدد مع وصول رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد إلى السلطة.

وأشار: "أبلغت المسؤولين الإثيوبيين أن علاقاتنا مع أديس أبابا على مفترق طرق وكذلك علاقاتها مع الأسرة الدولية بسبب الحرب والفظائع في إقليم تيجراي".

وأضاف “كل الآمال التي سادت بعد وصول آبي أحمد لرئاسة الوزراء بدأت تتلاشى وتتبدد”.

وتابع “القوات الحكومية الإثيوبية تستخدم في الحرب ضد جبهة تحرير تيجراي طائرات مسيرة يصنعها خصوم للولايات المتحدة”.

وأردف قائلا: “نعارض أي تحرك لجبهة تحرير تيجراي نحو العاصمة الإثيوبية أو أي أراض جديدة وندعو الأطراف للدخول في مفاوضات حقيقية”.

واعتبر فيلتمان أن استخدام الغذاء كسلاح حرب في تيجراي يمكن أن يرقى إلى جريمة حرب، مؤكدا استعداده للسفر إلى أديس أبابا في أي وقت لاستئناف الحوار والعمل مع مبعوث الاتحاد الأوروبي والقادة الآخرين.

واعتبر المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي أن توسيع نطاق الحرب في تيجراي أمر متوقع لكنه غير مقبول، مضيفا "هناك تقارير موثقة بشأن فظائع ارتكبتها قوات الدفاع الإثيوبية والإريترية وقوات إقليم تيجراي.

فيما حذرت السفارة الأمريكية في إثيوبيا، اليوم الثلاثاء، رعاياها من تردي الأوضاع الأمنية في إثيوبيا.

وقال السفارة الأمريكية في بيان: "تدهورت البيئة الأمنية في إثيوبيا بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية مع استمرار تصعيد النزاع المسلح والاضطرابات المدنية في أمهرة وعفر وتيجراي وتم تقييد جزء كبير من الطريق السريع A2 الذي يربط أديس أبابا بالمدن الواقعة إلى الشمال من قبل السلطات الفيدرالية، ما أدى إلى اضطراب المسافرين الذين تقطعت بهم السبل ونتج عن ذلك بيئة سفر غير مسموح بها بشكل عام".

وأضاف البيان "يُحظر حاليًا على موظفي السفارة الأميركية السفر خارج حدود مدينة أديس أبابا، كما نقترح بشدة أن يعيد المواطنون الأميركيون النظر في جدية السفر إلى إثيوبيا، وأن يفكر  الموجودون حاليًا في إثيوبيا في اتخاذ الاستعدادات لمغادرة البلاد".