الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بكين تستعد للطوارئ.. لماذا تدعو الحكومة الصينية الشعب إلى تخزين احتياجاته؟

صدى البلد

أثار بيان صادر عن الحكومة الصينية، يطالب الشعب بتخزين بعض الضروريات، والسلع نقاشًا وقلقًا عبر الإنترنت.

وحسب صحيفة «بلومبرج» الأمريكية، فقد زادت التكهنات بشأن الدعوة الحكومية، حيث قال البعض إنها تأتي استعدادا لموجة أكثر شراسة من فيروس كورونا، وقال آخرون إن معلومات لدى السلطات عن فيروس آخر سينتشر خلال الشتاء، فيما ربط آخرون الدعوة بالتوترات المتصاعدة مع تايوان.

 

وزارة التجارة تحث المواطنين على التخزين

 

ووفقا لبيان صادر عن وزارة التجارة الصينية، فقد حثت السلطات المحلية على استقرار الأسعار وضمان الإمدادات من الضروريات اليومية، بما في ذلك الخضار هذا الشتاء والربيع المقبل، كما تم تشجيع الأسر الصينية على تخزين كمية معينة من الضروريات اليومية استعدادًا لأشهر الشتاء أو حالات الطوارئ، خاصة أن الإشعار مشابهًا للإخطار الذي صدر في نهاية سبتمبر الماضي، قبل أسبوع العطلة في بداية أكتوبر، الذي طلب من الحكومات المحلية ضمان الإمدادات الغذائية واستقرار الأسعار خلال فترة الراحة.

 

لماذا قد ترفع الصين حالة الطوارئ؟

وزارة التجارة الصينية لم تقدم أي سبب لحالة الطوارئ التي قد يتم فرضها، لكن وفقا لصحيفة "بي بي سي" البريطانية، فمطلب الصين من مواطنيها بتخزين الإمدادات الأساسية جاء وسط عمليات الإغلاق المستمرة في البلاد بسبب فيروس كورونا، ومخاوف بشأن نقص إمدادات الخضروات بعد أن دمرت الأمطار الغزيرة غير المعتادة المحاصيل هذا العام، وأدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.

فيما ذكرت وكالة "رويترز"، نقلا عن مراسليها، أن التوجيه الصادر من وزارة التجارة أثار بعض المخاوف على منصات السوشيال ميديا الصينية، من ارتباط حالة الطوارئ بالتوتر المتزايد مع تايوان.

 

مسئولون يحاولون احتواء مخاوف الشعب 

لم يحدّد الإعلان سبب الدعوة أو ما إذا كان البلد مهدّدا بنقص الغذاء، وحاولت صحيفة "إيكونوميك دايلي" اليومية، المدعومة من الحزب الشيوعي، تهدئة مخاوف رواد التواصل الاجتماعي، داعية إياهم لعدم المبالغة في الخوف، وأكدت أن الغرض من التوجيه "التحذير فقط".

وردًا على التكهنات التي أدت إليها الدعوة عبر الإنترنت، حاول مسؤول في وزارة التجارة تهدئة المخاوف، حيث قال تشو شياو ليانغ، المسؤول الكبير في وزارة التجارة، في مقابلة مع محطة "سي سي تي في" الحكومية: "إمدادات الضروريات اليومية كافية في كل مكان ويجب ضمان الإمداد بالكامل".

 

ارتفاع أسهم شركات تصنيع المواد الغذائية

أدت الدعوة إلى تخزين السلع لارتفاع أسهم شركات تصنيع المواد الغذائية في البر الرئيسي للصين وهونغ كونغ، حيث قفزت شركة فو جيان أنجوي للأغذية بنسبة 9.2%، وارتفع سهم شركة تصنيع الأغذية تشين كي مينج لصناعة المعكرونة بنسبة 10% تقريبًا عند نقطة واحدة، وذكرت الصحف الصينية أن أسعار 28 سلعة غذائية ارتفعت بنسبة 16% عن الشهر السابق.

وعادة ما ترتفع أسعار المواد الغذائية في الصين مع اقتراب فصل الشتاء، لكن أسعار الخضروات ارتفعت في الأسابيع الأخيرة بسبب الطقس القاسي، الذي ضرب البلاد بشكل غير معتاد في الصيف الماضي، وأدى لحدوث فيضانات عطلت الإنتاج الزراعي.

 

مخاوف صينية من تفشٍ جديد لـ«كورونا»

قال مسؤول في قطاع الصحة الصيني، إن أحدث تفش لفيروس كورونا سيزداد انتشارا على الأرجح، بينما حثت السلطات الأقاليم جميعها على تعزيز المراقبة ودعت إلى تقليل السفر عبر الأقاليم، واحتوت الصين الفيروس إلى حد بعيد، لكنها عازمة على القضاء على أي بؤر تفش محلية متفرقة، خاصة قبيل الأولمبياد الشتوي 2022 في فبراير، حيث تأكد انتقال أكثر من 100 إصابة محليا خلال الأسبوع الماضي في أنحاء 11 منطقة إقليمية، مع ارتباط معظمها بثلاثة عشر مجموعة سياحية مختلفة.

وقال «مي فينغ» المتحدث باسم لجنة الصحة الوطنية، إن ثمة خطرا متزايدا لاتساع رقعة التفشي بفعل "عوامل موسمية"، بينما ذكر «وو ليانغ يو» نائب رئيس اللجنة، إن التفشي الحالي سببه السلالة «دلتا» شديدة العدوى، مضيفا أن عمليات التتبع أظهرت أن مصدره مختلف عن تفش سابق، مشيرا إلى أن الحالات الجديدة انتقلت من مصدر جديد من الخارج.

 

السلطات تفرض قيودًا مشددة على السفر

منعت السلطات الصينية، وكالات السفر من ترتيب رحلات عبر أقاليم تشمل مناطق تنطوي على مخاطر مرتفعة للإصابة بالفيروس، وعلقت على مستوى البلاد بعض خدمات السفر، التي تربط بين مقاصد سياحية متعددة.

وقالت العاصمة بكين، إنها ستفرض قيودا شديدة على السفر إليها من مقاطعات بها ولو حالة إصابة واحدة، خاصة أن الصين تستعد لموجة برد هذا الأسبوع، حيث من المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في بعض المناطق بما يصل إلى 15 درجة مئوية.