محافظات

بركاتك يا شيخ شيخون.. حكاية "بئر العين".. طريق السيدات للإنجاب في سوهاج.. شاهد

السبت 06/نوفمبر/2021 - 08:01 ص

مسجد وضريح الشيخ شيخون في بئر العين بسوهاج

رغم التقدم التكنولوجي والتطور الذي تشهده البلاد إلكترونيًا إلا أنه ما زال يوجد بيننا من يؤمن بالخرافات والأساطير والعادات القديمة المتوارثة، وبمحافظة سوهاج أسطورة شائعة عن "بئر العين" وما يُحدثه من تغيير أحوال السيدة العقيمة إلى أم، "ولادة" كما يطلق عليها الريفيون.

وفي قلب صحراء سوهاج الشرقية، وعلى بُعد ستة كيلو مترات من حي الكوثر، وفي نهاية الوادٍ المُحاط بالجبال والمرتفعات والصخور المُتراصة بجميع النواحي، نجد منطقة بئر العين والتي تشتهر مياه هذا البئر بقدرتها على شفاء السيدات العقيمات، جعلهن أمهات في خلال بضعة أيام من الاستحمام بمياه البئر التي يعتبرها بعض أهالي القرى معجزة اللهية.

طريق يتخلله الكثير من المنحنيات تنقطع فيه شبكات الهواتف المحمولة بعد ثلاثة كيلو مترات وسط الوادي، بمنطقة تُسمى "العتبة الصغرى"، والذي يبعد عنه مُرتفع العتبة الكبرى ب2 كيلو متر، وبعدهما بكيلو متر تصل إلى مقصد نساء الصعيد عامة وسوهاج خاصة "بئر العين".

ما الذي يُميز منطقة بئر العين؟

يُنير المنطقة مسجد صغير، يجاوره من الجنوب ضريح الشيخ شيخون، الذي تم بناؤه عام 1985م، وذلك بعد رؤيا عدد كبير من أهل بلدته له وهو يُطالبهم ببناء ضريح له في "بئر العين".

يجاوره صخرة كبيرة تُغطي منبع المياه المُحاط بسورٍ من الطوب الأبيض تخرج من اسفله مواسير مياه بلاستيك موصولة بطلمبة حبشية، وبشرق الضريح والمسجد يوجد بئر أخر للمياه، وتحيط بالبئر مجموعة من الصخور الضخمة، مترًا تضم نبعًا للمياه يخرج من باطن الجبل على ارتفاع نحو 5 أمتار وتسمى المنطقة بـ«السعفة»، حيث توجد سعفة من النخيل على نبع المياه.

ماذا يفعل الزائرين بمنطقة بئر العين؟

يبدأ الزائرين في توافدهِم إلى "بئر العين"، مساء يوم الخميس أي بعد منتصف ليلة الجمعة، وعقب صلاة الفجر يذبحون الذبائح ويجهزون الطعام، ثم يتسلقون الصخور الضخمة المُحيطة ببئر المياه المتواجد شرق الضريح، وعقب الاستحمام به، يسيرون إلى منطقة تبعد نحو 50 مترًا.

تضم ينبوع مياه يخرج من باطن الجبل على ارتفاع 5 أمتار تُدعى "السعفة"، حيث توجد سعفة من النخيل على نبع المياه، يقوم الزوار بتحريكها لتتدفق المياه من الجبل، بعدها يبدأون في تعبئة الزجاجات الفارغة بمياه النبع لشُربها والاحتفاظ بها في منازلهم.

صخورًا ضخمة عند رؤيتك لها لأول مرة تشعر وكأنها ستهبط فوق رآسك وتُحطم جسدك تحطيمًا، خوفًا وقشعريرة تنتابك كُليًا تجعلك تقف عدة دقائق لتُفكر لماذا أنتَ هنا؟

تجد حولك عدد كبير من الطيور لا تعرفها من قبل، وتنظر بجانب الضريح ترى ماسورة حديدية مُعلق بها قطعة لحم أسفلها قطعة خشبية كبيرة يُشعل بها النيران كي يتم تسوية اللحم، يجاورهم حصيرة قديمة الصُنع تُغطي قطعة صغيرة جدًا من أرض الصحراء.

تقدم عدة خطوات نحو الصخور لترى أسماء بعض الزوار عليها، فهناك من يكتب اسمه ويفتخر بزيارته لهذا المكان الكبير الواسع الضخم، وهناك من يكتب سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم، ولا تشرك بالله، وأخر يكتب جملة لمحبوبته كي يُشعِرها بالأمان في هذه الأرض الواسعة وبليلها المُخيف المُعتِم.

ومن الجدير بالذكر أن عدد من الباحثين قد حضروا في السابق لزيارة منطقة بئر العين من جامعة سوهاج لفحص مياه البئر وتبين أنها مياه كبريتية، والتي يُعرف عنها قوتها في الشفاء من عدد كبير من الأمراض، والتي منها العقم.