الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. ماريان جرجس تكتب: العالم على صفيح ساخن في جلاكسو

د. ماريان جرجس
د. ماريان جرجس

يقولون إن الطبيعة تثأر لنفسها لما فعله الإنسان بها  على مدار تلك القرون ، فهل تصبح أفلام الخيال العلمي التي تجسد الكوارث المستقبلية والنهايات المُحتملة  للجنس البشرى، حقيقة يوما ما ؟ 


هذا ما ناقشه قادة العالم في قمة جلاكسو للمناخ ، "كوب 26"  فالبشرية لا يمكن أن تندثر دون أن تدافع عن نفسها ، عن كوكبنا  وموطنا الأوحد .


غابت روسيا والصين عن تلك القمة ، على الرغم من أن روسيا كانت واحدة من البلدان التي تضررت كثيرًا من الاحتباس الحراري  وزيادة درجات الحرارة ، كما تغيب رئيس الصين ولكنه أرسل بكلمة متلفزة ، أما مصر فكانت موجودة بقوة ، ولم تعبر عن رؤية الدولة المصرية للحيلولة دون مزيد من الآثار الجانبية وتداعيات أزمة المناخ الوخيمة ولكنها كعادتها كانت اللسان الافريقى الذي عبر وبقوة عن رؤية القارة بل وشملت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى تذكرة لدول أوروبا برسائل هامة  ؛ ألا وهي : التزام الدول الأوروبية بتمويلها ال 100 مليار دولار المتعلقة بالمُناخ ، كما أكد أن القارة الإفريقية ليست المذنبة في حق البشرية فيما آلت إليه الكوارث المُناخية بل الدول الصناعية الكبرى هي سبب مباشر لتلك الكارثة وأن إفريقيا هي التي تدفع ثمن تلك التداعيات.

 

كما استعرض رؤية مصر والإستراتيجية الوطنية  لمجابهة آثار أزمة المُناخ واستثمار مصر في الاقتصاد الأخضر وقيمة محفظة مصر من السندات لهذا الاستثمار بقيمة 750 مليون دولار ك " سندات خضراء ، كما استعرض جهود مصر في أنت تكون دولة صديقة للبيئة  والحفاظ على موارد مصر من المياه  والتي كانت واحدة من الرسائل القوية التي وصلت جيدًا لعلم من يعتقد أن مصر تتجه لتحليه مياه البحار وتبطين التُرع  ما هو إلا  استسلاما  ورضوخًا لأمر واقع وهو سد النهضة بل أن مصر دولة متحضرة وتواكب أهداف التنمية المستدامة والرؤية الأممية لذلك وتحافظ على موارد الأرض بدلا من إهدارها ولا علاقة بين الأمرين !


ولا يمكن أن ننسى مبادرة إحلال السيارات لتعمل بالغاز الطبيعي وإنتاج السيارات الكهربائية والتخلي عن الوقود الأحفوري والتوجّه إلى إنتاج الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية وإنتاج الهيدروجين الأخضر والأسمنت الأخضر.


كل هذا يؤهل مصر أن تستضيف كوب 27 كما ذكر جون كيرى المبعوث الأمريكي للمناخ في 2022 م ، ليس فقط للظروف الملائمة أمنيًا ولوجستيًا ولكن لأن مصر تنعم بالرؤية الحقيقية تجاه أزمة المناخ.


تتوالى الأيام في قمة جلاكسو وتتُخذ القرارات والالتزامات ، بخفض درجة حرارة الأرض لأقل من درجه ونصف مئوية ، وتقليل غاز الميثان والانبعاثات الكربونية  وكثير من الالتزامات التي يتعهد بها الساسة أمام أجيالنا القادمة ، يشاركهم الدعم فنانون مثلا ليوناردو دى كابيرو ونشطاء شباب مثل غريتا تونبرج وأمراء مثل الأمير وليم ، ولكن هل ستتحول الكلمات إلى أفعال حقيقية؟


والعهود إلى عقود؟  دعونا نتطلع إلى كوب 27   في مصر .