الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وكيل الأزهر: الدعوة إلى الله واجب إيماني وتكليف شرعي ومعيار مهم ‏في ‏سبيل النهوض بالأمة.. وعلينا الاستفادة من مستجدات العصر والعمل على تكوين الدعاة ‏علميًا ‏ومهاريًا

وكيل الأزهر ووزير
وكيل الأزهر ووزير الاوقاف

وكيل الأزهر:

- لا فرق ‏في الإسلام ‏بين علوم الشرع وعلوم الإنسان فكلاهما يخدم الإنسانية

- من يقود الهجمات ‏الشرسة ضد الإسلام وأهله يتجاهل عن عمد مبادئ الإسلام السمحة

- الأزهر المؤسسة الرسمية المترجمة عمليا لوسطية‏ ‏الإسلام تُنادي بالسلام العالمي بكل ربوع الأرض 
 

وزير الأوقاف:

 الجهل والمتاجرة بالدين أضرا كثيرا بالمجتمعات المسلمة
 

قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إننا ‏اليوم في حاجة ماسة إلى تكاتف العلماء من أجل بيان الوجه العملي ‏لعلوم ‏الشرع وعلوم الإنسان في هداية الخلق إلى الله، وخاصة في ظل ما ‏تواجهه ‏علوم الإسلام من اتهام ومحاولة إقصاء لها في زاوية من زوايا ‏الحياة ‏العلمية والعملية.

وأوضح «الضويني»،  خلال كلمته في المؤتمر الدولي العلمي لكلية الدعوة والذي جاء تحت عنوان "دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية"، أن التفريق بين العلوم وجعلها ‏فسطاطين ‏متقابلين أمرٌ اصطلاحي حادث قد يغُر بعض الشباب؛ فلا فرق ‏في الإسلام ‏بين علوم الشرع وعلوم الإنسان؛ فكلاهما يخدم الإنسانية، فالعلوم الشرعية علوم ‏إنسانية؛ لأنها تعنى ‏بالإنسان وحياته الدنيوية والأخروية، والعلوم الإنسانية ‏علوم شرعية؛ لأنها ‏تسعى في خير الإنسان، وهو مراد الشارع، وإنَّ الأمة ‏في الجملة لا تستغني ‏عن أي علم نافع.

وأكد وكيل الأزهر أنَّ الدعوة إلى الله واجبٌ إيماني، وتكليف شرعي، وفرض ‏مجتمعي، ‏والعمل في هذا الميدان هو مهمة الأنبياء والمرسلين، وطريق ‏العلماء ‏والمصلحين، فضلا عن كون الدعوة الإسلامية أحد المعايير المهمة ‏في ‏سبيل النهوض بالأمة، وإن ما تواجهه الأمة اليوم يدعونا إلى إجراء دراسة متأنية ‏لمستقبل ‏الدعوة الإسلامية في ظل هذه التحديات التي تتعلق بالهويات ‏والمناهج ‏والعقائد.

وبيَّن الدكتور الضويني، أنَّ الدعوة ‏الإسلامية ‏المعاصرة تواجه تحديات كثيرة على الصعيدين الداخلي ‏والخارجي، وهذه ‏التحديات لا بد أن تواجه بمزيد من الدراسة والتحليل، ‏ومن أهم هذه العقبات الانتقال من رحابة الدعوة الإسلامية ‏إلى ‏التعصب المذهبي المظلم أو إلى الدعوة الحزبية الضيقة، وضعف ‏تصور ‏الدعاة لشمولية الإسلام لكل جوانب الحياة، وقلة الوعي بالواقع، ‏وإهمال فقه ‏الأولويات، وسوء فهم التعددية، وضعف القدرة على إدارة ‏الخلاف.

واختتم وكيل الأزهر كلمته بأنَّ من الوعي الدعوي أن ندرك أن من يقود هذه الهجمات ‏الشرسة ‏على الإسلام وأهله يتجاهل عن عمد مبادئ الإسلام السمحة؛ ليبرر ‏عدوانه ‏على الأمة، في محاولة لفرض نظام عالمي جديد يسود فيه فكره ‏ونظامه، ‏وإلا فها هو الأزهر، وهو المؤسسة الرسمية التي تترجم عمليا ‏وسطية ‏الإسلام، ينادي في كل ربوع الأرض بالسلام العالمي، ولات من ‏يسمع!‏، مشددًا على ضرورة الاستفادة من مستجدات العصر، والعمل على تكوين الدعاة ‏علميًا ‏ومهاريًا للتعامل الأمثل مع ما يطرحه الواقع من الضرورات ‏الواجبة ‏شرعًا.

 

الوسطية دون إفراط أو تفريط

من جانبه أكد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، أن هناك أمرين أضرَّا بالخطاب الديني بل بصورة المجتمعات المسلمة، هما الجهل والمغالطة، أما الأول فداء يجب مداواته بالعلم، وأما الآخر فداء أخطر يحتاج إلى نصاعة الحجة والبرهان لتعرية أصحابه وتفنيد أباطيلهم وبيان متاجرتهم بالدين أو تكسبهم به، إفراطًا وتفريطًا، إذ يجب أن نواجه التسيب والانحلال كما نواجه التشدد والغلو، موقنين بأن كلا طرفي النقيض ذميم وأن كلا منهما يتغذى على الآخر وينمو بنموه، فديننا قائم على الوسطية دون إفراط أو تفريط.

وأوضح وزير الأوقاف،  خلال كلمته بالمؤتمر العلمي الدولي الأول لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة تحت عنوان: "دور العلوم الشرعية والإنسانية في خدمة الدعوة الإسلامية"، أنه تأتي أهمية دراسة العلوم الشرعية والإنسانية دراسة دقيقة واعية متخصصة، فهي الميزان الدقيق الذي تستقيم به حياة الناس عقيدة وأخلاقًا وقيمًا، ألم يلخص نبينا -صلى الله عليه وسلم- الهدف الأسمى لرسالته العظيمة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ" .

وأشار إلى أنه أما عن أوجه الالتقاء بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية، مؤكدًا أن أحدًا لا يستطيع فهم العلوم الشرعية فهما دقيقا دون إلمام بالعلوم الإنسانية والاجتماعية القائمة على رصد وتحليل الواقع الإنساني وثبر أغوار النفس الإنسانية وعاداتها وتقاليدها، ومن هنا فإنني أوصي بالتوسع في دراسة العلوم الإنسانية وبخاصة علم النفس وعلم الاجتماع والحضارة الإنسانية كمكونات أساسية لبناء الأئمة والخطباء وهذه غاية العلوم الشرعية والإنسانية، شريطة أن تؤخذ من أهلها المتخصصين غير المتاجرين بالدين.

وفي الختام، أهدى الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف درع كلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف تقديرًا لجهوده في خدمة الدعوة، ونشر الفكر الوسطي المستنير.