الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خبير علاقات دولية يجيب

لقاء السحاب بين الرئيسين الأمريكي والصيني.. ماذا يحملان في جعبتهما؟

الرئيس الأمريكي جو
الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظيره الصيني

في ظل الصراع الدائر بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين على تزعم العالم والحرب الاقتصادية الباردة بينهما، ليتقي زعماء الدولتين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ، الاثنين، في أول قمة بين الجانبين.

توتر العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في العديد من الملفات أهمها الملف الاقتصادي والتجاري وتنامي النفوذ الصيني في مناطق عديدة في العالم وتهديد الوجود الأمريكي بها، لم يمنع الرئيس الأمريكي من إعلان رغبته في لقاء نظيره الصيني وجها لوجه.

التنافس الصيني الأمريكي

وتضع الولايات المتحدة مواجهة الصين في قلب سياستها للأمن القومي منذ سنوات، ووصفت إدارة بايدن المنافسة مع الصين بأنها "أكبر اختبار جيوسياسي" في القرن الحالي.

ووفق بيان للبيت الأبيض، فإن "الرئيسين سيناقشان، افتراضيا، سبل إدارة التنافس بين البلدين في شكل مسؤول".

وأوضح أن "بايدن سيكون خلال الاجتماع واضحا وصريحا في شأن ما يقلق الولايات المتحدة إزاء الصين".

نغمة إيجابية

وقبيل اللقاء المرتقب، بعث الزعيمان برقيتين حملتا "نغمة إيجابية" للقمة الافتراضية إلى اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 55 لتأسيسها.

حيث نص خطاب الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي قرأه السفير الصيني لدى الولايات المتحدة، تشين جانج، في حفل عشاء اللجنة، السبت، على أن "بكين مستعدة للعمل مع واشنطن لتعزيز التبادلات والتعاون في جميع المجالات".

ونوّه شي إلى أن العلاقات الصينية الأميركية تمر بمنعطف تاريخي حاسم، وسيستفيد البلدان من التعاون وسيخسران من المواجهة.

في المقابل، أكدت رسالة بايدن، التي قرأها رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات الأميركية الصينية، جاكوب لو، على "الأهمية العالمية" للعلاقة بين البلدين في مواجهة التحديات "من معالجة جائحة كورونا" إلى معالجة التهديد الوجودي لأزمة المناخ.

اللقاء الأول

وفي هذا الصدد قال الدكتور طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، إن اللقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ هو اللقاء الأول لهما بعد تولي الرئيس جو بايدن مقاليد الحكم في الولايات المتحدة.

وأضاف البرديسي في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن أهمية اللقاء تأتي من قوة الدولتين وتنافسهم على رئاسة في العالم، خاصة مع تنامي النفوذ الصيني وتعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية بشكل كبير في السنوات الأخيرة.

تخفيف التوتر

وتابع: "في ظل التصعيد والتوتر في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين منذ فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حتى الآن برئاسة جو بايدن، يأتي اللقاء المنتظر بينه وبين الرئيس الرئيس الصيني في أمل لتخفيف حدة التوتر القائم بين الدولتين".

الصراع السياسي والاقتصادي

وعن الصراع الاقتصادي القائم بين الولايات المتحدة والصين، أوضح الخبير في العلاقات الدولية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يختلف عن الرئيس السابق دونالد ترامب في أنه يؤمن بالتجارة الحرة والنظام العالمي في تداول السلع والخدمات بما لا يضر بالمصالح الأمريكية.

وبالنسبة للناحية السياسية، لفت البرديسي إلى أن الخلاف بين الولايات المتحدة والصين لن يرتقي إلي الحرب بل هي مناوشات كلامية وتراشق بالتصريحات في المجال السياسي والاقتصادي والتجاري فقط.

الأزمة الصينية التايوانية

ومؤخرا، تصاعدت حدة التوتر بين الصين وتايوان التي تعتبرها بكين جزءا من أراضيها وتتوعد بإعادة توحيدها مع البر الرئيسي.

وبعد طلعات قياسية لطائرات صينية خرقت منطقة الدفاع الجوي لتايوان، تعهدت واشنطن بالدفاع عن الجزيرة، ذات الحكم الذاتي، وأكد بايدن أن الولايات المتحدة ستدافع عسكريا عن تايوان إذا ما شنّت الصين هجوماً عليها.

واشنطن تتدخل

وردا على هذه التصريحات، طلبت الصين من واشنطن التزام الحذر بشأن تايوان، وشددت، في بيان للخارجية، على أنها لن تقدم تنازلات أو تسويات بشأن القضايا التي تمس المصالح الرئيسية لها، بما في ذلك سيادتها وسلامة أراضيها.

حرب باردة جديدة

وفي كلمته بمنتدى قادة الأعمال بنيوزيلندا، الخميس، حذر الرئيس الصيني من عودة أجواء توتر تشبه الحرب الباردة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وقال الرئيس الصيني إن "محاولات رسم حدود عقائدية أو تشكيل مجموعات صغيرة على أساس جيوسياسي محكوم عليها بالفشل، لا يمكن ولا يجب أن تعود منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى مواجهات وانقسامات الحرب الباردة".س