الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مشنة سمك أنقذت حياة فريد شوقي من الإنجليز.. لماذا دخل بورسعيد متنكرا؟

فريد شوقي
فريد شوقي

يكمن الهدف الأسمى من الفن، في كونه رسالة توعية إلى المجتمع، ولا يقتصر فقط على الكوميديا التسلية والدراما، إنما يمكن داخلة رسائل متعددة للمجتمعات المختلفة، ويناقش القضايا المجتمعية المختلفةـ لكن زمن الفن الجميل، كان له هدف آخر إضافي، فكان الفن عاملاً مساعدًا في إيصال القضايا الوطنية إلى العالم أجمع.

اتضح أن العديد من الفنانين كانوا يعملون لصالح المخابرات المصرية، ضد الاحتلال والعدوان على مصر، وكغيره من الفنانين، شارك أيضًا الفنان الراحل فريد شوقي، في إيصال القضايا الوطنية إلى المجتمع من خلال تجسيده لأدوار فنية مميزة، ومعبرة.

جمال عبد الناصر يستدعي فريد شوقي 

إحدى الليالي الصعبة التي كانت تمر على مصر، خلال العدوان الثلاثي، بينما الجميع ملتزم ومترقب، جاء رجال من المخابرات المصرية خفية، وأخدوا الفنان الراحل فريد شوقي، إلى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

ماذا طلب جمال عبد الناصر من فريد شوقي؟

طلب جمال عبد الناصر، من فريد شوقي أن يقوم بعمل فني يروي من خلاله العدوان الثلاثي على مصر، وتأثيره، خاصة على منطقة بورسعيد، وكيف تصدى الشعب المصري والمقاومة الشعبية بالمدينة له، رغبة منه في إيصال رسالة واضحة إلى العالم اجمع، لكسب الرأي العام العالمي، وقلبه ضد قوى الاستعمار.

الرئيس جمال عبد الناصر والفنان فريد شوقي

تسهيل العقبات لبدء التصوير

اتفق الاثنين على الأمر، وبالفعل بدأ التجهيز لعمل فيلم «بورسعيد»، الذي يجسد العدوان الثلاثي على مصر، وأمر الرئيس جمال عبد الناصر، المشير عبد الحكيم عامر، وزير الدفاع حينها، بتسهيل كل الصعاب التي يمكن أن تقف أمام فريد شوقي وفريق العمل، للتصوير تحت نيران المدافع الحربية.

كيفية الوصول إلى بورسعيد المحتلة؟!

المقاومة الشعبية في فيلم بورسعيد

كانت العقبة الكبرى أمام فريد شوقي وفريق التصوير، هي كيفية الوصول إلى مدينة بورسعيد تحت هذه النيران التي لا تتوقف!!، فكانت الفكرة بالتنكر في ملابس الصيادين، وإخفاء الكاميرات ومعدات التصوير المختلفة، داخل «مشنات» الأسماك، وتغطيتها بقطع من القماش واجتياز بحيرة المنزلة.

لحظات عصيبة مر بها الفنان فريد شوقي وطاقم العمل، وبالفعل تمكنوا من العبور حتى وصلوا إلى نقطة التفتيش، شعور بالقلق والترقب، خشية ضبط الجندي الإنجليزي للمعدات، وكشف هوياتهم، لكن النجاح كان حليفهم.

نجاح فيلم بورسعيد

عمل وطني عظيم، ونجاح في الهروب من الجنود الإنجليز، وفي نهاية الامر تمكن فريد شوقي، وطاعم عمل فيلم «بورسعيد» من تصوير الفيلم داخل المدينة وتجسيد المقاومة الشعبية للعدوان الثلاثي، وبالفعل خرج لفيلم بعد عدة أشهر من انتهاء العدوان الثلاثي على مصر، تحديدًا عام 1957م، وتمكن من تحقيق الهدف المرجو منه وتم عرضه في «سوريا»، و«لبنان».