حكاية الأخوات ميرابال.. جريمة قتل دفعت العالم لتخصيص يوم للقضاء على العنف ضد المرأة

تتعرض النساء حول العالم لأنواع من العنف، رغم اختلافها باختلاف الشعوب وظروفها تبقى المرأة الجانب الضعيف، الذي يتلقى المعاملة السيئة، لذلك يحتفل العالم يوم 25 نوفمبر من كل عام باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، وتستمر الاحتفالات حتى 10 ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان. 

وانطلقت الأنشطة حول العالم بتدشين حملات حقوقية وأممية للتوعية بالعنف ضد النساء حول العالم، واحتُفل بهذا اليوم لأول مرة في عام 1981، في أمريكا اللاتينية بدعوة من مجموعات نسوية في كولومبيا، وفي عام 1999، صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار 25 نوفمبر من كل عام يوماً للتوعية بجميع أشكال العنف ضد المرأة، من اغتصاب وعنف أسري وأي شكل من أشكال الضرر الجسدي أو النفسي الواقع على المرأة، كما يشمل ذلك جميع أشكال الإكراه والإجبار والمراقبة سواء داخل الأسرة أو خارجها، وفي عام 2014، تطور شكل الاحتفال ليتخذ من اللون البرتقالي شعارا له.

قومى المرأة يطلق حملة الـ 16يوما من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة

القومي للمرأة ينظم ندوتين عن دور الإعلام في التصدي للعنف ضد المرأة

أصل الحكاية

الأخوات ميرابال، هن أربع شقيقات من جمهورية الدومينيكان، ولدن لأسرة متوسطة في بلدة أوجو دي آجوا الواقعة في وادي تشيباو الأخضر، حيث تنتشر زراعة التبغ والقهوة.

قتل ثلاثة من الشقيقات الأربعة في مساء 25 نوفمبر عام 1960، على يد رجال الديكتاتور رفائيل تروجيلو، أثناء عودتهن من زيارة أزواجهن المعتقلين السياسيين، واستوقف رجال تروجيلو السيارة التي كانت تقلهن في طريق العودة، وقتلوهن وقتلوا السائق، ثم أعادوا جثثهم إلى السيارة ودفعوها من فوق أحد المنحدرات.

مايا مرسي: مصر تهتم بتعزيز دور المرأة فى دول العالم الإسلامي

مايا مرسي: الوقت الحالي فرصة عظيمة لحصول المرأة على مزيد من الحقوق

باتريا

هي الأخت الكبرى، ولدت في 27 فبراير 1924، وكانت أكثر الأخوات التزاما بالتقاليد والتعاليم الدينية، تزوجت في سن السابعة عشرة من بيدرو جونزاليز، وهو مزارع وناشط سياسي اعتُقل لاحقا، وقيل إن باتريا وبيدرو وأبنائهم الثلاثة كانوا يصنعون القنابل باستخدام مكونات الألعاب النارية، كما انطلقت من بيتهم حركة 14 يونيو المناهضة لحكم الديكتاتور تروجيلو.

القومي للمرأة ينفي علاقته بمهرجان المرأة العربية للإبداع في دورته السادسة

السيسي يقدم الدعم للمرأة المصرية لأنها شريكة أساسية في النهوض بالمجتمع والاقتصاد القومي

مينيرفا

ولدت في مارس 1927، ويعتبرها البعض هي القيادة الثورية الحقيقية لحركة 14 يونيو المناهضة لحكم تروجيلو، وأصبحت رمزا للمقاومة في أنحاء البلاد بسبب مواقفها الجريئة وتعبيرها الحر عن آرائها السياسية.

كانت مينيرفا أولى الأخوات اللاتي انخرطن في مقاومة نظام تروجيلو، وبدأت مقاومتها للنظام في سن صغيرة، فعند دعوة الأسرة إلى حفل راقص في إحدى الضياع المملوكة لـ تروجيلو، رفضت تقربه منها وأهانته في الحفل.

وكان تروجيلو معروفا بولعه بالفتيات وتنظيم الحفلات لانتقاء أكثرهن جمالا، وتسبب رفض مينيرفا الامتثال لرغبته في التنكيل بالأسرة، إذ اعتُقل والدها لفترة طويلة، ولم تشفع له كل خطابات الاعتذار التي كتبها لتروجيلو، وتوفي بعد الإفراج عنه بفترة قصيرة، كما احتُجزت والدتها لفترة في أحد الفنادق للضغط على مينيرفا للخضوع لرغبات تروجيلو.

وحصلت مينيرفا على قدر كبير من التعليم مقارنة بشقيقتيها الأكبر، إذ درست الحقوق في جامعة سانتو دومينجو، وتخرجت عام 1957، وكان أحد أشكال التضييق عليها هو منعها من الالتحاق بالجامعة عام 1953، ثم عدم منحها ترخيص مزاولة مهنة المحاماة بعد تخرجها، وفي عام 1955، تزوجت مينيرفا من المحامي مانيلو تافاريس جوستو، وأنجبت ولدين هما "مينو ومانولو" وقُتل مانولو بعد مقتلها بعامين، أثناء إحدى معارك حركة 14 يونيو 1962.

ماريا تيريزا

هي الأخت الصغرى، إذ ولدت في أكتوبر عام 1935 وكان عمرها 25 عاما عند مقتلها، درست الهندسة الزراعية في جامعة سانتو دومينيجو.

وتزوجت من لياندرو جوزمان، وهو مهندس وأحد قادة حركة 14 يونيو، وأنجبت ابنه واحدة تُدعى جاكلين.

وارتبطت ماريا تيريزا بعلاقة قوية بشقيقتها الأكبر مينيرفا، حتى أنها سُجنت معها مرتين عام 1960 وكشفت مذكرات ماريا تيريزا، التي عُثر عليها بعد سنوات من مقتلها، عن إعجابها وتقديرها الشديد لشقيقتها مينيرفا، التي كانت مثلها الأعلى في النشاط السياسي ومقاومة نظام تروخيو.

ورغم الأثر البالغ الذي خلفته الأخوات ميرابال في حركة المقاومة في الدومينيكان، وفي أمريكا اللاتينية بشكل عام، إلا أن سيرتهن لم تظهر للعالم إلا بعد بدء الاحتفال باليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة.

بيلغيكا أديلا

أو "ديدي"، هي الناجية الوحيدة من الشقيقات الأربعة (إذ لم تكن معهن في نفس الرحلة).. ولدت في الأول من مارس عام 1925، وكانت أكثر الشقيقات انخراطا في العمل السياسي.

تزوجت من رجل أعمال محلي في عام 1948، وأنجبت ثلاثة أبناء وبعد مقتل شقيقاتها، حملت على عاتقها تربية وتنشئة أبنائهن، في ظل التضييق والحصار على العائلة تحت نظام تروخيو، كما أنها الوحيدة التي لم تسجن من الشقيقات الأربعة، واحتفظت طوال حياتها ببقايا السيارة التي قُتلت فيها شقيقاتها أمام منزلها، حتى توفيت في الأول من فبراير 2014.

كان قتل الأخوات ميرابال بمثابة شرارة زادت من حدة الكفاح ضد نظام تروخيو وبعد ستة أشهر من اغتيالهن، قُتل تروجيلو على يد قادة من الجيش، وأُلقي القبض على قتلة الأخوات ميرابال وخضعوا للمحاكمة، لكنهم هربوا من السجن عام 1965 بعد اندلاع الحرب الأهلية.

وتغير نًصب تذكاري في الدومينيكان من الاحتفاء بـ تروجيلو إلى تخليد ذكرى الأخوات ميرابال، اللاتي أصبحن مثلا أعلى لمشاركة النساء في العمل السياسي في أمريكا اللاتينية بأسرها.

حملة "كوني" 

أعلن المجلس القومي للمرأة، إطلاق حملة الـ 16 يوم من الأنشطة لمناهضة العنف ضد المرأة، مؤكدا أن الحملة هذا العام ستكون تحت شعار "كوني".

وأكدت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومي للمرأة، أن المجلس يطلق هذه الحملة للعام السادس على التوالي، لمشاركة العالم جهوده وأنشطته لمواجهة هذه المشكلة العالمية الخطيرة، مشيرة إلى أن هذه الحملة تأتى ضمن جهود المجلس الحثيثة للتوعية بمناهضة العنف ضد المرأة بكافة أشكاله بمختلف أنحاء الجمهورية، من خلال الرسائل التوعوية الخاصة بالحملة، لخلق رفض مجتمعي للثقافات السلبية الموروثة حول العنف ضد المرأة، بالإضافة إلى التعريف بالمخاطر الصحية والنفسية لها. 

وقالت الدكتورة مايا مرسى: "أتمنى أن نحتفل السنوات القادمة بالقضاء نهائياً على كل أشكال العنف ضد المرأة، لأن كل سيدة وفتاة مصرية تستحق أن تعيش حياه آمنة خالية من العنف".