الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيون الـ تيجراي بكافة الأقاليم|4 حيل عسكرية اعتمدوا عليها للإيقاع بأبي أحمد وتدمير فرقتين للجيش

اللواء محمد عبد الواحد
اللواء محمد عبد الواحد

تعيش إثيوبيا حالة من الصراع الدامي، المستمر على مدار العام الماضي منذ نوفمبر 2020، بين جبهة تحرير شعب تيجراي، والجيش الإثيوبي الفيدرالي من جهة أخرى، وكانت آخر التطورات، عندما أعلنت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، نقلا عن مسئولين عسكريين، أن الجيش الأمريكي يستعد الآن لتقديم أي مساعدة للسفارة الأمريكية في إثيوبيا، من خلال نشر قواته الخاصة على الحدود في جيبوتي.

أما في الداخل الإثيوبي، فقد أعلن رئيس الوزراء آبي أحمد، الأسبوع الماضي، عن التحاقه بالصفوف الأمامية للجيش، كمحاولة أخيرة لشحن الإثيوبيين للدفاع عن العاصمة أديس أبابا، التي بات سقوطها مسألة وقت، خاصة بعد اقتراب قوات تيجراي من السيطرة على مدينة دبر برهان والتي تبعد 130 كم من العاصمة الإثيوبية، في ظل تكرار الولايات المتحدة وفرنسا نداءات الخروج من إثيوبيا بسبب سوء الأحوال الأمنية وفشل مجلس الأمن في إيجاد تسوية سياسية للنزاع. 

وفي هذا الصدد، استضاف "صدى البلد"، اللواء محمد عبد الواحد، خبير الأمن القومي، والشئون الأفريقية، في ندوة حوارية، لاستعراض آخر الأوضاع والتطورات في إثيوبيا، وأسباب نجاحات إقليم التيجراي في تحقيق الانتصارات على الجيش الإثيوبي.

أخر المستجدات

وقال عبد الواحد، إن جبهة تحرير تيجراي، استطاعت خلال الأسابيع الماضية للاستيلاء على مدن استراتيجية، وكان آخر محاولاتهم تطويق منطقة دبر برهان الحدودية مع العاصمة أديس أبابا، وهي منطقة تابعة لمحافظة شوى وهي واحدة من 4 محافظات يشكلون إقليم الأمهرة التابع لآبي أحمد، موضحا أن دبر برهان مدينة استراتيجية للغاية وفيها والتصنيع الإثيوبي والاستثمارات الضخمة، وبالتالي السيطرة عليها مفيد جدا للتيجراي، لخنق إثيوبيا والتمهيد لدخول العاصمة أديس أبابا.

وأوضح أن دبر برهان يغلب عليها السلال الجبلية الشاهقة، ويصعب الحرب فيها بأسلوب الجيش النظامية، وبالتالي فإن أسلوب حرب العصابات الذي تمارسه تيجراي، سيكون في صالح الجبهة.

تجريف الجيش الإثيوبي

وكشف عبد الواحد، عن الأسباب التي أدت لهزائم الجيش الإثيوبي المتكررة، وكان أولها، هو أن أبي أحمد عندما جاء على رأس السلطة، استغنى عن معظم القيادات والخبرات الكبيرة في الجيش الإثيوبي لأنهم من أبناء تيجراي، لصالح عملية إحلالهم بقيادات صغيرة وضعيفة ولكنهم تابعين له، واستعوض الكفاءات بأصحاب الثقة من قوميات الأمهرة والمقربين منه، مما أضر بالجيش الإثيوبي تماما وخفض من روحه المعنوية.

تيجراي تناور بالقوات

وأوضح عبد الواحد، أن جبهة تيجراي امتصت صدمات هجوم الجيش الإثيوبي على الإقليم في نوفمبر 2020، ووقتها أعلن آبي أحمد أنه نجح في إسقاط الاقليم والعاصمة ميكيلي، وكانت الجبهة وقتها تختبئ في المناطق الجبلية خلف المدن منتظرة انتهاء الهجوم، وبعد انتهائه أعادت الجبهة ترتيب نفسها والإعداد للانقضاض على قوات الجيش، ونجحت من خلال عمليات عسكرية منظمة على شكل حرب العصابات وعمل إغارات سريعة، وضرب كمائن الجيش وخطوط الإمدادات بعد مراقبة دقيقة للتحركاتهم، في أسر 7000 جندي وتدمير فرقتين من الجيش الإثيوبي.

عيون تيجراي بكل مكان

ولفت أن التنظيم الجيد، في لغة العسكرية، نهو نوع من أنواع القوة، وهو ما استغلته الجبهة، بسرعة التنظيم الجيد، وإعادة تدريب الكوادر الجديدة في صفوف مقاتليها من أبناء الإقليم، بناء على خبراتهم السابقة من قيادة الجيش الأثيوبي، لأن إقليم تيجراي كان يشكل قيادات الجيش ولهم عيون في كل الأقاليم وفي الجيش نفسه لأنهم حكموا على مدار 27 عام، ولهم اتصالات سرية من قيادات الأقاليم والمسؤولين ذوي الثقة، وبالتالي يعلمون تحركات الجيش الإثيوبي، وينظمون صفوفهم على أساسها.

واختتم: "العقيدة العسكرية والقتالية التي يحارب بها تيجراي، مختلفة تماما عن الجيش الإثيوبي، لأنه منذ وصل الجيش لهدفه بدخول الإقليم، عمل على الانتقام، من خلال جرائم الحرب سواء الاغتصاب الجماعي وقتل المدنيين، وإزلال وإهانة شعب تيجراي، بدلا من تحصين مواقعهم وخطوط إمدادهم، انشغلوا بعمليات الانتقام، واستغلت جبهة تيجراي تلك عمليات الانتقام، تعبئة شعبية وكسبت تعاطف القوميات الأخرى وفضحت بشاعة الانتهاكات الإنسانية التي تصنف جرائم حرب".