الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى رحيله.. سعيد عقل أحدث طفرة شعرية بلبنان وسقط في أخطاء كبرى

الشاعر سعيد عقل
الشاعر سعيد عقل

يعتبر الشاعر اللبناني سعيد عقل، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله، واحدًا من أفضل رواد الشعر الحديث فى لبنان، وبرع فى عدة مجالات، حيث ألف العديد من النصوص المسرحية، إلى جانب كتابته لأبرز الأغانى الشعبية التى نالت شهرة واسعة فى العالم العربى.

 

كما أنه يعد من أكبر دعاة القومية اللبنانية وساهم بشكل كبير في تأطير فكرها الإيديولوجي من خلال التركيز على "الخاصية اللبنانية"، حيث أنه بسنة 1972 كان من مؤسسي حزب التجدد اللبناني كما كان يعتبر الأب الروحي لحزب حراس الأرز الذي يتزعمه إتيان صقر، ويؤخذ عليه تأييده لقضاء إسرائيل على الوجود الفلسطيني في لبنان عبر تأييده الهجوم الإسرائيلي على لبنان عام 1982 ردا على ما سببه الوجود العسكري الفلسطيني المسلح في لبنان.

 

وولد “عقل” في قضاء زحلة، في محافظة البقاع بلبنان، وعمل في التعليم والصحافة، كان من أعظم الشعراء الموجودين ولقب بـ "الشاعر الصغير" نسبة إلى أنه كان شاعرا منذ طفولته وقد تميز شعره بالتجديد، وكان ينتمى إلى عائلة مسيحية مارونية، ترك التعليم بعد إعلان والده الإفلاس عام 1927م، ولكنه عاد لها مرة أخرى فى عام 1939م،  ودرس فى مدرسة الآداب العليا الفرنسية، ورغم دراسته لللاهوت والأدب والتاريخ الإسلامى، لكنه لم يحصل على أى شهادة جامعية.

 

كان للراحل إنجازات أدبية فكتب العديد من مقدمات عدد كبير من الكتب تصل إلى 100 مقدمة كتاب، كما كتب عن شعره ما يقرب من 40 رسالة دكتوراه، سعيد عقل كان له ميول سياسية حيث أنه كان يحلم أن  يتولى رئاسة لبنان، وبالفعل ترشح للمنصب، ولكنه فشل فى الوصول، إلى جانب خوضه الانتخابات البلدية عما 1963م ولكنه خسر أيضا.

 

وكتب سعيد عقل للفنانة الكبيرة فيروز العديد من القصائد الفصحى والعامية، وهو من أطلق على فيروز لقب سفيرة لبنان إلى النجوم، ومن أشهر هذه القصائد مشوار والقدس وغنيت مكة وسائليني ياشآم.

 

وعلى الرغم من كون سعيد عقل شاعرًا كبير، إلا أنه سقط في العديد من الأخطاء، منها ما يتعلق بـ اللغة والمرأة والوطن، حيث دعم سعيد عقل التكلم باللهجة اللبنانية المحلية، بدلًا من اللغية العربية، معتبرًا أن الأبجدية اللبنانية مكونة من 36 حرفًا، وفى الخمسينيات من القرن العشرين ألقى سعيد عقل سلسلة طويلة من المحاضرات والأحاديث دفاعاً عن نظريته الداعية إلى استبدال اللغة الفصحى باللهجة اللبنانية التى أصرّ على تسميتها بـ"اللغة اللبنانية"، والحرف العربى بالحرف اللاتينى، وفى سنة 1967 أسّس سعيد عقل دارا جديدة للنشر باللغة اللبنانية والحرف اللاتينى أطلق عليها اسم "دار أجمل الكتب"، وسعى من خلال هذه الدار إلى مواصلة ما دعاه بـ"ثورة اللغة وثورة الحرف".

 

وسعى سعيد عقل لتطبيق هذه النظرية، فنشر ديوانه "يارا" معتمداً "الحرف اللبنانى الجديد" المشتق من الحرف اللاتينى وأثار موجة من السجالات والمناظرات، غير أن العاصفة هدأت بسرعة، وعاد سعيد عقل للكتابة باللغة الفصحى وبالحرف العربى، لكنه لم يعترف بالهزيمة.

 

 وبعد سنوات، سافر إلى بريطانيا، وقصد مؤسسة  "لينوتيب"، وعاد منها حاملاً بطاقة تعريفية طُبعت عليها حروف الأبجدية اللبنانية المبنية على الحروف اللاتينية، وأطلق دعوته إلى اعتمادها.

 

وكان سعيد عقل من المؤيدين للهجوم الإسرائيلى على لبنان عام 1982 بهدف القضاء على الوجود الفلسطينى المسلح فى لبنان، وناشد سعيد عقل اللبنانيين أن ينضموا لصفوف الجيش الإسرائيلى لكى يساعدوهم على طرد الفلسطينيين من الأرض اللبنانية، ووصف الجيش الإسرائيلى بـ"المُخلِّص" أو "جيش الخلاص".

 

قصة الزواج الأولى والوحيدة فى حياة "عقل" لم تدم طويلاً، ففى 2 أبريل عام 1982، عقد الشاعر سعيد عقل، قرانه على الشاعرة آمال جنبلاط، والتى كان يكبرها بأكثر من ثلاثين عامًا، ووصفت الصحافة هذا الحدث بـ"زواج الحب والوحدة الوطنية"، لكن بعد مرور خمسين يومًا فقط، وبالتحديد فى 23 مايو، أطلقت العروس فى صدرها رصاصة.

 

 وقالت بعض الصحف نقلاً عن مصادر قضائية مسئولة "إن الظواهر والدلائل كلها تشير الى أن الفقيدة قد اختارت طريق الانتحار لوضع حد لحياتها".