الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مع قرب خسارته للمعركة.. آبي أحمد ينقل الصراع إلى الحدود الإثيوبية السودانية

أرشيفية  ـ الجيش
أرشيفية ـ الجيش السوداني

كشفت مصادر إعلامية عن توجه قائد القوات السودانية، عبد الفتاح البرهان، إلى الفشقة لتفقد القوات على الحدود الشرقية.

فيما قالت وسائل إعلام محلية في السودان إن الاشتباكات التي وقعت فجر السبت على الشريط الحدودي مع إثيوبيا أدت لمقتل 21 من القوات السودانية وإصابة ما لا يقل عن 30 آخرين.

وذكرت صحيفة "سودان تريبيون" نقلا عن مصادر عسكرية، أن المعارك بين القوات الإثيوبية والجيش السوداني أسفرت عن مقتل 21 من القوات السودانية وجرح ما لا يقل عن 30 آخرين.

وأشارت إلى اندلاع مواجهات عنيفة بين قوات سودانية وأخرى إثيوبية توغلت داخل الأراضي السودانية شرق بركة نورين عند مستوطنة ملكامو بعمق 17 كيلو مترا.

وأضافت المصادر أن معارك طاحنة دارت شرق منطقة أم ديسا وبركة نورين، تجاه مستوطنة مالكامو الإثيوبية المشيدة داخل الأراضي السودانية شرق نهر عطبرة.

داخل منطقة الشفقة 

ومن جانب آخر أعلنت القوات المسلحة السودانية أنها صدت محاولة قامت بها قوات إثيوبية للتوغل في منطقة الفشقة على الحدود بين البلدين.

 وأكد الجيش السوداني أنه تصدى لهجوم من قبل القوات الإثيوبية والجماعات المسلحة المتحالفة معها في منطقة الفشقة الحدودية، مكبداً إياها "خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات".

وقال الجيش السوداني في بيان عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تعرضت قواتنا التي تعمل في تأمين الحصاد بالفشقه الصغرى في منطقة بركة نورين، الى اعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية، استهدفت ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل أراضينا".

تفجر صراع

وتصاعدت حدة التوترات على الحدود بين  السودان وإثيوبيا منذ تفجر صراع في إقليم تيجراي الشمالي في إثيوبيا العام الماضي، أدى إلى تدفق عشرات الآلاف من اللاجئين على شرق السودان، وتركز التوتر في منطقة من الأراضي الزراعية الخصبة تعرف باسم الفشقة تتنازع الدولتان على خط الحدود فيها.

وعلى جانب آخر قالت مصادر إعلامية إن القائد العام للجيش السوداني، ورئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان توجه فجر اليوم الإثنين، إلى منطقة الفشقة الحدودية مع إثيوبيا.

يأتي ذلك بعد يوم من إعلان الجيش السوداني عن هجوم لقوات إثيوبية، على منطقة الفشقة سقط فيه قتلى من الجانبين، وأن البرهان وقيادات رفيعة في الجيش السوداني سوف يتفقدون الخطوط الأمامية للقوات المسلحة في الفشقة الصغرى، التي شهدت مواجهات دامية مع الجانب الأثيوبي.

وقال الجيش السوداني إن قوة من القوات المسلحة، تعمل في تأمين الحصاد بالفشقه الصغرى في منطقة بركة نورين، تعرضت لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبية.

إثيوبيا تستمر في الخداع

ولاحقا نفى وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي لجيسي تولو أن يكون الجيش الإثيوبي هاجم نظيره السوداني في الفشقة.

وقال "تولو": "الجيش الإثيوبي لم يهاجم السودان وهذه المزاعم غير صحيحة"، مؤكدا في تصريحات صحفية، أن بلاده ليست لها أجندة لمهاجمة دولة ذات سيادة.

ولفت المسؤول الإثيوبي إلى أن "جبهة تحرير تيجراي الإرهابية تجند المتسللين في السودان وتحاول الدخول إلى البلاد في أوقات مختلفة، لا سيما في منطقة المتمة.

وقال وزير مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي إن الحكومة الإثيوبية التزمت بحل الخلافات مع السودان في المسألة الحدودية من خلال الحوار السلمي والمفاوضات، وأن الموقف الإثيوبي حتى الآن لم يتغير.

وتعتبر منطقة "الفشقة" المتاخمة للحدود الإثيوبية أرضا يصر كلا الجانبين على الاحتفاظ بها أو خوض حرب من أجلها.
وتقسم منطقة النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا إلى 3 مناطق: "الفشقة الكبرى" و"الفشقة الصغرى" و"المنطقة الجنوبية".

السلوك القديم

ومنذ نحو 25 عاما، تستولي عصابات الشفتة الإثيوبية المدعومة على أراضي مزارعين سودانيين في منطقة الفشقة بولاية القضارف شرق السودان، وتطردهم منها بقوة السلاح.

وظلت الخرطوم تكرر اتهامها للجيش الفيدرالي الإثيوبي بدعم تلك الميليشيات، التي تستولي على أراضي المزارعين السودانيين في منطقة الفشقة الكبرى والصغرى المحاذية لحدود إقليم أمهرا الإثيوبي، الأمر الذي تنكره أديس أبابا على الدوام، وتقول "إنهم مجرد مجموعات خارجة عن القانون".

وتمارس تلك الميليشيات، عمليات نهب وسلب وقتل، كلما اقترب موسم الحصاد في المشاريع الزراعية بالمناطق الحدودية مع ولاية القضارف، وتمكّنت نتيجة لذلك من السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة في تلك المناطق التي تتخللها في فصل الخريف أنهار عطبرة وستيت وباسلام الموسمية، وتفصلها عن بقية المناطق داخل السودان.

ومنذ نوفمبر 2020، بدأ الجيش السوداني إعادة انتشاره في مناطق الفشقة الكبرى والصغرى، وقال إنه "استرد 90 في المئة من المساحات التي كانت تحتلها قوات وميليشيات إثيوبية طوال 25 عاماً"، غير أن أديس أبابا اتهمت الخرطوم وقتها، على لسان المتحدث باسم خارجيتها دينا مفتي بالاعتداء على الأراضي الإثيوبية، متهمة الجيش السوداني بالتوغل داخل أراضيها، مستغلا انشغالها بالأزمة في إقليم تيجراي، مؤكدة تمسكها بالحوار مع السودان وعدم السعي لتضخيم موضوع الحدود بين البلدين أو جعله قضية ذات بعد إقليمي.

وفي 31 ديسمبر 2020، أعلن السودان على لسان وزير خارجيته في وقتها عمر قمر الدين، سيطرته على كامل الحدود مع إثيوبيا، بعد أن كانت تسيطر عليها مجموعات إثيوبية مسلحة في الفشقة، و يستوطنها مزارعون إثيوبيون تدعمهم تلك الميليشيات.