الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل شيماء.. أغانٍ وأشعار خلدت أسماء النساء.. ليلى وبهية وفطومة أبرزها

فنانون غنوا لأسماء
فنانون غنوا لأسماء النساء

أثار مهرجان "شيماء ارجعي متخافيش" جدلًا واسعًا خلال الأيام القليلة الماضية، وتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن حقق الآلاف من المشاهدات وأصبح حديث النشطاء معتبرينه مادة للضحك والسخرية بسبب محتواه غير الهادف واستخدام "شيماء" من أجل التريند، ليصبح الاسم منتشرًا ومتداولًا بين الكثير على السوشيال ميديا يرددونه مثلما يقوله مؤديه.

لكن لم يكن "شيماء" الاسم الأول الذي يظهر في أغنية، فقد خلدت الأشعار والأغاني سواء الشعبية أو الرومانسية عددًا من أسماء النساء والسيدات منذ قديم الأزل، يُنسج لهن سطور من كلمات الغزل والحب، ويُكتب فيهن أحر الجمل الرومانسية، لذا يستعرض "صدى البلد" في السطور التالية أبرز الأغاني والأشعار التي خلدت عددًا من هذه الأسماء.

ليلى أهم اسم في الشعر والأغاني

يعد اسم ليلى من أبرز الأسماء التي حلقت في سماء الشعر العربي والأغاني، نظرًا لأنها ترمز للحب الذي عبر عنه قيس بن الملوح في قصائده، بعد أن وقع في غرام ابنة عمه التي تعرف بنفس الاسم، ليفقد هذا الحب بعد أن يرفض أهلها الزواج منه وتتزوج من رجل آخر وتنتقل محبوبته وأسرتها إلى ديار أخرى، الأمر الذي جعله "مجنون" ليردد أجمل الكلمات والأشعار فيها، كان من أبرزها في عشق ليلى العامرية: "أمر على الديار ديار ليلى.. أُقبل ذا الجدار وذا الجدارا.. وما حب الديار شغفن قلبي.. ولكن حب من سكن الديارا".

ومن هنا تجلت "ليلى" في كل مكان بالوطن العربي وأصبح اسمها يردده النجوم في قصائد عميقة وأغانٍ شبابية حققت شعبية كبيرة، ومن أبرز هؤلاء الفنانين، اللبناني وديع الصافي الذي قدم رائعته "الليل يا ليلى" التي كتبها مصطفى محمود قائلا فيها: "الليل يا ليلى يعاتبني ويقول لي سلم على ليلى.. الحب لا تحلو نسائمه إلا إذا غنى الهوى ليلى".

وفي مصر كان لـ"ليلى" صيت كبير وحظ، فغنى لها فنانون عديدون منهم الكينج محمد منير الذي قدم أغنيته المشهورة الصادرة عام 1996 في ألبوم "أول لمسة"، ليقول لها: "ليلى يا ليلى يا ويلي يا ليلى.. اسمك الغالي يا ليلى في منتهى اللذة".

فيما قدم الفنان علي الحجار خلال مشاركته في مسلسل "أبو العلا البشري"، أغنية "ليلى ويا ليلى"، والتي كتبها الشاعر عبد الرحمن الأبنودي وتقول: "ليلي ويا ليلي ويا ليلي.. أنا قلبي حاسس بيكي من ليلة.. نجمة وطلعت والسما نعسانة.. ندهت بعلو الضو قالت يانا.. ازاي تناموا وازاي وانا سهرانة.. هتلاقوا أجمل من كده ليلة".

وغنى أيضًا الفنان أمير عيد مع فرقة "كايروكي" أغنية "ليلى"، والتي أهداها إلى زوجته التي تحمل نفس الاسم، واشتهرت ضمن ألبوم «نقطة بيضا» الصادر عام 2017.

كما احتفى الفنان محمد حماقي بالاسم في ألبومه "كل يوم من ده" الصادر عام 2019، وتدور محتوى أغنيته حول مجنون ليلى قائلا: "ليلى بقت ليلى اللي أنا مجنونها.. كاتب ألف قصيدة في عيونها.. راسم شكل حياتى بلونها.. ليلى شايف ليلى اللي أنا مختارها.. ليلى عمري هي قمرها بضحكة تنورها".

ومن الجزائر، انضم الشاب خالد إلى قائمة الفنانين الذين غنوا إلى ليلى، بتقديم أغنية "يا ليلى" في عام 2012، ومن كلماتها "يا ليلى كيف حالك اليوم.. يا ماما بيك ما جاني نوم.. يا ليلى كيف حالك اليوم.. يا عيني وعقلي بيك مشغول".

ولم ينس الفنان العراقي كاظم الساهر "ليلى" في أغانيه، فقدم لها قصيدة "أنا وليلى" من كلمات حسن المرواني التي كتبها في زميلته التي عشقها وهو يدرس بالجامعة ولكنها رفضت حبه، فأخذ ينظم كلماته المعذبة قائلا: "ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي.. واستسلمت لرياح اليأس راياتي.. جفَّت على بابك الموصود أزمنتي.. ليلى.. وما أثمرت شيئاً نداءاتي"، لتحقق شهرة واسعة بعد أن صدرت الأغنية عام  1998 ضمن ألبوم يحمل نفس الاسم وأصبح يطلبها المعجبون من القيصر في حفلاته.

بهية ووهيبة في الأغاني الشعبية

كان لأسماء سيدات بعينها شهرة واسعة في الأغاني الشعبية والتراث بالصعيد والريف، نظرًا لترديدها في المناسبات المختلفة والأعراس، تتراقص عليها الفتيات ويغينها الرجال، وكان من أبرز تلك الأسماء "أما نعيمة" التي كانت تغنيها النساء في الأفراح معتمدة على لحن وإيقاع واحد يتكرر في كل جملة فيقول مطلعها: "أما نعيمة.. نعمين.. خلي عليوة يكلمني.. أنا قلت لأبويا وشرطت عليه يدفع لي المية وعشرة جنيه وسرير ودولاب والراديو عليه.. أما نعيمة.. نعمين.. خلي عليوة يكلمني"، وفيما بعد غنتها كل من الفنانة الشعبية ليلى نظمي، والفنانة اللبنانية مروى.

كذلك كان "وهيبة" من الأسماء التي عُرفت في الغناء الشعبي، فمن منا لم يسمع أغنية "تحت السجر يا وهيبة.. ياما كلنا برتقان.. كحلة عينك يا وهيبة.. جارحة قلوب الجدعان" التي كتبها الشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي وتغنى بها محمد رشدي، والتي اشتهرت سريعًا ليصبح الاسم رمزا لكل فتاة ريفية جميلة.

ومثلها كانت "بهية" التي كانت بطلة من أبطال الحكاية الشعبية "ياسين وبهية" التي ظهرت مع بداية القرن الماضي، وأصبحت جزءًا من التراث الشعبى يتغنى بها شاعر الربابة على المقاهى في الصعيد أو يقف وسط الأطفال يردد عليهم قصتهما.

وبرز اسم بهية في عدد من الأغاني مثل الأغنية التي كتبها الشاعر بيرم التونسي بعنوان "يا بهية وخبريني" وغنتها ليلى مراد، كما غناها موال أيضًا محمد طه، مرجعة مقتل ياسين إلى حبه لبهية، فتقول: "يا بهية وخبريني يا بويا، ع اللي قتل ياسين.. قتلوه السود عينيا يا بويا، من فوق ضهر الهجين".

كما غنتها الفنانة شادية في فيلم "لوعة الحب" وكانت في إطار رومانسي فيقول مطلعها: "يا بهية وخبريني يا بويا عن حال العاشقين ليل عيني.. عن حال العاشقين.. حبيت والشوق كويني وإن قلت أقول لمين".

وبعد ذلك خرج الشاعر أحمد فؤاد نجم بتقديم حكاية "ياسين وبهية" في قصيدة له بطريقة أخرى والتي غناها الشيخ إمام فيقول فيها: "يا بهية وخبرينا،على اللي جتل ياسين.. في الصحرا وفي المدينة، اليوم دا ومن سنين.. ناس تمشي، وناس تجينا.. واحنا متبعترين، ولا صاري ع السفينة"

كما كتب الشاعر الراحل نجيب سرور مسرحية تحمل نفس الاسم، فكانت أولى أعماله المسرحية والتي قدمها في عام 1965، لكن لا يمكن نسيان "بهية" و"عيونها" في الأغنية التي قدمها الفنان محمد العزبي واشتهر بها خلال مسيرته الفنية والتي يقول مطلعها: "ردي البيبان يا بهية لا في يوم يظلموكي.. داري العيون يا صبية لا الناس يحسدوكي"، وتتحدث عن جمال وجرأة عيونها والتي تمتلئ بالدموع بسبب ظلم ولوم الناس لها.

ومن بهية لـ"عدوية" التي تعد من أبرز أسماء الأغنيات الشعبية التي حققت شهرة كبيرة لصناعها كل من محمد رشدي، وعبد الرحمن الأبنودي، وبليغ حمدي، والتي ذاع صيتها وأحدثت ضجة واسعة منذ انطلاقها وحتى الآن، لما كان بها من توظيف لكل الصور الجمالية والفنية.

وتقول الأغنية: "صياد ورحت اصطاد صادوني.. يا عدوية.. طرحوا شباكهم رموش العين.. صابوني.. يا عدوية.. اه يا ليل يا قمر والمانجة طابت ع الشجر.. اسقيني يا شابة.. وناوليني حبة ميه.. اسم النبي حارسك.. اسمك ايه ردي عليا.. عدوية".

عليا.. يخربيت عيونك

كانت عيون "عليا" أبرز ما تغزلت فيه جارة القمر الفنانة فيروز، فقدمتها في أغنيتها الشهيرة “ع هدير البوسطة” والتي تقول فيها: "ع هدير البوسطة الكانت ناقلتنا.. من ضيعة حملايا على ضيعة تنورين.. تذكرتك يا عليا وتذكرت عيونك.. يخرب بيت عيونك يا عليا يا عليا شو حلوين".

كانت أغنية "عليا" في الأساس جزءا من مسرحية "بالنسبة لبكرة شو"، إذ كتبها زياد رحباني نجل فيروز، وغناها خلال الأحداث المطرب جوزيف صقر عام 1979، لكن عندما سمعها عاصي الرحباني طلب من ابنه أن تغنيها والدته لتكون من الأغاني التي اكتسبت شهرة واسعة بصوت فيروز.

نورا وحب الملكة ناريمان

كان لاسم "نورا" نصيب في الأغاني المصرية، فغنى لها كل من الفنان فريد الأطرش، والفنانة الاستعراضية نيللي.

“نورا نورا يا نورا يا نورا يا وردة نادية في بنورة.. اسمك على رسمك صورة مِ القمرة يا أمورة”، هكذا بدأ ملك العود فريد الأطرش في التغزل بصاحبة الاسم في حفل زفاف الملكة ناريمان على الملك فاروق، كما تغنى بها في فيلم “لحن حبي”.

وتردد حينها حسبما ذكرت عدد من الصحف والمجلات، أن فريد الأطرش وقع في غرام الملكة ناريمان عندما رآها في حفل زفافها، لكن قصة الحب السرية لم يُكتب لها الاستمرار برغم طلاقها عام 1952 بعد معاناتها في المنفى مع الملك بإيطاليا، فعندما عادت إلى مصر تناقلت وسائل الإعلام شائعات بقرب زواجها من ملك العود، لكن والدتها نفت الأمر ورفضته معتبرة أن فريد في النهاية "لا يعدو كونه مطربًا، ولا يرقى لأن يكون زوجًا لآخر ملكات مصر"، ما أدى إلى غضب الفنان وحزنه ليصاب بذبحة صدرية بعدها.

من "نورا الأطرش" لـ "نورا نيللي" والتي غنتها الفنانة الاستعراضية القديرة في فيلم يحمل نفس الاسم عُرض عام 1967، وكانت تؤديها بمشاركة ثلاثي أضواء المسرح "سمير غانم، جورج سيدهم والضيف أحمد"، واشتهرت بها نيللي وقتها خاصة مع رقصة الكلاكيت المتضمنة بها.

زينة والله زينة

تتذكر "ن. س" حضورها سبوعا لإحدى جاراتها التي أطلقت اسم "زينة" على ابنتها، فكان يردد الجميع في الحفل الأغنية التي تحمل نفس الاسم وقدمها كل من فريد الأطرش وشادية كـ"دويتو" في فيلم "أنت حبيبي" عام 1957، إذ كانوا يشغلونها مرارًا وتكرارًا خاصة مقطع "زينة زينة زينة.. زينة غالية علينا زي ضي عينينا.. زينة زينة زينة".

وتعد أغنية "زينة" من الأغاني المبهجة التي تتغزل في جمال السيدة الزينة، وهي كلمة مشهورة في بلاد النوبة وأسوان والصعيد.

كما كان هناك معزوفة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب باسم "زينة"، والتي اشتُهرت في فيلم "الزوجة 13"، ورددت بها الفنانة شادية في آخرها جملة "زينة والله والله يا زينة يا زينة".

فطومة وإبداع فوزي 

"فطومة" كان اسما مميزًا في الأغاني الراقصة "الفرانكو آراب" التى اشتهرت فى منتصف الخمسينات وأوائل الستينات، وقدمها المغني بورنو موري شقيق الفنانة داليدا، بالتعاون مع المغامر سابق عصره محمد فوزي.

حققت أغنية "فطومة" نجاحًا باهرًا وقتها مثلما حدث مع أغنية "يا مصطفى يا مصطفى" التي قدمها الثنائي موري وفوزي أيضًا، لتباع منها نسخ عديدة، خاصة أنها كانت سابقة العصر وتتميز بالغناء الراقص فجمعت بين إيقاعات وآلات شرقية وغربية، فضلًا عن الكلمات الخفيفة التي امتزجت من لغات مختلفة "عربية، فرنسية، إيطالية، إنجليزية".

وفي الثمانينات أعاد الفنان حميد الشاعري توزيعها لترجع مجددًا لشهرتها بعد أن تم تصويرها فيديو كليب وكانت بطلته الفنانة ياسمين عبد العزيز.

وفي عام 2019، أطل "فريق واما" بأغنية باسم "فطومه" والتي صدرت في ألبومهم "الصيف ابتدى"، بعد غياب نحو 4 سنوات عن الساحة الفنية، وهي من كلمات أيمن بهجت قمر، وتوزيع إيهاب فاروق.

عايشة محبوبة الشاب خالد

اشتهر اسم "عائشة" في الأغنية، إذ قدمه مغني الراي الشاب خالد في أغنيته "عايشة" حسب النطق باد المغرب، والتي صدرت عام 1996، وحققت نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ومبيعات ليس في الوطن العربي فقط ولكن عبر العالم لما بها من كلمات ممزوجة بين العربية والفرنسية، فكتب كلماتها العربية الشاب خالد والفرنسية الملحن وكاتب الأغاني جان جاك جولدمان.