الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أقوى الحلفاء.. سفير مصر في أمريكا يكتب: شراكة القاهرة وواشنطن صمام أمان المنطقة والعالم

السفير المصري لدى
السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران

كتب السفير المصري لدى الولايات المتحدة معتز زهران مقالًا في صحيفة "ذا دالاس مورنينج نيوز" الأمريكية، سلط في الضوء على ضرورة تعزيز جوانب العلاقات المصرية الأمريكية كافة، مؤكدًا على كون الشراكة بين البلدين ضرورة ملحة وصمام أمان لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وإلى نص المقال:

أعادت مصر مؤخرًا افتتاح طريق الكباش، مستعيدة تلك الاعجوبة التاريخية بعد عقود من أعمال التنقيب وصيانة الآثار. وهنا في تكساس أعاد متحف هيوستن للعلوم الطبيعية أيضًا افتتاح قاعة مصر القديمة وأقام معرض "رمسيس وذهب الفراعنة".

وكسفير لمصر لدى الولايات المتحدة، أفخر بمشاركة كنوز حضارتنا مع العائلات في تكساس بينما نعمل معًا على تعزيز روابطنا الأمنية والاقتصادية والثقافية، وقد زار وزير البترول والموارد المعدنية طارق الملا تكساس هذا الأسبوع لبحث سبل تقوية الشراكة بين بلدينا.

إن ولاية تكساس هي أكبر مستورد للبضائع المصرية وثاني أكبر شريك تجاري لمصر في الولايات المتحدة، ومثلما تُعد تكساس رائدة في الابتكار وإنتاج الطاقة عالميًا، تسعى مصر لأن تكون كذلك في الشرق الأوسط وأفريقيا.

تتمتع استثماراتنا المشتركة في مجال الطاقة بأهمية خاصة، لا سيما مع تحول مصر إلى الاعتماد على الطاقة النظيفة واستعدادها لاستضافة مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ لعام 2022 "COP27"، ولكن بينما نحقق تقدمًا ملموسًا في التجارة وإنتاج الطاقة عالميًا، فالحقيقة أن التهديدات الأمنية قد تؤثر على عملنا معًا في منطقة مضطربة.

إن حجر الزاوية في العلاقات المصرية الأمريكية هو التزامنا بالأمن والاستقرار الإقليميين، لكن هناك المزيد من العمل المطلوب إنجازه في هذا الصدد.

ويعد خطر سباق التسلح النووي في الشرق الأوسط التهديد الأخطر لاستقرار المنطقة. لا يمكن السماح لدول المنطقة بامتلاك أسلحة نووية لأن من شأن ذلك زعزعة استقرار المنطقة وتعريض الأمن الإقليمي والدولي للخطر وتقويض جهود السلام والأمن والتنمية والازدهار. ولذا فمن الضروري جعل الشرق الأوسط منطقة خالية من السلاح النووي وسائر أسلحة الدمار الشامل.

وستعمل مصر مع الولايات المتحدة والمؤسسات الدولية لضمان ألا يتحول هذا الكابوس إلى واقع، وأن تُستخدم أي تكنولوجيا نووية لأغراض توليد الطاقة سلميًا.

لا يزال الشرق الأوسط يعاني من الجماعات الإرهابية والأنشطة العسكرية العابرة للحدود، وبعض هذه المخاطر تشكل تهديدًا جليًا وجسيمًا لمصالحنا الأمنية المشتركة.

وتعمل مصر والولايات المتحدة عن كثب لمكافحة الإرهاب، بما في ذلك مكافحة تنظيمي داعش والقاعدة، إلى جانب جهودهما الدبلوماسية لخفض التوتر في البؤر الساخنة بالمنطقة، تلك الجهود التي كانت جزءًا أساسيًا في التمهيد لإجراء الانتخابات في ليبيا وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من أراضيها.

يجب ألا نسمح بوقوع المزيد من الدول في المنطقة تحت هيمنة المتطرفين. ستواصل مصر بذل الجهود مع الولايات المتحدة لمكافحة الجماعات الإرهابية التي تهدد مصالح أمننا القومي وتسعى للإضرار بالولايات المتحدة.

تؤمن مصر إيمانًا راسخًا بحق المرور الحر للبضائع عبر قناة السويس والممرات الملاحية المجاورة، وسنعمل مع الولايات المتحدة لمواجهة وصد أولئك الذين يهددون التجارة العالمية، فليس للولايات المتحدة حليف أقوى من مصر في المنطقة عندما يتعلق الأمر بمكافحة الإرهاب وتأمين المصالح المصرية والأمريكية.

وفي الوقت الحالي، نعمل بنشاط مع الحرس الوطني في ولاية تكساس لتقييم المخاطر ومواجهة تهديدات الأمن القومي وتعزيز السلام والازدهار المشترك. ويقف الحرس الوطني الأمريكي جنبًا إلى جنب مع الجيش المصري وحلفاء الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب بالشرق الاوسط، من خلال برنامج شراكة الحرس الوطني التابع لوزارة الدفاع الأمريكية.

وتتضمن هذه الشراكة المعمقة العمل معًا في العمليات الجوية والبرية والبحرية المشتركة لحماية السفن الحربية والتجارية الأمريكية التي تتحرك عبر قناة السويس وشرق البحر الأبيض المتوسط.

إن القيادة المتميزة التي تنتهجها ولاية تكساس والجنرال تريسي نوريس قائد الحرس الوطني بالولاية تُعد أمرًا بالغ الاهمية لتدشين حقبة جديدة من التعاون الدفاعي بين مصر والولايات المتحدة في مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، ولحماية الشراكة الاقتصادية التي تدفع عجلة النمو في دالاس والقاهرة.

وبينما تتعاظم المخاطر، يجب أن تتطور الأمور بينما تعمل مصر وولاية تكساس معًا لتعميق علاقاتنا في سبيل مواجهة المخاطر الجيوسياسية والتهديدات التي تطال أمننا القومي.

وختامًا، ففي موسم الاحتفالات وعيد الشكر، أود الإعراب عن تقدير بلادي لولاية تكساس وأن أحث على حماية ما بنيناه حتى الآن والاستثمار في مزيد من التعاون لمصلحة جميع الأمريكيين والمصريين.


-