الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أوقاف القاهرة تطلق حملة كبرى لتنظيف أسطح المساجد

جانب من الفعاليات
جانب من الفعاليات

قامت مديرية أوقاف القاهرة بتنفيذ حملة موسعة لتنظيف أسطح جميع المساجد الواقعة في نطاقها، وذلك في إطار إطلاق وزارة الأوقاف حملة واسعة لنظافة المساجد.

 

حملة موسعة لتنظيف أسطح المساجد


وقال الدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة إن هدف الحملة هو تنظيف أسطح المساجد من أية مخلفات أو كهن أو خلافه تكون على أي سطح من أسطح المساجد ، والعمل على جمعها وتخريدها بمعرفة مخازن الوزارة ، وذلك في ضوء حملة موسعة تقوم بها الوزارة على مستوى الجمهورية ، وأضاف أن بيوت الله (عز وجل) أمانة في أعناقنا جميعًا ، ويجب صيانتها والقيام بكل ما من شأنه تهيئتها للمصلين وعمارتها ونظافتها داخليًّا وخارجيًّا،  مؤكدًا أن خدمة بيوت الله (عز وجل) شرف لكل من يقوم بها.

 صفات المرجفين في الأرض

صرح د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف بأن القرآن الكريم  قد أمر بكل خير وإصلاح، ونهى عن كل شر وإفساد، حيث يقول تعالى: "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا"، كما بيَّن سبحانه أنه لا يحب الفساد ولا المفسدين، يقول (عز وجل) :"واللهُ لا ُيِحِبُّ الفَسَادَ"، ويقول سبحانه :" إِنَّ الله لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ"، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم):"فَأَمَّا مَنْ ابْتَغَى وَجْهَ اللهِ وَأَطَاعَ الْإِمَامَ وَأَنْفَقَ الْكَرِيمَةَ ، وَيَاسَرَ الشَّرِيـكَ ، وَاجْتَنَبَ الْفَسَادَ ، فإنَّ نَوْمَهُ ‌وَنُبْهَهُ ‌أَجْرٌ كُلُّهُ ، وَأَمَّا مَنْ غَزَا فَخْــرًا وَرِيَــاءً وَسُمْعَةً ، وَعَصـَى الْإِمَامَ ، وَأَفْسَدَ فِي الْأَرْضِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَرْجِعْ بِالْكَفَافِ".


وإنَّ المتأمل في القرآن الكريم يجد أنه قد أولى الحديث عن بغاة الفتنة، والمفسدين في الأرض عناية خاصة؛ وذلك لبيان ضلالهم، وإظهار خطرهم على الأديان والأوطان، فقد أخبرنا سبحانه وتعالى أن الأنبياء وأهل الفضل في كل زمان ومكان ينهون عن الفساد، ويحذرون من المفسدين، يقول تعالى: "وَقَالَ مُوسَى لأخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ"، ويقول سبحانه: "فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ" . 


وقد بيَّن لنا الحق سبحانه صفات المفسدين والبغاة، ومنها: الكذب، والتدليس، وادِّعاء الصلاح، والإصلاح ؛ حيث يقول تعالى: "وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الحَرْثَ والنَّسْلَ وَاللهُ لا يُحِبُّ الفَسَادَ" ، ويقول تعالى : "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ"، ويقول تعالى:"قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا  الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَــاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا".


وقد بيَّن القرآن الكريم جزاء بغاة الفتنة والمفسدين في الدنيا، ومصيرهم في الآخرة، حيث يقول سبحانه: "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الله وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، ويقول (عز وجل): "وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ" ، ولا يظننَّ باغٍ أو مفسد أنه إن نجا أو أفلت من حساب الناس فإنه سيفلت من حساب الخالق (عز وجل).


أما المرجفون في الأرض مروجو الشائعات والأكاذيب بغية إسقاط الدول وإحداث هزة أو رجفة بها فجزاؤهم في قوله تعالى: " لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا".


  وقد قال بعض المفسرين وأهل العلم في قوله تعالى : "أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا " هذا خبر فيه معنى الطلب , بما يعني أن خيانة الأوطان والإرجاف فيها قصد إسقاطها أو إفشالها أو التخابر لصالح أعدائها - وهو ما يعرف بالخيانة الوطنية الكبرى - هو القتل , على أن ذلك إنما يكون وفق ما ينظمه قانون الدول , وليس أمرًا مباحا للأفراد أو الجماعات أو القبائل خارج إطار العدالة والقانون .


فالمفسدون جهرًا خوارج وبغاة ، والمفسدون سرًّا هم الجبناء المنافقون ، والنفاق قائم على مخادعة المجتمع وبث الأراجيف بين أبنائه ، والكذب وإشاعة الفتنة من أخص صفات المنافقين ، والخونة والعملاء والطابور الخامس خطر داهم في ظهور أوطانهم ، ومرض يجب استئصاله ، وأخطر أنواع الخيانة هي الخيانة تحت غطاء الدين ، أو المتاجرة بشعارات زائفة يعرفها الجميع ، وكشف الخونة وتخليص المجتمع من شرهم واجب شرعي ووطني ، ولا غنى عنه للحفاظ على أمن الدول وأمانها ، فلم تسقط دولة عبر التاريخ إلا كانت خيانة بعض أبنائها أحد أهم عوامل سقوطها، وجواسيس اليوم ليسوا كجواسيس الأمس ، لهم مسوح الثعالب وجلود الثعابين ، وتحصين الدول يتطلب تخليصها من شرهم.