EN 
نعرف جميعًا أن ميعاد يوم القيامة، ضمن الغيبيات غير المعلومة لأي مخلوق على وجه الأرض، لكن ببساطة يمكنك تخيل أنك تجلس في إحدى الليالي تستمع إلى الإذاعة، وإذ فجأة تسمع صوت مذيع راديو يذيع عليك نبأ موعد يوم القيامة؟!.
إذاعة موعد يوم القيامة
مزحة استغلها مذيع شاب عام 1962م، عندما أجمع المنجمون حول العالم على ميعاد محدد سوف يقوم فيه القيامة، واستغل المذيع الشاب في ذلك الوقت وجدي الحكيم، الموقف وقرر تقديم فقرة مثيرة ساخرة حول الأمر.
مزحة تتحول لاعتقال
عام 1962م، بعد أن أجمع عدد من منجمي العالم، عن يوم قيام القيامة، وحددوا الساعة السابعة والنصف مساءًا لليوم المزعوم، استغل الإعلامي وجدي الحكيم الأمر، وأذاع الخبر في برنامج «أبو لمعة» الذي كان يذيعه في الراديو، كنوع من المزاح الثقيل مع المتابعين، لكن أنقلب الامر عليهم وبات هو ومن شاركوا معه مهددين بالإعتقال.
تفاصيل الإعلان
في ميعاد الحلقة من برنامج أبو لمعة، كان يتم إذاعة أغنية تُذاع بمارش عسكري، فقطع الإذاعي وجدي الحكيم الاغنية، ومثل وفريق العمل لمدة 12 دقيقة أن القيامة بتقوم، موضحًا خلال لقاء مع الإعلامي صفاء أبو السعود: «بالفعل قطعنا الأغنية ومثلنا أن القيامة بتقوم وقولنا: بعد قليل نذيع عليكم بيانًا هامًا، ثم يرتفع صوت المارش، لنقول أفادت وكالة الأنباء العالمية بيجو برس، أن الاصطدام المتوقع حدوثه بين كوكبين قد يحدث بين لحظة وأخرى.
واستمر وجدي الحكيم وفريق العمل على هذا النحو يتلون كلمات جادة جدًا ومخيفة للمستمعين، من بينها إرسال وفد من الإذاعة إلى برج القاهرة نقل ما يحدث، وفي نفس الوقت يسمع الجمهور، أصوات خبط، ثم «البرج يتحرك ويهتز دلالة على وجود المذيع، ويقول المذيع: « البرج يطير ويخترق الغلاف الجوي، وعلى الغلاف صورة فاتن حمامة».
نهاية الحدوتة
بعد مرور 12 دقيقة من الكذب، في القصة الموهومة، توقع وجدي الحكيم، أن الامر بدأ يتضح أمام المستمعين، لكن توضيحه للامر كان متأخرًا، حيث خرجت أعداد كبيرة من المواطنين إلى الشوارع خائفين فزعين مما سمعوا، وتم اعتقال الحكيم وفريق العمل بسبب هذا الأمر.
تدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر
تم اعتقال وجدي الحكيم وفريق عمل برنامج أبو لمعة، وكان يتم التحقيق معهم يوميًا، إلى أن طلب الرئيس الراحمل جمال عبد الناصر الاستماع إلى الحدوتة، وعندما رواها الحكيم له، ضحك وقال: «الإثارة مطلوبة، عايزين جماهير واعية مش جاهلة، ممكن تترعب من هذه البرامج»، ونظر إلى الحكيم محذرًا: «لو كررتها تاني مش هتسلم مني، قلتله حرمت».
