الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم العالمي للحجاب.. أول من دعا إليه وسر إقبال 116 دولة على الاحتفال به

صدى البلد

حجاب المرأة المسلمة، المقصود به الثوب الذي يستر عورة المرأة، ويُقام يوم الحجاب العالمي في الأول من فبراير فيما يقرب من 116 دولة، حيث تدور فعاليات اليوم حول محاولة رفع الوعي حول الحجاب وتعميق فهم الآخرين عنه، وتعزيز التسامح الديني.

انطلاقة يوم الحجاب العالمي

تم الاحتفال لأول مرة باليوم العالمي للحجاب عام 2013، حيث جاءت الفكرة من "ناظمة خان" التي تقيم في ولاية نيويورك الأمريكية، وفي هذا اليوم تكون الدعوة لجميع الفتيات المسلمات وغير المسلمات إلى ارتداء الحجاب  ومعرفة انطباعاتهن عن ذلك، حيث شاركت العام الماضي فتيات من 50 دولة حول العالم، ليرتفع هذا العام عدد الدول المشاركة إلى 116 دولة.

ناظمة خان

وتقول ناظمة إنها تسعى هذا العام لأن تكون هناك مليون مشاركة في هذا اليوم من حول العالم، الذي يأتي تحت شعار "توعية أفضل، فهم أعمق، سلام للعالم".

بداية فكرة الاحتفال

على الرغم من انتقاد كثيرين في الغرب لفكرة ارتداء الحجاب، وربطه بالتشدد الديني، فإن ذلك لم يمنع المسلمة البنغالية ناظمة خان، التي تعيش بمدينة نيويورك الأمريكية، من ارتدائه، معتبرة أنه رمز للإيمان وللجمال والتواضع، ومن هنا استوحت فكرة اليوم العالمى للحجاب وتم الاحتفال به لأول مرة في عام 2013.

حاولت ناظمة خان تغيير هذه الصورة النمطية عن الحجاب بإطلاق يوم "يوم الحجاب العالمي"، لجذب التعاطف وتشجيع النساء المسلمات وغير المسلمات، اللواتي لا يرتدين الحجاب على ارتداء غطاء للرأس وخوض التجربة، موضحة أن الهدف من ذلك تعزيز التسامح الديني حول العالم من خلال رفع مستوى الوعي حول الحجاب، منوهة إلى أن الحجاب ليس تغطية الرأس وحسب، وإنما أيضاً تغطية كل الجسم بما في ذلك الرأس والصدر والذراعين والساقين، إضافة إلى أن تكون هذه ملابس فضفاضة.

وكتبت خان في رسالة عبر البريد الإلكتروني: أن "التواضع هو جزء من ديننا الإسلامي،" مضيفةً: "لا يجب التمييز ضد أي شخص لاعتناق دينه".
وكانت خان عانت الكثير بعد انتقالها مع عائلتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن كان عمرها 11 عامًا، من سخرية البعض منها بسبب ارتدائها الحجاب في المدرسة، واستمرت المضايقات في مدرستها الثانوية ومن ثم في الجامعة، وأصبحت أسوأ بعد هجمات 11 سبتمبر.
تحدثت ناظمة عن قرار ارتدائها الحجاب عندما جاءت إلى الولايات المتحدة، وكيف أن قرارها هذا كان سبباً في التحرش بها لفظيا وجسدياً بسبب الحجاب، فأطلقوا عليها بعض المسميات مثل "نينجا" وغير ذلك، وقد عانت في المدرسة والجامعة وتم الاعتداء عليها من قبل زملائها والمعلمين، ومن هنا رغبت ناظمة في أن يكون هذا اليوم سبباً في رفع الوعي حول الحجاب وتغيير الصورة النمطية له.

تطور فكرة الاحتفال بيوم الحجاب

منذ بدء الاحتفال بيوم الحجاب  العالمي، تحول اليوم إلى موضوع شائع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعمت النساء الجهد في إحياء هذا الحدث في جميع أنحاء العالم، وشارك سفراء في 33 بلداً في يوم الحجاب العالمي.

ومع بدء اليوم، بدأت ناظمة باستقبال الأخبار من جميع أنحاء العالم عن الاحتفال بهذا اليوم على حسابها في “تويتر”، طالبة من المشاركين إرسال صورهم لنشرها على الموقع الإلكترونى للحملة، بحيث تجد الفتيات والنساء الكثير من المعلومات عن الحجاب وأهميته، وعن فكرة اليوم العالمي  للحجاب والدول المشاركة وكيفية التطوع والمشاركة، إضافة لقصص الكثيرات اللاتي يعبرن عن الحجاب، وكيف غيّر في حياتهنّ الشخصية.

أهمية الحجاب وضرورته للمرأة المسلمة

فرض الله سبحانه وتعالى، الحجاب على النساء المسلمات، ورتّب على من لم تلتزم به إثماً وذنباً  كبيراً، وذلك لما للحجاب من أهميةٍ وفوائدٍ وثمارٍ عظيمةٍ تعود بالنفع على المرأة نفسها، وعلى  المجتمع المسلم بشكلٍ عامٍ، ومن هذه الفوائد

- الحجاب طاعةٌ وامتثالٌ لأوامر المولى جلّ وعلا، فالإيمان الحقيقي يكون بالاستسلام لما فرض الله -عزّ وجلّ- على الإنسان من واجباتٍ، ومنها: الحجاب في حقّ المرأة، فإذا قامت بارتدائه كانت مطيعةً لله منقادةً لشريعته، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).
- الحجاب علامةٌ على الإيمان عند مَن التزمت بلباسه، فالله -تعالى- إنّما استخدم لفظ الإيمان في حديثه عن النساء المأمورات بلباسه، فقال: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ).
- الحجاب طهارةٌ ونقاءٌ لقلوب كل من الرجال والنساء، فالله -سبحانه- بيّن العلّة العامة من الحجاب في قوله عن أمهات المؤمنين: (وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ)، ففي هذه الآية أرشد الله -تعالى- المؤمنين إذا أرادوا أن يسألوا نساء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- شيئاً أن يكون سؤالهم ذلك من وراء حجاب، وعلّل ذلك بكونه أطهر لقلوبهم جميعاً، وبما أنّ هذه العلة علّةٌ عامّةٌ فهي تدلّ على تعميم الحكم لحاجة الناس جميعاً في كلّ زمانٍ ومكانٍ إلى طهارة القلوب.   
- الحجاب يدلّ على عفّة مرتديته، وإذا ظهر على المرأة العفّة كان ذلك حامياً لها من أطماع ضعيفي الإيمان الذين يؤذون النساء المتبرجات، كما أنّ صلاح الظاهر فيه دلالةٌ على صلاح الباطن، قال الله تعالى: (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ).
- الحجاب دلالةٌ على الحياء، والحياء خلقٌ عظيمٌ دعا إليه الإسلام، وجعله الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- شعبةً من شعب الإيمان، وهو خصلةٌ من خصال الفطرة السليمة، يودعه الله في النفوس التي يريد تكريمها، وكلمة الحياء مأخوذةٌ من الحياة؛ لأنّ الحياة لا تستقيم دون خُلق الحياء. الحجاب يتناسب مع مفهوم الغيرة السويّة، وهي تلك الغريزة القوية الموجودة في نفس الرجل السويّ، تدفعه لصيانة المرأة عن كلّ ما هو سيءٌ وشيّنٌ وعارٌ، وهي خصلة من صميم الإيمان، وهكذا فالحجاب يساعد الرجل في غيرته على صيانة المرأة، وحمايتها من كلّ ما يؤذيها. الحجاب دعوةٌ لمكارم الأخلاق، ومحاسن الصفات والخصال، مثل: الحشمة، والعفة، والأدب وغيرها.
- الحجاب يضيّق الطريق أمام الخواطر الشيطانية، ففيه وقايةٌ للمجتمع من الأذى، وحمايةٌ لقلوب الرجال والنساء من الأمراض، والخواطر الشيطانية التي تدفع إلى إطلاق البصر، وقذف المحصنات، وغيرها من هذه المظاهر.