الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لن نقف مكتوفات الأيدي.. نساء أوكرانيا يستعددن لمقاومة الغزو الروسي بسلاح ودورات عسكرية

مواطنون أوكرانيون
مواطنون أوكرانيون يتدربون على حمل السلاح

عندما اندلعت الحرب في شرق أوكرانيا عام 2014 مع الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا، حزمت أوكسانا وزوجها متعلقاتهما في سيارة وهربا بعيدًا عن مدينة دنيبرو بوسط أوكرانيا.

وبعد أسابيع قليلة، شهدت شوارع مسقط رأس أوسكانا في مدينة دونيتسك التي تقع بالقرب من الحدود مع روسيا، قتالًا دمويًا، قائلة لشبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية: "لم نكن قادرين على المغادرة في ذلك الوقت".

تعيش أوكسانا الآن في العاصمة كييف، وتستعد لاحتمالية غزو روسيا لبلادها، وذلك مع حشد موسكو أكثر من 100 ألف جندي على حدودها مع أوكرانيا ونقل معدات عسكرية إلى بيلاروسيا المجاورة، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب واسعة النطاق في الدولة الواقعة في شرق أوروبا.

لكن هذه المرة، تريد أوكسانا البقاء وتأمل أن تكون مستعدة لأي موقف، لذلك انضمت إلى بعض المدنيين الذين تطوعوا للتدريب من قبل قوات الدفاع الإقليمية الأوكرانية، للدفاع عن النفس تحسبًا لغزو روسيا، حسب تقرير نشرته شبكة “إيه بي سي نيوز" عن النساء اللاتي يتدربن على حماية أنفسهن.

وشاركت أوكسانا مع حوالي 200 سيدة أخرى، السبت الماضي، في دورة تحت عنوان "البقاء على قيد الحياة" للنساء في كييف، إذ تم تدريبهن على أساسيات الدفاع عن النفس، وكيفية حزم حقيبة الطوارئ وغيرها من المهارات التي قد تكون مفيدة في حالة الصراع والحرب.

ووفقًا للشبكة الأمريكية، يعتبر الحرس النسائي الأوكراني هو مجرد مجموعة واحدة من عدة مجموعات عملت في الأسابيع الأخيرة على رفع مهارات الناس، بعد التصعيد الروسي الأخير.

وتأسست المجموعة من قبل المحامية أولينا بيليتسكا في عام 2014، وتقدم التدريب العسكري والدفاع عن النفس وغير ذلك من التدريبات للنساء منذ ذلك الحين.

وكانت تعلم هذه المنظمة النساء المدنيات بنشاط حتى عام 2018، حتى تراجع الطلب على الدورات، لكن بعد زيادة التهديد بمزيد من الغزو الروسي، قالت بيليتسكا إن طلبات التدريب بدأت في العودة مرة أخرى.

وأضافت "في الوقت الحالي، هناك تهديد مباشر وأظهر الناس على الفور مبادرة لاتخاذ موقف"،، مشيرة إلى أن الخطة كانت في الأصل هي إجراء محاضرة لحوالي 50 شخصًا، ولكن في غضون أسبوع من الإعلان عن الدورة تم تسجيل حوالي 1000 امرأة في كييف وحدها.

كما كان الاهتمام من جميع أنحاء البلاد أكبر، مع دعوات لإتاحة الدورات عبر الإنترنت.

ومن بين المشاركات في الدورة أيضًا، الصحفية ماريا كوريتوفا، البالغة من العمر 34 عامًا، والذي أكدت أنها تريد أن تكون جاهزة لأي شيء.

وأشارت: "في عام 2013، بدا أنه لا يمكن لأحد أن يموت في الميدان.. لا يمكن أن تكون هناك حرب، لكن في العام التالي، استولت موسكو على شبه جزيرة القرم وبدأت في إثارة الاضطرابات في شرق البلاد".

وأضافت كوريتوفا: "بدا الأمر وكأنه جنون ولم تكن هناك حاجة للاستعداد لشيء كهذا.. الآن، أفهم أنه من الضروري أن نكون مستعدين".

وتابعت "لم أعش قط في مدينة بها حرب وأريد أن أفهم ما يمكن أن يحدث.. أي نوع من الهجمات هناك.. كيف نتعرف عليها؟ وماذا نفعل للبقاء على قيد الحياة؟، وكيف نهرب من المدينة؟".

ومنذ أسابيع، تتهم أوكرانيا وحلفاؤها الغربيون، موسكو بحشد عشرات آلاف الجنود على حدود كييف تمهيدا لغزو محتمل، فيما تنفي روسيا الأمر مرارًا وتكرارًا، مؤكدة أن ضمان أمنها يتم بمنع أي توسع لحلف شمال الأطلسي الذي تعتبره تهديدا وجوديا لها، وبوضع حد للأنشطة العسكرية الغربية التي تؤكد أنها تجرى على مقربة من حدودها.

ويعتقد الكثير من الأوكرانيين أنه من غير المحتمل اندلاع حرب واسعة النطاق، بما في ذلك أولينا هريدينا وابنتها ألونا أوسانوفا.

وكان الاثنان يزوران كييف نهاية الأسبوع الماضي وهما من مدينة ماريوبول الشرقية، حيث اندلع قتال عنيف في عام 2014، معربين عن شكوكهما بشأن خطط روسيا.

وقالت أولينا: “لا نعتقد حقًا أن كل هذا حقيقي.. لا أستطيع أن أقول إن لدي حقيبة جاهزة للهرب.. لكن إذا غزت روسيا، فمن الممكن أن أنتقل إلى مكان ما لأن لدي طفلان”.