الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خان أصدقائه وفجر عائلته|من هو زعيم داعش في إدلب أبو إبراهيم القرشي

 أبو إبراهيم الهاشمي
أبو إبراهيم الهاشمي القرشي

هنأ رئيس وزراء إسرائيل نفتالي بينيت،  الخميس، الرئيس الأمريكي جو بايدن بمناسبة القضاء على زعيم تنظيم داعش  أبو إبراهيم القرشي.

وكتب حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي في تغريدة على تويتر: "أصبح العالم مكانًا أكثر أمانًا الآن بعد أن تمت تصفية زعيم داعش أبو إبراهيم الهاشمي القرشي".

مقتل زعيم تنظيم داعش

وأضاف: "أبارك لحليفتنا الولايات المتحدة وللجنود الأمريكيين الشجعان على إنجاز هذه العملية الجريئة، علينا مواصلة الحرب العالمية التي نخوضها ضد الإرهاب بمنتهى القوة والعزيمة".

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن العملية الخاصة التي نفذتها الولايات المتحدة في شمال غربي سوريا توجت بتصفية زعيم تنظيم "داعش" أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض عبر موقع الإلكتروني: "بتوجيهات صادرة عني، نفذت القوات العسكرية الأمريكية في شمال غرب سوريا بنجاح عملية لمكافحة الإرهاب لحماية الشعب الأمريكي وحلفائنا ولجعل العالم مكانا أكثر أمانا".

وأعلن أنه "بفضل مهارة وشجاعة قواتنا المسلحة، تم إقصاء أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم داعش، من ساحة المعركة"، مؤكدا عدم سقوط أي ضحايا أمريكيين في العملية.

وأكدت تقارير صحفية، أن مروحيات أمريكية نفذت خلال العملية إنزالا لمجموعة من عناصر القوات الخاصة في منطقة أطمة الواقعة في ريف إدلب الشمالي، عند مقربة من الحدود التركية ومعبر دير بلوط الفاصل بين إدلب ومنطقة عفرين.

ووفقا للتقارير، استهدفت العملية منزلا في هذه المنطقة واندلعت اشتباكات عنيفة رافقها قصف جوي وانفجار قوي واحد على الأقل.

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" في وقت سابق الخميس، بأن "موقع الغارة المبلغ عنه هو مبنى يقع على بعد حوالي 15 ميلا من قرية باريشا في سوريا حيث قتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019 في غارة نفذتها الولايات المتحدة".

وأفادت مصادر سورية موالية للحكومة ومعارضة لها بسقوط 13 قتيلا على الأقل خلال العملية، بينهم ستة أطفال وثلاث أو أربع نساء.

وخسر الجيش الأمريكي خلال العملية إحدى مروحياته التي تم تدميرها على الأرض عندما أجبرت على الهبوط بسبب مشكلة ميكانيكية.

من هو أبو إبراهيم القريشي؟

اسمه الحقيقي هو أمير محمد سعيد عبد الرحمن مولى، ويحمل عدة أسماء مستعارة، ويكنى إلى جانب الهاشمي القرشي بــ عبد الله قرداش وحجي عبد الله  وأستاذ أحمد، وهو من مواليد العام 1976، في منطقة حسنكوي الواقعة في قضاء تلعفر، وانتقل فيما بعد إلى مدينة الموصل.

وأكمل حجي عبد الله دراسته الأكاديمية في مدينة الموصل، وتخرج من كلية الشريعة، وعمل خطيباَ في جامع العجيل في قضاء تلعفر، وكان يمتاز بالتطرف.

وبايع تنظيم القاعدة في العام 2004 - 2005، وكان يعمل في إصدار الفتاوى وتخريج الأمور الشرعية، وأثناء سيطرة القوات الأمنية على القضاء المذكور، هرب إلى مدينة الموصل، واستقر فيها، واستلم منصب المسؤول الشرعي للتنظيم في الجانب الأيسر ضمن ولاية نينوى.

وكان أبو إبراهيم ضابطا سابقا في جيش نظام صدام حسين، وانضم إلى صفوف تنظيم القاعدة بعيد الغزو الأميركي للعراق في العام 2003، بحسب مركز "مشروع مكافحة التطرف" البحثي.

وسُجن المولى في سجن بوكا الأميركي (معسكر اعتقال أميركي في العراق) عام 2004، وهناك التقى بالبغدادي، قبل أن ينضمّ إليه لاحقاً بعد إطلاق سراحه.

وخلال فترة اعتقاله في سجن بوكا، عمل "أبو إبراهيم" مخبراً لدى الأميركيين، وفق ذكرته صحيفة "واشنطن بوست".

ويظهر مولى في التقارير الأميركية أنه كان مفيداً تحديداً في تزويد الأميركيين بالمعلومات اللازمة لملاحقة وحدة الدعاية التابعة للجماعة، وكذلك ملاحقة غير العراقيين في منظمته، وهم متطوّعون من جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انضموا إلى التنظيم أثناء الاحتلال الأميركي للعراق.

وقال كريستوفر ماير، مساعد وزير الدفاع الأميركي للعمليات الخاصة والصراع منخفض الحدة، إنّ "مولى قام بعدد من الأشياء لإنقاذ رقبته خلال فترة اعتقاله، وكان لديه سجل طويل من العدائية - بما في ذلك أثناء الاستجواب - تجاه الأجانب في تنظيم داعش".

وظهر في التقارير أنّ العراقي، الذي كان آنذاك يبلغ من العمر 31 عاماً، وكان مسؤولاً متوسط المستوى داخل "دولة العراق الإسلامية" - التي عُرفت لاحقاً باسم داعش - أُلقي القبض عليه في أواخر عام 2007 أو أوائل عام 2008، وخضع لعشرات الاستجوابات من قبل المسؤولين العسكريين الأميركيين.

ومن غير المعروف التاريخ الدقيق لإطلاق سراحه، لكن سجل الاستجواب توقف في يوليو 2008،  وبحلول ذلك الوقت، توقف مولى عن كونه متعاوناً، وكشفت التقارير أنه كان "قلقاً" بشأن وضعه، مشيرة إلى أنه كان يتوقع أن يُكافأ على كمية المعلومات التي قدمها.

وفي شهر يونيو 2014، أدار أبو إبراهيم القرشي المفاوضات بين تنظيم "داعش" والحكومة التركية بخصوص موظفي القنصلية التركية في الموصل، وقام بنفسه بنقلهم من مدينة الموصل إلى منطقة آمنة، ومنها توجهوا إلى تركيا.

وكان عضو سابق في تنظيم داعش كشف في أكتوبر 2019  أن أبو بكر البغدادي ليس له سوى نائب واحد هو الحاج عبد الله، وهو أحد أسماء "القرشي".

وأعلن تنظيم داعش تعيين أبو إبراهيم القرشي زعيماً للتنظيم خلفاً لأبو بكر البغدادي الذي قتل في هجوم أميركي أواخر أكتوبر 2019. 

وكان معلقون بارزون مؤيدون لـ داعش انتقدوا على مواقع التواصل الاجتماعي الموالية للتنظيم قرار ترقية مولى إلى منصب الخليفة، بحجة أنه غير مؤهل لهذا المنصب.

وأفادت مصادر محلية، بتنفيذ 4 طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي، عملية إنزال قرب بلدة أطمة شمالي إدلب، انتهت بسقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال.

تحريك التنظيم للخلايا النائمة

ومن جانبه قال منير أديب الباحث في شئون الإسلام السياسية والجماعات الإرهابية، إن هذه العملية النوعية التي قامت بها القوات الأمريكية واستهدافت زعيم تنظيم داعش سوف تؤثر على التنظيم ولكن هذا التأثير سيكون محدود خاصة وأن التنظيم سوف يسعى جاهدا لاختيار خليفة جديد لداعش خلفا لأبو إبراهيم الهاشمي القرشي ومن ثم ستتحرك الخلايا النشطة والخاملة في إطار تنفيذ عمليات أخرى قد تبدو نوعية على غرار عملية ديالي في العراق التي قتل فيها 11 ضابطا عراقيا وعلى غرار اقتحام سجن الصناعة بحي غويران بموقعة الحسكة في شمال شرق سوريا.

وأضاف أديب، أن مقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي في أكتوبر 2019، ترك أثرا ولكنه لم يكن الأثر الذي نستطيع أن نقول أن التنظيم انتهى من خلاله، فالتنظيم ما زال موجودا وباقيا وبدليل أنه تم اختيار خليفة لهذا الخليفة المقتول وهو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.

ويعتقد أديب، أنه سيتم في غضون أسبوع اختيار خليفة لأبو إبراهيم الهاشمي القرشي ومن ثم سوف ينطلق التنظيم إلى تنفيذ عمليات أخرى في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم وفي مناطق أخرى وبالتالي مواجهة خلايا التنظيم النشطة وأيضا الخاملة أمر في غاية الأهمية.

وأكد أديب ضرورة وجود استراتيجية عامة لمواجهة التنظيمات المختلفة عابرة الحدود والقارات ولا بد من وجود تنسيق بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين دول كثيرة من أجل مواجهة أشمل وأعم وأقوى ذات أثر على التنظيم المتطرف داعش وعلى باقي التنظيمات المتطرفة التي تجمعها روابط به وبغيره من التنظيمات المحلية والإقليمية وإذا تم ذلك سوف يؤثر بصورة كبيرة على التنظيم المتطرف داعش وحينها سيتأثر التنظيم بشكل كبير وسيؤثر ذلك في نشاطه.

على غرار المرّات السابقة إلا أنها الأكبر تماماً، نفّذت طائرات مروحية تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، عملية إنزال جوي في شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، أعقبها اندلاع اشتباكات عنيفة.

وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون، الخميس، نجاح عملية نفذّتها قواتها فجراً شمال سوريا، دون سقوط أي ضحايا مدنيين.

وأضافت في بيان، أن العملية جاءت لمكافحة الإرهاب في تلك المنطقة، مؤكدة اعتقال عناصر إرهابية متطرفين.

وكذلك كشف مسؤول أميركي عن أن إحدى المروحيات التي شاركت في الغارة على أطمة واجهت مشكلة ميكانيكية وكان لا بد من تفجيرها على الأرض.

وتضم منطقة أطمة العديد من مخيمات النازحين، ويقول خبراء إن قياديين إرهابيين يتخذون منها مقرا لهم بين النازحين.